1- بيبيتو.. البرازيل ضد هولندا (أميركا 1994)
هل تريد الشعور بالتقدم في العمر؟ نجل بيبيتو الثالث ماتيوس أوليفيرا السبب في هذا الاحتفال بلغ مؤخرا 23 عاما وانضم إلى سبورتنج لشبونة. بالعودة إلى 1994 مرت ساعة من اللعب ووضع بيبيتو الكرة بضربة رأس في طريقه نحو المرمى ليحرج رباعي دفاع هولندا الذي انتظر احتساب تسلل لم يحدث. ركض نحو المرمى وراوغ الحارس إد دي خوي بلمسة ماهرة ومتهورة قبل أن يضع الكرة داخل المرمى الخالي من حارسه. ومثل والدك في حفل شواء بدأ بيبيتو يضحك على مزحته حتى قبل أن ينفذها واتجه إلى راية الركلة الركنية بابتسامة خادعة على وجهه ورفع يده كأنه يهدهد مولوده وبدأ الاحتفال الشهير قبل أن ينضم إليه زميلاه مازينيو وروماريو في لوحة من من النعيم الأبوي. ونأمل في أن يكون الاحتفال هدأ من غضب نصفه الآخر واعترف اللاعب البرازيلي في خجل أنه كان طفله الوحيد الذي لم يحضر ولادته. ربما لمسة غرور. وأضاف "عندما قمت بهذا الاحتفال ربما بدا كأنه تعميد لماتيوس من قبل الرب". على الأقل تكرر هذا الاحتفال في إشارة إلى سعادة الآباء.
2- روجيه ميلا الكاميرون ضد رومانيا وكولومبيا (إيطاليا 1990)
كان يعيش حياة نحلم بها وشبه معتزل على جزيرة ريونيون الفرنسية كان روجيه ميلا بعمر 38 عاما المنافس غير المحتمل على لقب نجم كأس العالم 1990. لكن مع احتياج الأسود التي لا تروض إلى هداف أجرى بول بيفا رئيس الكاميرون اتصالا هاتفيا بميلا ليقنعه بالعودة إلى اللعب الدولي. بعد تسجيل هدفين ضد رومانيا وتكرار الأمر في الوقت الإضافي ضد كولومبيا بفضل أخطاء رينيه هيجيتا لم يكن اسم ميلا فقط على ألسنة الجميع بل الإلهام في الرقص. اتخذ من راية الركلة الركنية زميلة في الرقص حيث يتفادى مخاطرة أن يتم رفضه وتبدو أن رقصته بها لمسة من العم الفاسق في احتفالات الزواج لكنها كانت مثيرة. كرر روجيه ميلا الرقصة بعد ذلك بأربعة أعوام في أمريكا ليصبح أكبر لاعب سنا يحرز هدفا في كأس العالم عندما هز الشباك ضد روسيا. ما زال ظل ميلا يحلق فوق كرة القدم الأفريقية مثل إعلان كوكا كولا خلال كأس العالم 2010 أو آخر احتفالات المنتخب الكاميروني.
3- جوليوس أجاهوا.. نيجيريا ضد السويد (كوريا الجنوبية 2002)
هل تربط بين جوليوس أجاهوا وموسم 2007-2008 الذي أنهاه بدون أي هدف مع ويجان؟ حسنا وصلت مسيرته إلى القمة قبل ذلك بخمسة أعوام في كوبي عندما أحرز هدف نيجيريا الوحيد في كأس العالم 2002. وفي الهزيمة 2-1 أمام السويد تلقى تمريرة متقنة من جوزيف يوبو بينما كان وسط اثنين من المدافعين وكاد أن يصطدم بالقائم بعد سقوطه. ولو كانت سقوطه قويا فما تبعه كان الجمال المطلق إذ نفذ سلسلة من الحركات البهلوانية مثل لاعبي الجمباز. واحتاج الأمر بعض الوقت لإحصاء عدد الشقلبة في الهواء التي وصلت إلى سبعة إذ قام بمحاكاة أفضل الإغراءات الانسانية.
4- برايان لاودروب.. الدانمارك ضد البرازيل (فرنسا 1998)
بعد أربعة أعوام من احتفال بيبيتو شهدت البرازيل احتفالا مثيرا لكن كان للفريق المنافس ونفذه شخص لم يكن يتخيل أحد أن يقوم به وهو برايان لاودروب الذي لم يكن في شهرة شقيقه مايكل. لمسته الأخيرة في تقليص الفارق لصالح الدانمارك لم تكن شهيرة مثل المحاولة الفاشلة من روبرتو كارلوس لإبعاد الكرة بضربة خلفية والاحتفال الذي تبعها. وفي مباراته الدولية الأخيرة ومدعوفا من نجله الذي قال "والدي أنت ممل للغاية في احتفالك بعد الأهداف". لكن لاودروب قرر تحقيق أقصى استفادة من مباراته الأخيرة. وجمال الاحتفال يكمن في المفاجأة التي ظهرت على الكاميرات في تسعينيات القرن الماضي. وفي لحظة بدا أن لاودروب يحاول الانزلاق وهي خطوة إيجابية للاعب متحفظ لكنها تحولت دون قصد إلى تذكارية. ومع انتقال التصوير إلى الزاوية الأمامية استلقى لاودروب على الأرض مثل لوحة لكارافاجيو والتعبير المتعجرف يطل من عينيه.
5- فينيدي جورج.. نيجيريا ضد اليونان (أميركا 1994)
في بطولة لم تبد فقط أنها وصلت إلى أعلى المستويات في موضة ملابس حراس المرمى لكن أيضا في الاحتفالات. نفذ فينيدي جورج "أبرز لقطة محيرة في تاريخ كرة القدم". بعد هجمة مرتدة سريعة من الناحية اليسرى مرر إيمانويل أمونيكي كرة إلى جورج غير المراقب. ولو كانت لمسته بوضع الكرة من فوق حارس المرمى رائعة فالاحتفال كان غريبا. فجورج سار على يده وركبتيه مثل الكلاب قبل أن يرفع ساقه اليمنى وكأنه يتبول. ربما أراد يحاكي طريقة تبول الكلاب على صنبور إطفاء الحريق؟ وقلد آخرون احتفال جورج أبرزهم البلجيكي دريس ميرتنز مع نابولي ضد روما. جانب غير موثق آخر من الاحتفال هي طريقة الرقص الغريبة لجورج التي صحبتها ابتسامة واسعة مثل سرواله.
6- جوردون ستراكان.. اسكتلندا ضد المانيا الغربية (المكسيك 1986)
في الأسبوع السابق للمباراة تسلل بيرتي فوجتس مساعد مدرب ألمانيا في ذلك الوقت إلى معسكر اسكتلندا كبائع مشروبات بعدما رشى الموزع للحصول على ملابسه وقبعته مقابل قميص منتخب ألمانيا من أجل مراقبة ستراكان أبرز لاعبي اسكتلندا. لكن الأمر لم يكن مفيدا فستراكان افتتح التسجيل في مرمى هارالد شوماخر من زاوية مستحيلة. ومع انتقال الكاميرا للتركيز على ستراكان بدا أقل طولا مما هو عليه حيث حاول القفز من فوق لوحة اعلانية عدة مرات لكن دون فائدة وبدا كأنه طفل يتوسل للحصول على المثلجات. ربما كانت اللحظة التي صاغ فيها نظرية علم الأصول.