قرقاش: وساطة قطر لإنقاذ ميليشيات الحوثي موثقة ولن تنجح

السفير السعودي لدى اليمن قال إن الانتفاضة «انحياز للشعب اليمني»

أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية
أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية
TT

قرقاش: وساطة قطر لإنقاذ ميليشيات الحوثي موثقة ولن تنجح

أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية
أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية

قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن قطر حاولت إجراء وساطة لإنقاذ الحوثيين.
وكتب قرقاش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الوساطة القطرية لإنقاذ ميليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح؛ لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي.
وتابع: «انتفاضة صنعاء واليمن صحوة من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المضللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني».
وكانت وثيقة خطيرة أعيد تداولها أخيراً، قد فضحت حقيقة التواصل والدعم القطري للحوثيين، عبر خطاب موجه من بدر الدين الحوثي والد حسين وعبد الملك، إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، أثنى فيه على دعمه السخي إلى جانب وقفة «أسود الإسلام في إيران»، بحسب وصفه، والذي مكنهم على حد زعمه من تحقيق الانتصارات، وعاهد الحوثي أمير قطر بأن يواصل المعركة.
وقطر هي الدولة الوحيدة التي أنقذت ميليشيات التمرد الحوثي، بعد أن أوشكت القوات الحكومية على القضاء عليها، ليتطوع أمير قطر السابق، وبإيعاز من إيران، كأول وسيط، لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الثالثة في يونيو (حزيران) 2006.
من جهته، وصف محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، اليوم (السبت) الانتفاضة في صنعاء بـ«الانحياز للشعب اليمني ودعماً له»، قائلاً: «إنه أمر مشجع ويدعو إلى التفاؤل، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى التخلص من الميليشيات التابعة لإيران ومن بينها (حزب الله) اللبناني».
وأكد آل جابر أن ما يشهده اليمن وصنعاء بالتحديد من انتفاضة على ميليشيا الحوثي إنما يأتي نتيجة لنقض الحوثي الاتفاقيات المختلفة، التي أبرمها مع الأطياف السياسية في اليمن بغرض تنفيذ الأجندات الإيرانية. وقال: «الحوثيون يتبعون إيران وميليشياتها، واعتادوا توقيع الاتفاقيات ونقضها، حتى بلغت نحو 80 اتفاقية، سواء أكانت مع النظام اليمني السابق أم القبائل، وكذلك الأحزاب السياسية الأخرى، ومن بينها اتفاقية السلم والمشاركة».
وأشار إلى أن «إيران دعمت الحوثي بالتدريب والخبراء؛ وما أطلق على السعودية من صواريخ إنما كان إمداداً من قبل إيران».
كما أكد أن إيران مولت ميليشيات الحوثي وأذرعها في اليمن من خلال المشتقات النفطية التي تفد إلى ميناء الحديدة في صنعاء بمعدل 20 مليون دولار، لبيعها في السوق اليمني، وبالتالي توظيف هذه الأموال في تمويل المجهود الحربي للميليشيات الإيرانية، ومن بينها «حزب الله» اللبناني.
واعتبر آل جابر حزب المؤتمر الشعبي أحد أكبر الأحزاب السياسية الأصيلة في اليمن، وضمن المكونات السياسية اليمنية، قائلا: «هناك كثير من العقلاء اليمنيين في حزب المؤتمر الشعبي، وهو حزب سياسي بامتياز»، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي «هو أحد أعضاء هذا الحزب، كما أنه جزء من المنظومة السياسية اليمنية».
وغرد السفير السعودي لدى اليمن في حسابه على «تويتر» قائلاً: «صنعاء تنتفض ضد ميليشيات إيران الحوثية، الإيمان يمان والحكمة يمانية، وصنعاء عربية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.