بكين ولندن تناقشان اتفاقاً للتجارة الحرة من «الدرجة الأولى»

بريطانيا منفتحة على الشركات الصينية بعد بريكست

بكين ولندن تناقشان اتفاقاً للتجارة الحرة من «الدرجة الأولى»
TT

بكين ولندن تناقشان اتفاقاً للتجارة الحرة من «الدرجة الأولى»

بكين ولندن تناقشان اتفاقاً للتجارة الحرة من «الدرجة الأولى»

قالت وزارة التجارة الصينية، أمس السبت، عقب مباحثات مع وزير التجارة البريطاني ليام فوكس، إن الصين وبريطانيا اتفقتا على النظر في إمكانية التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة «من الدرجة الأولى»، بعدما تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
وأرسلت بريطانيا رسالة قوية إلى الشركات الصينية، مفادها بأنها منفتحة تماماً على التجارة، في الوقت الذي تتأهب فيه لمغادرة الاتحاد الأوروبي العام المقبل. كما أن الصين إحدى الدول التي تود بريطانيا أن توقع اتفاقاً للتجارة الحرة معها لما بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وعرضت الصين، الشهر الماضي، إجراء مباحثات مع بريطانيا حول مثل هذا الاتفاق.
وفي بيان جرى نشره بعد مباحثات يوم الجمعة بين فوكس ووزير التجارة الصيني تشونغ شان في بكين، قالت وزارة التجارة الصينية إنهما ناقشا كيفية تعزيز الاستثمارات بين الجانبين وتوسعة التجارة في الخدمات.
أضافت الوزارة أن البلدين اتفقا أيضاً على «استكشاف إمكانية مناقشة اتفاق تجارة حرة من الدرجة الأولى بين الجانبين بنشاط بعد الانفصال البريطاني»، لكنها لم تخض في تفاصيل.
وبينما سيكون إبرام اتفاق تجاري مع الصين نصراً سياسياً للحكومة البريطانية، لا يمكن البدء في مباحثات رسمية قبل أن تغادر الاتحاد الأوروبي بصورة رسمية. وعادة ما تحتاج مباحثات التجارة الحرة سنوات عديدة لإكمالها.
وتأتي هذه التحركات بينما فرضت الولايات المتحدة والصين يوم الخميس رسوماً على واردات كل منهما إلى الأخرى بقيمة 16 مليار دولار، وذلك في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتفرض الرسوم الأميركية، التي تبلغ نسبتها 25 في المائة، على سلع صينية متباينة بداية من أنابيب التصريف إلى المنتجات الزراعية وعربات السكك الحديدية.
وتطبق التعريفات الجمركية الانتقامية الصينية على سلع أميركية، من بينها الفحم والبنزين والمركبات والدراجات النارية والمعدات الطبية.
وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان على الفور بعد بدء فرض الجمارك قرب منتصف ليل الخميس على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إن الصين اضطرت «لمواصلة القيام بالهجمات المضادة الضرورية». وأضاف البيان أن الصين سوف تقدم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية.
يُشار إلى أن هذه هي الجولة الثانية في الحرب التجارية بين البلدين، بعد أن فرضت واشنطن الشهر الماضي جمارك على بضائع صينية بقيمة 34 مليار دولار، مع رد بكين بفرض رسوم جمركية على منتجات أميركية بالقيمة نفسها.
ووصل وفد تجاري صيني إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، لإجراء مفاوضات تهدف إلى نزع فتيل التوترات.
وتتهم الولايات المتحدة، الصين، بالقيام بممارسات تجارية غير عادلة، خصوصاً في مجال التكنولوجيا. كما يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خفض العجز التجاري بين البلدين، الذي بلغ 375 مليار دولار في العام الماضي.
وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية على بضائع صينية بقيمة إجمالية تبلغ 550 مليار دولار. وهذا يتجاوز مجموع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، الذي بلغ 505 مليارات دولار.
يُشار إلى أن قدرة بكين على الرد محدودة، لأنها تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورده من أكبر اقتصاد في العالم. ومع ذلك، فإن الشركات الأميركية الكبرى مثل «أبل» و«ستاربكس» و«نايك» قد تتضرر من مقاطعة المستهلكين الصينيين لها.
ولم يتأثر الاقتصاد الصيني، الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 6.5 في المائة تقريباً هذا العام، حتى الآن بشكل خطير بالتوترات.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».