تكنولوجيا جديدة تتابع مواقع التواصل لمحاربة الإرهاب

تقوم على التقاط كلمات لها صلة به

ياسمين غرين مديرة حملة وقاية الفتيات من الإرهاب، مؤسسة «جيغسو»
ياسمين غرين مديرة حملة وقاية الفتيات من الإرهاب، مؤسسة «جيغسو»
TT

تكنولوجيا جديدة تتابع مواقع التواصل لمحاربة الإرهاب

ياسمين غرين مديرة حملة وقاية الفتيات من الإرهاب، مؤسسة «جيغسو»
ياسمين غرين مديرة حملة وقاية الفتيات من الإرهاب، مؤسسة «جيغسو»

بعد حملة بدأت قبل ستة أعوام ضد «التطرف العنيف» في مواقع الإنترنت، بدأت شركة غوغل، مؤخرا، حملة تتخصص في مراقبة البنات بسن المراهقة لمنع سقوطهن بأيدي الدعايات الإرهابية، وخاصة دعايات تنظيم (داعش).
وقالت ياسمين غرين مديرة البحث في شركة «جيغسو»، في مجموعة شركات «ألفابيت» أمس (الثلاثاء)، إن تكنولوجيا جديدة تتابع مواقع التواصل الاجتماعي تقدر على التقاط كلمات إرهابية، أو لها صلة بالإرهاب، وذلك كجزء من حملة شركات غوغل في الحرب ضد الإرهاب.
وبينت غرين أن الحملة تركز على البنات في سن المراهقة، وذلك لأن كثيرا منهن يتعرضن، في مواقع التواصل الاجتماعي لإغراءات حب وزواج من صبيان ورجال. مشيرة إلى فتاة «أعطت معلومات عنها إلى مقاتل من (داعش)، ولم تكن تعرف حقيقته».
وتابعت غرين، في مقابلة مع موقع «فاست» على الإنترنت: «كانت هذه الفتاة ذكية للغاية، وأصبح لها عدد كبير من الأصدقاء والمتابعين بمواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصل إلى 30.000 شخص، ولم يزد عمرها على 14 عاما»، وزادت  «نظر عدد كبير من هؤلاء إلى صفحة الفتاة كمصدر لأخبار فنية وثقافية، وخاصة أخبار الأغاني والمغنين. مثل الحفلات الموسيقية لجوستين بيبر».
واستغربت غرين عن «شعبية صبية في مكان بعيد من العالم» حتى عرفت «أن البنت البائسة، في نهاية المطاف، أفسحت المجال لرسائل ومحتويات عن (داعش)».
وحسب موقع «فاست»، تدير غرين حملة شركة «جيغسو» ضد الإرهاب على مواقع الانترنت من مكاتب في نيويورك.
وفي عام 2012 كانت غرين مديرة متعددة الشركاء في الإنترنت لمواجهة «التطرف العنيف»، كما كانت أول شبكة في الإنترنت في العالم لمتابعة «المتطرفين العنيفين السابقين، والناجين من الإرهاب».
وتحتل جدران مكاتب شركة «جيغسو» صور كثيرة لمتطرفين عنيفين سابقين نبذوا التطرف. وحضر بعضهم مؤتمرا عقدته الشركة،  وذلك بهدف «مساعدة الشباب على ترك الجماعات الإرهابية».
وفي العام الماضي، بعد سنوات من التردد في فحص مواقع وصفحات ورسائل الإنترنت، وبعد زيادة الضغوط عليها، خاصة من حكومات في أوروبا، وخاصة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلنت 4 شركات إنترنت أميركية عملاقة  «فيسبوك»، «غوغل»، «تويتر»، «مايكروسوفت») تأسيس تحالف لمسح «المحتويات الإرهابية».
وقال بيان مشترك، أصدرته الشركات الأربع في ذلك الوقت، إنها «ستشارك في جهود الوصول إلى حلول تكنولوجية لمسح المحتويات الإرهابية، وفي تأسيس لجنة تنسيق، وفي العمل مع خبراء في الحرب ضد الإرهاب». وسمى البيان المشترك هذه الجهود باسم «منصبة الإنترنت العالمية لمواجهة الإرهاب» (جي آي إف سي تي). وأوضح أن الهدف هو: «الاتفاق على مجالات محددة، على نطاق عالمي، لتعاون شركاتنا مع شركات إنترنت أصغر حجما، ومع منظمات المجتمع المدني، ومع أكاديميين، ومع حكومات، ومع منظمات دولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي».
في ذلك الوقت، قال تلفزيون «سي إن إن» إن أكثر الضغوط جاءت من دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حيث شهدت خلال العامين الماضيين، هجمات إرهابية راح ضحيتها بعض المواطنين وإن ألمانيا أكثر هذه الدول تشددا مع شركات الإنترنت.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».