حريق يدمر المتحف الوطني في البرازيل

يضم 700 قطعة آثار مصرية بينها لوحات وتماثيل ومومياوات

حريق يدمر المتحف الوطني في البرازيل
TT

حريق يدمر المتحف الوطني في البرازيل

حريق يدمر المتحف الوطني في البرازيل

نشب حريق ضخم، مساء الأحد، في أكبر وأقدم مؤسسة علمية في البرازيل، ودمر الحريق المتحف الوطني بمدينة ريو دي جانيرو، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1818، ويضم نحو 20 مليون قطعة أثرية، بينها أحفوريات، وأقدم رفات بشرية مكتشفة في الأميركيتين، ومجموعة من القطع المصرية المميزة، وهو ما دفع وزارة الآثار المصرية للمطالبة بتقرير مفصل عن حالة الآثار المصرية ومدى تضررها من الحريق.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس، تعليقاً على الحادث، إن «الوزارة خاطبت وزارة الخارجية المصرية، للمطالبة بتقرير مفصل وعاجل عن حالة الآثار المصرية الموجودة بالمتحف».

وأعرب وزيري عن أسفه الشديد لما حدث، واصفاً الحادث بأنه «خسارة فادحة للبشرية والتراث الإنساني والتاريخي»، مؤكداً تضامن وزارة الآثار التام مع المتحف واستعدادها الكامل للتعاون لتقديم المساعدات الأثرية والفنية وتوفير الخبرات اللازمة لترميم القطع الأثرية بالمتحف، في حالة طلب الحكومة البرازيلية ذلك».
ويضم المتحف 700 قطعة آثار مصرية، تعد الأكبر في قارة أميركا اللاتينية، تم ضم معظمها للمتحف عام 1826، عندما أحضر التاجر نيكولا فينجر مجموعة من الآثار المصرية التي كان يمتلكها المستكشف الإيطالي جيوفاني باتيستا بيلزوني، الذي كان مسؤولاً عن بعثات حفائر أثرية في الأقصر ومعبد الكرنك.
وتعذر الدخول لموقع المتحف للاطلاع على تفاصيل المعروضات المصرية، لكن وفقاً لموقع «ويكيبيديا» فإن واحدة من أهم المعروضات المصرية بالمتحف «تابوت من الخشب متعدد الألوان لمغنية آمون، تدعى شا آمون سو، من العصر القديم، أهداها الخديوي إسماعيل للإمبراطور البرازيلي بيدور الثاني خلال رحلته الثانية إلى مصر عام 1876، إضافة إلى 3 توابيت من العصور المتوسطة والمتأخرة لكهنة آمون، و6 مومياوات بشرية، وعدد من المومياوات لحيوانات بينها قطة والعجل أبيس وغيرهما، إضافة إلى مومياء لسيدة من العصر الروماني تعتبر نادرة من حيث طريقة التحضير، فلا يوجد مثلها إلا 8 مومياوات في العالم، وتسمى مومياء (أميرة الشمس)، أو (الأميرة خريمة Kherima)، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، وقطع تعود للملك سيتي الأول، وتمثال من البرونز لآمون وقناع ذهبي من العصر البطلمي».
وقال الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار المصرية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المتحف يضم مجموعة من اللوحات والتماثيل والمومياوات المصرية القديمة من العصور الفرعونية، وجميع القطع تمت دراستها ونشرها في كتالوغ المتحف بشكل علمي، ما يعطينا معلومات كافية عنها». وأضاف أن الحادث «ينبه» الجميع إلى ضرورة تأمين المتاحف وحماية التراث، لأن ما حدث في البرازيل «خسارة كبيرة لا تعوض»، على حد تعبيره.
واندلع الحريق في المتحف الذي احتفل هذا العام بمرور 200 عام على تأسيسه، مساء الأحد، بعد انتهاء العمل به، ولم يكشف حتى الآن عن سببه، لكن الصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام تظهر أن المتحف تم تدميره بالكامل.
وغرد الرئيس البرازيلي ميشال تامر على «تويتر» تعليقاً على الحريق: «إنه يوم حزين لكل البرازيليين، بعد خسارة 200 عام من العمل والبحث والمعرفة».
بينما أشار روبرتو روبادي، المتحدث باسم إدارة مكافحة الحرائق في ريو، إلى أنه «تم إنقاذ بعض قطع المتحف».
ومن بين القطع المهمة التي يضمها المتحف، حفريات لأول نيزك تم اكتشافه في البرازيل، ومجموعة من هياكل الديناصورات، وأقدم هيكل عظمي في الأميركيتين وهو لسيدة تدعى «لوزيا»، ويعود تاريخه إلى نحو 12 ألف عام، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية تؤرخ لفترة حكم البرتغاليين، حيث كان المتحف الذي تأسس عام 1818 مقراً لإقامة العائلة المالكة البرتغالية، ويقع على مساحة 13 ألف متر مربع، وسجل المبنى تراثاً قومياً برازيلياً عام 1938.


مقالات ذات صلة

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

يوميات الشرق متحف أسوان ينتظر الترميم والتطوير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

بدأت مصر مشروع ترميم وإعادة تأهيل متحفي أسوان والنوبة بجنوب البلاد لتحسين التجربة السياحية بهما

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ثلاثي ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف تمائم وخواتم وحلي ذهبية بمعبد الكرنك

أعلنت مصر اكتشاف مجموعة من الخواتم والحلي الذهبية والتمائم بمعابد الكرنك في الأقصر، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)

«الصوت والضوء»... رحلة حيَّة في عمق التاريخ المصري القديم

ذا كنت في رحلة سياحية في مصر، فمع حلول المساء، ستجد أن عروض «الصوت والضوء»، المتنوعة والمنتشرة في المحافظات، اختياراً مثالياً للتجول عبر الزمن

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق تماثيل المتحف ترقص وتغني (إكس)

ترقص وتغني... فيديو مبتكر لتماثيل «المتحف الكبير» يلقى تفاعلاً مصرياً

تم تداول مقطع فيديو طريف على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، يُظهر تماثيل المتحف المصري الكبير وهي تتمايل على أنغام موسيقى صاخبة.

منى أبو النصر (القاهرة )
ثقافة وفنون مِجْمَرة على شكل رجل يحمل وعاءً تزينه أفعى مصدرها موقع البثنة في إمارة الفجيرة

مجمرة من موقع البثنة في إمارة الفجيرة

كشفت أعمال التنقيب الأثرية في الإمارات العربية المتحدة عن مواقع عدة تعود إلى العصر الحديدي، منها موقع البثنة في إمارة الفجيرة.

محمود الزيباوي

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.