علاقة وثيقة بين الضعف الجنسي ومرض الشرايين

ضرورة رصد علاماتهما المبكرة

علاقة وثيقة بين الضعف الجنسي ومرض الشرايين
TT

علاقة وثيقة بين الضعف الجنسي ومرض الشرايين

علاقة وثيقة بين الضعف الجنسي ومرض الشرايين

من الناحية الطبية، يُعد تحقيق انتصاب العضو الذكرى إحدى العمليات المعقدة في الجسم، التي يتطلب حصولها حدوث تفاعل وثيق سريع معقد بين عدد من الأعضاء الحيوية في الجسم، كالدماغ وشبكة الأعصاب الموصلة بينه وبين الجسم عبر النخاع الشوكي داخل العمود الفقري، والأعصاب الخارجة من الحبل الشوكي المغذية لمنطقة الحوض، وجهاز القلب والأوعية الدموية، وعدد من الغدد الصماء في مناطق متباعدة من الجسم، كالتي في قاع الدماغ وفي الحوض، وتدفق سائل الدم، وحصول مجموعة من العمليات الكيميائية الحيوية في الأوعية الدموية بمنطقة الأعضاء التناسلية لدى الرجل.
- الضعف الجنسي
في التعريف المبسط يعني وجود ضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction) أن الرجل لا يستطيع الحصول على الانتصاب الصحيح للعضو الذكري، أو الحفاظ عليه بما يكفي لممارسة العملية الجنسية.
صحيح أن من الطبيعي حصول هذه المشكلة من آن لآخر لدى البعض، ولا تمثل بالضرورة سبباً يستدعي القلق، ولكن تكرار واستمرار حصول ضعف الانتصاب قد يتسبب للبعض بالشعور بالضغط النفسي، وربما يُضعف العلاقة مع زوجته. ومن الجانب الطبي، قد يكون هذا الأمر بمثابة علامة تحذيرية تشير إلى وجود حالة مرضية غير ظاهرة بشكل واضح، وتحتاج إلى علاج، أو أنها إحدى مضاعفات وجود اضطرابات مرضية في إحدى مناطق وأعضاء الجسم ذات الصلة الوثيقة بإتمام حصول الانتصاب.
ومع وجود أسباب متعددة لضعف الانتصاب، ترجع معظم حالات ضعف الانتصاب إلى اضطرابات في عمل الأوعية الدموية التي مهمتها أن تزود العضو الذكري بكمية الدم اللازمة لاحتقانه، وتكوين حالة الانتصاب. وتلك الاضطرابات في عمل الأوعية الدموية ناجمة إما عن وجود تضيقات وتصلب في الشرايين، أو وجود خلل وظيفي في عمل بطانة الشرايين يعيق توسعها، وتدفق الدم من خلالها، أي بالطريقة نفسها التي تتأثر بها شرايين القلب عند الأشخاص المصابين بأمراض شرايين القلب.
- سلسلة أحداث متكاملة
وتفاصيل العلاقة بين جهة الدماغ والقلب والأوعية الدموية والغدد الصماء وغيرها، وبين ضعف الانتصاب، يوضحها فهم كيفية حصول الانتصاب.
وتفيد المصادر الطبية أنه لكي يحدث الانتصاب في الحالات الطبيعية، يجب أن يتم حصول سلسلة متكاملة من الأحداث النفسية والكيميائية والفسيولوجية والعضوية.
> الحدث الأول في هذه السلسلة هو في الدماغ الذي تحصل فيه حالة من «التحفيز النفسي الجنسي» (Psychosexual Stimulation). وأساس وأرضية نشوء هذا التحفيز هو وجود الدافع الجنسي الذكري للغريزة الجنسية (Libido). وبناء على سلامة وجود هذا الدافع، تتم إثارة الدماغ بطريقتين: الأولى هي الإثارة الذهنية عبر المحفزات البصرية وغيرها، والثانية هي الإثارة الموضعية للعضو الذكري؛ وتكون الإثارة بالنوع الأول أقوى لدى الرجال الأصغر سناً، والثانية أقوى لدى الرجال الأكبر سناً.
ولذا قد يضطرب مستوى الاستجابة للإثارة لدى الرجل نتيجة لاضطرابات في الدماغ أو الهرمونات أو عواطف المشاعر أو الأعصاب، وبالتالي يمكن أن ينتج ضعف الانتصاب عن التوتر والقلق وانشغال الذهن والاضطرابات في صفاء وراحة العلاقة الزوجية والاضطرابات النفسية الأخرى. كما أن هناك حالات من العجز الجنسي التي مرد المشكلة فيها انخفاض مستوى الرغبة في ممارسة العملية الجنسية، وحالات أخرى سببها عدد من الاضطرابات الهرمونية التي تؤدي إلى تدني الرغبة في ممارسة العملية الجنسية، أو تدني مستوى الاستجابة، إضافة إلى تناول بعض أنواع الأدوية التي تتسبب بأحدهما أيضاً.
> الحدث الثاني في سلسلة أحداث حصول الانتصاب هو إرسال الدماغ إشارات عصبية للعضو الذكري كي تتهيأ فرص حصول انتصابه، وهو ما يتطلب أولاً سلامة خطوط التواصل بين الدماغ والأعضاء التناسلية لدى الرجل. وتعمل هذه الإشارات على حصول ارتخاء في العضلات الملساء للشرايين التي تزود القضيب بالدم.
واسترخاء هذه العضلات الملساء ضروري لحصول زيادة في تدفق الدم، بما يُؤدي إلى احتقان القضيب بالدم وانتصابه. وفي الوقت نفسه، تعمل تلك الإشارات العصبية على تنشيط عملية احتباس الدم في القضيب، أي منع حصول تفريغ وتسريب لكمية الدم التي صنعت وضع الانتصاب في العضو الذكرى. ولذا، هناك عمل من قبل الشرايين، وعمل آخر من قبل الأوردة، وكلاهما ضروري لإتمام حصول واستمرار حالة الانتصاب إلى حين الفراغ من أداء العملية الجنسية.
> الخطوة الثالثة، يبدأ حصولها بعد إتمام عملية القذف، وهي عودة التغيرات في الدورة الدموية داخل القضيب إلى حالة ما قبل الانتصاب، وهذا يتطلب عودة تدفق الدم إليه بشكل طبيعي، وفتح الأوردة لتصريف الدم، والعودة إلى الدورة الدموية الطبيعية في العضو الذكري.
- الدماغ والجنس
لتوضيح أحد الجوانب الكيميائية الحيوية حول ما الذي يحصل في ما بين الدماغ والأوعية الدموية والعضو الذكري، تفيد المصادر الطبية بأنه عند حصول إثارة جنسية، تنتقل الرسائل من الدماغ إلى الأعصاب المغذية للعضو الذكري، ثم يتم إطلاق مواد كيميائية تسمى النواقل العصبية من نهايات الأعصاب في القضيب. وتتسبب هذه الناقلات العصبية في صنع مادة كيميائية أخرى، تسمى «أحادي الفوسفات» (cGMP)، تؤدي بدورها إلى توسيع الشرايين في القضيب، وهذا يسمح لمزيد من الدم بالتدفق إليه، وحصول تورم الانتصاب. ونتيجة لهذا التورم، يحصل ضغط على الأوردة التي يتسرب عادة منها الدم المحتقن في القضيب، وبالتالي يتم الاحتفاظ بالدم في القضيب، ويتعزز الانتصاب. وبمجرد التوقف عن ممارسة العملية الجنسية، ينخفض مستوى «cGMP»، ويعود تدفق الدم إلى الوضع الطبيعي، ويعود القضيب تدريجياً إلى حالة عدم الانتصاب.
- القلب والجنس
تشير المصادر الطبية إلى حقيقة ذات أهمية، وهي أنه في كثير من حالات ضعف الانتصاب يكون السبب هو اضطراب عضوي جسدي. ومن ذلك أمراض تضيقات وتصلب وضعف عمل بطانة الشرايين في كل من القلب والشرايين المغذية للعضو الذكري، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، ومرض السكري، والسمنة، والتدخين، وتناول الكحول، واضطرابات النوم، وتناول أنواع من الأدوية التي تسبب ضعف الانتصاب، أو تدني الرغبة الجنسية كآثار جانبية لها. ويضاف إلى هذا عدد من الأمراض العصبية، كمرض باركنسون، ومرض التصلّب المتعدد، واضطرابات عمل البروستاتا والخصية.
ومن بين ما تقدم من أمراض عضوية نلحظ أن الاضطرابات المرضية ذات الصلة بأمراض القلب والأوعية الدموية هي في واقع الحال من الأسباب المهمة في حصول ضعف الانتصاب. ولذا تفيد كثير من المصادر الطبية بأن علاقة ضعف الانتصاب بأمراض القلب هي من ثلاثة جوانب: الأول أن ضعف الانتصاب من الممكن أن يكون حالة ترافق وجود مشكلات مرضية في شرايين القلب، والثاني أن حالة ضعف الانتصاب قد تكون علامة مبكرة تُنذر بوجود مشاكل حالية في القلب، أو من المحتمل جداً بدء ظهورها مستقبلاً، والثالث أن حالة ضعف الانتصاب تكون نتيجة لوجود أمراض في القلب بالأصل. هذا بالإضافة إلى جانب رابع له علاقة بتأثيرات معالجة أمراض القلب، إما بالتدخل عبر القسطرة أو بالعمليات الجراحية في القلب، على قدرات الانتصاب أو ممارسة العملية الجنسية.
مسببات أمراض القلب والضعف الجنسي
> قد يتسبب القلق وصعوبات العلاقة مع الزوجة والاكتئاب بضعف الانتصاب. وقد يزيد حدوث ضعف الانتصاب تفاقم المعاناة من تلك الاضطرابات العاطفية والنفسية. وكقاعدة عامة، فإن السبب النفسي للضعف الجنسي قد يكون هو الأكثر احتمالاً من السبب العضوي، إذا كانت هناك أوقات يحصل فيها انتصاب جيد، كالاستيقاظ في الصباح مع الانتصاب، رغم عدم حصول ذلك الانتصاب في غالب الأوقات. وبالمقابل، تشير الإحصائيات الطبية إلى أن لدى 7 من بين كل 10 رجال يُعانون من الضعف المستمر والمتكرر في الانتصاب يكون الأمر ناجماً عن تضيق الشرايين الصغيرة في القضيب، مما يسبب انخفاض تدفق الدم إليه، وهي مشكلة تحدث مع الأوعية الدموية الأخرى بالجسم، كالشرايين القلبية والشرايين الطرفية في الساقين. وبالمراجعة العلمية، يقول الأطباء من «مايوكلينك» إن ضعف الانتصاب ومرض القلب يشتركان في عدد من عوامل خطورة، التي منها:
> مرض السُكَري: يتعرض الرجل الذي يُعاني من السُكَري لخطر كبير للإصابة بضعف الانتصاب ومرض القلب.
> استعمال التبغ: يُضاعف التدخين خطر الإصابة بمرض في أوعية الدم، ويُمكن أن يُسبب ضعف الانتصاب.
> استعمال المشروبات الكحولية: يُمكن أن يؤدي الأفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى مرض القلب، وقد يُضاعف الأسباب الأُخرى التي تؤدي إِلى مرض القلب، ومنها ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول غير الطبيعي. وتؤدي المشروبات الكحولية أيضاً إلى عرقلة الانتصاب.
> مرض ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت إلى تلف في أغشية الشرايين، ويُسرِع من الإصابة بأمراض أوعية الدم. ويُمكن أن تؤثر أدوية معينة تؤخذ لعلاج ارتفاع ضغط الدم على الفعالية الجنسية.
> مرض ارتفاع الكوليسترول: يُمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) إِلى تصلب الشرايين العصيدي.
> العمر: نتيجة التقدم في السن، يستلزم الانتصاب مزيداً من الوقت كي يحدث، وقد لا يكون ثابتاً أو صلباً بما يكفي. وكلما كنت أصغر في السن، كان من الأرجح أن يُشير ضعف الانتصاب إلى خطر الإصابة بمرض القلب. ويُعد الرجل الذي لم يتجاوز الخمسين عام معرضاً على نحو استثنائي لخطر أكبر. فضعف الانتصاب لدى الرجل فوق سن السبعين عاماً يُقلل من احتمال الإشارة إِلى مرض القلب بكثير.
> البدانة: عادة ما يُفاقم الأفراط في الوزن عوامل الخطورة الأُخرى التي تؤدي إِلى مرض في القلب.
> انخفاض هرمون التستوستيرون: يُعاني الرجل المصاب بانخفاض هرمون التستوستيرون من ضعف الانتصاب ومرض القلب وأوعية الدم، مقارنة بالرجل الذي يتمتع بمستويات تستوستيرون طبيعية.


مقالات ذات صلة

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.