اعتمدت مسرحية «العشاء الأخير» على جدارية شعرية للشاعر الفلسطيني محمود درويش ومجموعة من النصوص المسرحية للكاتب التونسي نصر سامي، لتأثيث فصول هذه المسرحية التي قدمت سيلاً جارفاً من الأسئلة الحارقة التي تخص الوجود الفردي والمصير الجماعي.
المسرحية التي قُدمت على ركح مسرح المبدعين الشبان في مدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية، كانت أشبه برثاء استباقي لذات رقيقة وحساسة حدقت طويلاً في الموت واكتوت على نحو فاجع بالتواري والعدم، على حد تعبير حسام الزريبي مخرج هذه المسرحية.
هذا العمل المسرحي الذي عرف ولادته في دار الثقافة بالرقاب من ولاية - محافظة - سيدي بوزيد، عرف مشاركة عدد هام من الممثلين التونسيين الشباب وضمت القائمة أنيس العكرمي وطه الكدوسي وحمة الجلالي وعبير العبيدي وفردوس العيوني وبدر العبيدي وشذى الحامدي وطاهر حميدة وراسم الميساوي ونورة الصالحي وأسامة القاسمي ورتاج الجبابلي.
وقد تحصلت هذه المسرحية وهي من إنتاج «نادي المتنفس للمسرح والفنون الركحية» في مدينة الرقاب، على جائزة الركح الذهبي في الدورة 28 من المهرجان الوطني لمسرح دور الثقافة ودور الشباب الذي أقيم في مدينة المهدية (وسط شرق تونس) خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي هذا السياق، يقول نصر سامي: «إن مسرحية (العشاء الأخير) سمحت بتشكيل فضاء نصي يتسم بجدل متوتر بين الذاتي والكوني، وتجولت بين الواقعي والخيالي، ومزجت بين السردي والدرامي، واعتمدت على الغنائي والملحمي، ولم تبتعد عن الغرائبي والفجائعي.
هذه القصيدة التي تشبه الأغنية والنشيد اتكأ عليها الممثلون الشبان وفق ذات المصدر، وأضفوا شرعية جمالية على جوانبها الحيوية وقدموها على شكل سيرة شعرية تطمح إلى القبض على المستقبل وتطويع المستحيل الذي يحتضن سؤال الوجود عبر لوعة الغياب وفجيعة الرحيل الكبير والأخير.
ومن روح جدارية محمود درويش يأتي هذا النص بمعانيه الكبيرة والمقلقة ليعيدنا إلى كثير من الأعمال السينمائية والمسرحية والعربية، لكن للتجربة التونسية مع المخرج حسام الزريبي ملامحها الخاصة، فالموت على حد تعبير أحد النقاد المسرحيين أنشودة فقط تسير على إيقاع ألوان شتى من الموسيقى التي تحملنا إلى مناطق مختلفة من العالم وحملت المتفرج في أزمنة متعددة، لتؤكد على أن الموت واحد في كل مكان وزمان.
«جدارية» محمود درويش في عمل مسرحي تونسي
حمل عنوان «العشاء الأخير» وقدمه ممثلون شبان
«جدارية» محمود درويش في عمل مسرحي تونسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة