تمسك أوروبي ـ صيني بنظام تجاري «متعدد الأطراف» في مواجهة «الحمائية»

نائب رئيس المفوضية الأوروبية ونائب رئيس الوزراء الصيني خلال مؤتمر صحافي على هامش الحوار الاقتصادي بين الجانبين في بكين أمس (أ.ف.ب)
نائب رئيس المفوضية الأوروبية ونائب رئيس الوزراء الصيني خلال مؤتمر صحافي على هامش الحوار الاقتصادي بين الجانبين في بكين أمس (أ.ف.ب)
TT

تمسك أوروبي ـ صيني بنظام تجاري «متعدد الأطراف» في مواجهة «الحمائية»

نائب رئيس المفوضية الأوروبية ونائب رئيس الوزراء الصيني خلال مؤتمر صحافي على هامش الحوار الاقتصادي بين الجانبين في بكين أمس (أ.ف.ب)
نائب رئيس المفوضية الأوروبية ونائب رئيس الوزراء الصيني خلال مؤتمر صحافي على هامش الحوار الاقتصادي بين الجانبين في بكين أمس (أ.ف.ب)

ناقش الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين كيفية «تسخير العولمة» لزيادة الاستثمارات والتجارة مع الصين، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي بوادر حرب تجارية بين الاقتصادات الكبرى؛ واتفق الجانبان على التمسك بنظام تجاري متعدد الأطراف.
وجرى التركيز في بكين أمس، خلال الجولة السابعة من الحوار الاقتصادي رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي والصين، على دعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وقضايا التجارة والاستثمار ولا سيما المفاوضات بشأن اتفاق حول الاستثمار، الحوكمة الاقتصادية، وكذلك ملف الاقتصاد الرقمي والمناخ والتعاون البيئي.
وقالت مفوضية بروكسل في بيان أمس، إن الحوار جاء في الوقت المناسب، للتحضير للقمة المقبلة بين الجانبين، والتي ستنعقد في بكين.
وأعلن الاتحاد الأوروبي على غرار الصين، فرض ضرائب جديدة تستهدف المنتجات الأميركية المستوردة، رداً على رسوم جمركية فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على البضائع الأوروبية والصينية.
وقال نائب رئيس المفوضية لشؤون النمو والاستثمار جيركي كتاينن، الذي ترأس الوفد الأوروبي: «إن الحوار كان مفيداً لتمهيد الطريق أمام قمة ناجحة بين الجانبين في المجال الاقتصادي والتجاري، وخاصة في أعقاب التقدم المحرز في المفاوضات بشأن ملف الاستثمار».
وأضاف: «اتفق الجانبان على تبادل عروض الوصول إلى الأسواق في القمة المقبلة لإعطاء دفعة سياسية لاتفاق شامل وطموح بين الجانبين في مجال الاستثمار من حيث تحرير الاستثمار والحماية».
وجرى الاتفاق بين الجانبين على إنشاء مجموعة عمل للتعاون بشكل ملموس بشأن الإصلاح لمساعدة منظمة التجارة العالمية على مواجهة التحديات الجديدة ومواصلة تطوير القواعد في المجالات الرئيسية، وأكدت الصين التزامها بالانضمام إلى اتفاقية المشتريات الحكومية لمنظمة التجارة العالمية.
كما سعى الاتحاد الأوروبي للحصول على تأكيدات من الصين بأنها ستتفاوض لانضمامها إلى خطة العمل العالمية على أساس عرض طموح وشامل، كما حث الجانب الأوروبي خلال الحوار الجانب الصيني على معالجة الإفراط في الإنتاج في قطاعات مثل الصلب والألمونيوم، ومنع الإفراط في مجالات أخرى بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا العالية.
كما اتفق الجانبان على العمل عن كثب لمعالجة الحواجز التي تمنع الوصول إلى الأسواق، ويأتي الحوار بين الجانبين رغم الخلافات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بين الحين والآخر في ملفات اقتصادية كبرى، ومنها ما يتعلق بالحمائية وإغراق الأسواق وتقليد البضائع وغيرها.
وفي مارس (آذار) الماضي قررت المفوضية الأوروبية، إطالة أمد الإجراءات التي تطبق بهدف مكافحة الإغراق ضد منتجات الصلب الواردة من الصين، وتقرر تمديد تلك الإجراءات لخمس سنوات قادمة وهي الإجراءات التي كانت قد بدأت منذ العام 2011، ما وفر مجالا متكافئا ومساحة تنفس لمنتجي الاتحاد الأوروبي في عدة بلدان، ومنها فرنسا وإسبانيا والسويد.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

توقعات بإبطاء «الفيدرالي الأميركي» خفض أسعار الفائدة خلال 2025

بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)
بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)
TT

توقعات بإبطاء «الفيدرالي الأميركي» خفض أسعار الفائدة خلال 2025

بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)
بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)

ربما يشعر الأميركيون الذين يأملون في خفض تكاليف الاقتراض لشراء المنازل وبطاقات الائتمان والسيارات، بخيبة أمل بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.

ومن المرجح أن يوصي واضعو السياسات النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أقل في أسعار الفائدة العام القادم مقارنة بالتوقعات السابقة.

ويتأهب المسؤولون لخفض سعر الفائدة الأساسي، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، الذي يؤثر على العديد من القروض الاستهلاكية والتجارية، بواقع ربع نقطة مئوية في اجتماع يوم الأربعاء المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وعند هذا المستوى، سيكون سعر الفائدة أقل بواقع نقطة كاملة عن أعلى مستوى له خلال أربعة عقود، والذي بلغه في يوليو (تموز) 2023.

وكان واضعو السياسة النقدية قد أبقوا على سعر الفائدة الرئيس عند ذروته لأكثر من عام في محاولة للحد من التضخم، قبل أن يقوموا بخفضه بواقع نصف نقطة في سبتمبر (أيلول) وربع نقطة الشهر الماضي.

وتضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض؛ مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.