الكوريون يبهرون الحضور بثقافتهم العربية في «سوق عكاظ»

مسيرة لأهالي الطائف في الجادة... و4 دول تتنافس على فن النحت

كان لمحبي الحرف والصناعات اليدوية نصيب من الاحتفاء في سوق عكاظ («الشرق الأوسط»)
كان لمحبي الحرف والصناعات اليدوية نصيب من الاحتفاء في سوق عكاظ («الشرق الأوسط»)
TT

الكوريون يبهرون الحضور بثقافتهم العربية في «سوق عكاظ»

كان لمحبي الحرف والصناعات اليدوية نصيب من الاحتفاء في سوق عكاظ («الشرق الأوسط»)
كان لمحبي الحرف والصناعات اليدوية نصيب من الاحتفاء في سوق عكاظ («الشرق الأوسط»)

حصص مكثفة وغنية في الثقافة والأدب والفن يقدمها اليوم الخامس من «سوق عكاظ» في دورته الثانية عشرة التي انطلقت الأربعاء الماضي.
ومن يزور السوق لن يخرج أبداً خالي الوفاض، للتنوع الكبير من الفاعليات التي تُقدَّم في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والأدبية، بل إن تجمعات الزوار واللقاءات التلقائية التي تجمعهم هي في حد ذاتها منطلق لندوات ثقافية مصغرة من خلال الأحاديث التي يتبادلها الزوار عن ذكرياتهم وخبراتهم العلمية المتنوعة عن التاريخ العربي العريق وربطه بالحاضر، والتي تعيد ما كان يفعله أسلافهم في هذه السوق التاريخية.
وأول من أمس، نجحت جامعة الطائف بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة في إبهار الحضور بمعلومات ثرية ومفاجئة للكثير من الزائرين تتحدث عن اهتمام الكوريين باللغة العربية. وفاجأ عدد من الأكاديميين من كوريا الجنوبية، الحضور بثقافتهم المميزة في اللغة العربية إضافة إلى المعلومات التي أدلوا بها حول الاهتمام اللافت التي تحظى به اللغة العربية في بلادهم. جاء ذلك في ندوة بعنوان «اللغة العربية في كوريا» استضافتها الخيمة الثقافية بالسوق وأدارها الدكتور عبد الله الوشمي، إذ تطرق الدكتور كيم دونغ هوان وهو أستاذ قسم اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، إلى اللغة العربية في المعاهد والجمعية العلمية في كوريا الجنوبية، ودبلوماسية بلاده في الشرق الأوسط بصورة عامة والعالم العربي بصورة خاصة.
وبيّنت الدكتورة يون أون كيونغ أستاذة ورئيسة قسم اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، أن مكانة اللغة العربية في كوريا وفي العالم قد ارتقت بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة، موضحةً أن بلادها توجد بها 6 أقسام متخصصة لتعليم اللغة العربية ودراسات الشرق الأوسط في 5 جامعات تأتى على رأسها جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية والتي افتتحت أول قسم متخصص لتعليم اللغة العربية في حرم سيول عام 1965.
من جهته أشار الدكتور أو ميونغ كون من جامعة هانكوك، إلى أنه تماشياً مع زيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين كوريا والعالم العربي قررت وزارة التربية والتعليم الكورية اختيار اللغة العربية لتكون من مواد اللغات الأجنبية الثانية رسمياً ضمن مناهج تعليم المدارس الثانوية اعتباراً من عام 2002، وسرعان ما تدفق كثير من الطلاب على اختيار اللغة العربية من ضمن اختبارات اللغات الأجنبية الثانية في امتحان القبول بالجامعات لتصل نسبتهم إلى 30% من إجمالي عدد المتقدمين للامتحان عام 2012.
وفي جهة أخرى من إحدى زوايا «سوق عكاظ» كان لمحبي الحرف والصناعات اليدوية نصيب من الاحتفاء، إذ فُتح المجال للمسابقة بين 19 حرفي منهم 15 من الإمارات، ومصر، وعمان، لنيل جائزة الإبداع والابتكار الحرفي التي قُدِّرت بربع مليون ريال سعودي. وسيرى مرتادو السوق المواهب العربية من الفتيان والفتيات في فنون صناعة المنتجات من النخيل والسدو والسجاد اليدوي وأعمال الكروشيه والتطريز وصناعة ونحت ونجارة المنتجات الخشبية والرسم أو النحت أو الزخرفة اليدوية على أي مادة طبيعية والمنتجات الأخرى ذات الطابع الابتكاري والأعمال التقليدية التراثية. بالإضافة إلى (الجبسيات، ومنتجات النخيل، والإكسسوارات، والرسم والنقش)، وستتاح فرصة لا تتكرر كثيراً للزوار لتعلم بعض الحرف مثل «الفخار، والسبح والإكسسوارات، والرسم، والخوص، والخزف، والخشبيات».
أما الموقع الذي يحتضن «سوق عكاظ»، ونقصد مدينة الطائف ذات التاريخ العريق الذي يرجع إلى قرون ماضية والذي أخرج شخصيات لا تُنسى على مدار التاريخ أحدهم الحجاج بن يوسف الثقفي أشهر قادة الدولة الأموية، فقد أبى أهلها إلا أن تكون لهم وقفة وفاء مع سوقهم التاريخية، إذ نظموا مسيرة مهيبة بتاريخ الطائف وزي أهله التقليدي وفلكلوره الفني في جادة التراث في «سوق عكاظ»، وسط تفاعل من الحضور الذين حرصوا على التقاط الصورة للمسيرة وهي تجوب الجادة. وقد شهد مسيرة أهالي الطائف في الجادة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، الذي وجه بهذه المسيرة التي تعكس فخر أهالي الطائف بوطنهم وموروثهم على مدار مئات السنين.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.