حذرت جمعية طبية من خطورة العادة الإسبانية بأعياد الميلاد في تناول 12 حبة عنب مع دقات الساعة التي تعلن انتهاء العام وبداية العام الجديد، عند منتصف ليلة 31 ديسمبر (كانون الأول) وتزداد الخطورة أكثر بين صغار السن.
وعادة تناول 12 حبة عنب متبعة في إسبانيا منذ فترة طويلة، إذ تقوم العوائل بشراء العنب وإعداد 12 حبة لكل فرد من أفراد العائلة، ويستعد كل واحد منهم عند اقتراب دقات الساعة عند منتصف ليلة رأس السنة، ليضع أمامه اثنتي عشرة حبة عنب، وما إن تعلن دقات الساعة منتصف الليل، حتى يبدأ بتناول حبة عنب واحدة مع كل دقة من دقات الساعة الاثنتي عشرة.
وقد حذرت جمعية أطباء الحنجرة والبلعوم من أن هذه العادة غير صحية، خاصة بالنسبة للصغار، وطالبت العوائل بمراقبة أطفالهم بدقة عند تناولهم حبات العنب في ليلة رأس السنة، ذلك لأنها في بعض الأحيان تؤدي إلى الاختناق بسبب سرعة تناول الحبات. وقال نائب رئيس الجمعية، الدكتور رايموندوغوتيريث، إن «حبة العنب نظرا لطبيعة شكلها، ونسيجها، فمن الممكن أن تعيق عمل الجهاز التنفسي، وإذا لم تعالج حالة الإعاقة بشكل سريع فإنها قد تؤدي إلى الوفاة». ودعا نائب رئيس الجمعية إلى عدم مشاركة الأطفال دون سن الخامسة في تناول الحبات، وذلك كما قال: «في مثل هذا العمر، فإن الأسنان لم تكمل تطورها بعد، كما أن طريقة بلع الطفل لا تزال في مراحلها البدائية، ولهذا فمن المحتمل جدا أن تفلت إحدى الحبات إلى الجهاز التنفسي، وهذا قد يتسبب في حدوث التهاب رئوي، أو التهابات أخرى وقد تؤدي إلى الوفاة». أما في حالة ما إذا كانت العائلة ملتزمة جدا بالتقاليد الشعبية أو أن الطفل ألح في مشاركة الكبار بتناول حبات العنب، فمن الأفضل أن يتم تقطيع حبة العنب إلى عدة قطع، وإزالة القشر عنها.
وعادة تناول 12 حبة عنب، مترسخة في أعياد الميلاد بإسبانيا، ويطلق عليها أحيانا «حبات عنب الحظ»، أو «كامباناداس»، وذلك تيمنا بأن هذه الحبات ستجلب الحظ في العام القادم. وتهتم وسائل الإعلام الإسبانية بهذه الظاهرة اهتماما كبيرا، وتقوم بنقل وقائعها أولا بأول.
كانت وقائع احتفال تناول حبات العنب في إسبانيا تنقل عبر الراديو، وفي عام 1962، بدأ التلفزيون الإسباني بمتابعتها وعرضها، بمشاركة بعض المشاهير المعروفين، وجرت العادة في نقل الاحتفال المقام في «ساحة سول» بالعاصمة مدريد، باستثناء عام 1973 حيث فيه نقلها من برشلونة.
وتشتهر ساحة سول بمدريد في كونها ترمز إلى الاحتفال بهذه المناسبة من خلال الاستماع لدقات ساعتها ليلة عيد الميلاد، وتولي قنوات التلفزيون الرئيسية، كل عام، اهتماما خاصا بنقل وقائع دقات «ساعة ساحة سول»، وهي ساعة برج بناية الحكومة المحلية بمدريد، وفي تلك الساحة يتجمع الآلاف لإحياء هذا الاحتفال، كما أن بلدية مدريد تستعد لإحياء هذه المناسبة وتقوم بإعداد المكان كي يكون مؤهلا لاستقبال الراغبين في مشاهدة دقات ساعة سول ليلة عيد الميلاد.
ولا يعرف بالضبط متى بدأت عادة تناول العنب في أعياد الميلاد في إسبانيا، ومن المرجح أنها بدأت أولا في العاصمة مدريد في نهاية القرن التاسع عشر، ثم انتقلت إلى المدن الأخرى، وانطلقت انطلاقة كبيرة عام 1909، عندما ارتفع محصول العنب في ذلك العام ارتفاعا كبيرا جدا، فقام المزارعون، من أجل بيع محصولهم، بالدعاية بأن تناول 12 حبة عنب ليلة عيد الميلاد سيجلب الحظ إلى صاحبه، فانتشرت العادة انتشارا كبيرا حتى أصبحت من العادات المتأصلة المرافقة لاحتفالات أعياد الميلاد في إسبانيا، ومن إسبانيا انتقلت إلى بعض دول أميركا اللاتينية.
تحذير للإسبان من تناول 12 حبة عنب مع دقات ساعة رأس السنة
سرعة تناولها لجلب الحظ ربما تؤدي إلى الاختناق
تحذير للإسبان من تناول 12 حبة عنب مع دقات ساعة رأس السنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة