أصدرت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أول موسوعة مصرية للنباتات الطبية البرية، بالتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية المصرية؛ بهدف توثيق كل ما يتعلق بالنباتات الطبية البرية في مصر، وتحقيق الاستفادة القصوى منها. وقال الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي: «إن النباتات الطبية والعطرية، تحتل مكانة كبيرة في الإنتاج الزراعي والصناعي بمصر، وإنها من أهم الموارد الاستراتيجية في صناعة الأدوية، والصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل». مضيفاً: «إن الموسوعة تستهدف تسجيل 550 نوعاً من النباتات الطبية، ذات التأثير الحيوي، التي تُستخدم مضادات للميكروبات والأكسدة من خلال فريق بحثي متخصص من 8 جامعات مصرية، منها القاهرة، وأسيوط، وقناة السويس، والنهضة، وطنطا، وحلوان، والإسكندرية، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى 3 مراكز بحثية أخرى، مثل المركز القومي للبحوث، ومركز بحوث الصحراء، ومركز البحوث الزراعية».
وأكد صقر، «أن الهدف من إصدار تلك الموسوعة، هو توثيق وحفظ الأصول الوراثية المصرية، وحماية الحقوق في هذه الأنواع النباتية والمعارف التقليدية عن النباتات الطبية، وهي خطوة من برنامج قومي كبير تتبناه الأكاديمية لحفظ وتوثيق ثروة مصر». مشيراً إلى «إتاحة دراسات الموسوعة المنشورة بالدوريات العلمية، على الموقع الإلكتروني الخاص بالأكاديمية، لتوسيع نطاق الاستفادة».
وأوضح رئيس أكاديمية البحث العلمي: «وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك 80 في المائة من سكان العالم، يعتمدون على الطب التقليدي أو الشعبي القائم على النباتات، وأن حجم التجارة العالمية في النباتات الطبية ومنتجاتها يتعدى 62 مليار دولار، وتعتبر النباتات الطبية والعطرية في مصر أحد القطاعات المهمة بالاقتصاد الزراعي، حيث تعتبر الصادرات المصرية من النباتات الطبية ومنتجاتها إحدى ركائز صادرات القطاع الزراعي».
وتابع صقر قائلاً: «تقدمت أكاديمية البحث العلمي بمبادرة مستقلة، لتمويل مجموعة من المشروعات لدعم تسويق وتصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية في مصر». موضحاً أن «المجتمع النباتي في مصر يحتوي على نحو 2200 نوع من النباتات، موزعة في 6 مناطق جغرافية مختلفة. وقد موّلت أكاديمية البحث العلمي مشروعين لحصر النباتات الطبية والعطرية في مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد، لتنمية المجتمع المحلي في هذا المثلث من خلال النباتات الطبية والبرية».
يشار إلى أن مصر من أهم الدول التي تشتهر بزراعة النباتات العطرية والطبية، وتحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم في تصدير النباتات الطبية بإجمالي صادرات 85 مليون دولار سنوياً، وتستهدف مصر مضاعفة هذا الرقم خلال الفترة المقبلة، وفقاً للدكتور محيي الدين حافظ، رئيس لجنة الصحة والدواء، باتحاد جمعيات المستثمرين. كما وقّعت مصر أيضاً على اتفاقية التنوع الحيوي عام 1993، وبروتوكول ناجويا 2010.
إلى ذلك، قال الدكتور السيد أبو الفتوح عمر، رئيس فريق إعداد «موسوعة النباتات الطبية»: «إن الموسوعة تعتمد في معلوماتها على الدراسات التي جمّعها الفريق، بمعرفة أعضاء هيئة البحوث وأساتذة الجامعات العاملين في مجال النباتات الطبية والموضوعات ذات الصلة بها واستخداماتها ومدى فاعليتها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «تتكون الموسوعة من 15 جزءاً، ويضم الجزء الأول منها دراسة 23 نوعاً من النباتات الطبية، وتعدّ مرجعاً متكاملاً لكل من يريد معرفة النباتات الطبية في مصر»، وأشار إلى «وجود مشروع آخر لتشفير البصمات الوراثية للنباتات للحفاظ على الحقوق المصرية».
وأوضح رئيس فريق إعداد الموسوعة: «إن الموسوعة تشمل دراسة كل نوع نباتي على حدة، مع ذكر قائمة المراجع الخاصة به، كما يحتوي كل كتاب بالموسوعة على جميع المعلومات المتاحة والنتائج العلمية على الأنواع المختارة من الأنواع النباتية وتشمل، تسمية النبات، والوصف النباتي، والجزء المستخدم، والتوزيع الجغرافي لها، والبيئة، ودرجة تعرضها لأخطار تهدد وجودها، والمكونات الكيميائية الأساسية والفعالة بها، والاستخدامات الطبية الشعبية المتعارف عليها، والنشاط الدوائي لها، وسمية تلك النباتات إن وجدت، بالإضافة إلى طرق إكثارها وزراعتها».
وأكد أبو الفتوح «أن تلك الموسوعة ستوفر معلومات عملية ونظرية حول النباتات الطبية في مصر، وسيتم توضيح كل النباتات الطبية في الموسوعة بالصور الملونة، مع ذكر ملخص باللغة العربية في نهاية كل فصل لإتاحة الاطلاع عليها من قبل المهتمين غير المتخصصين». ولفت إلى أن «نشر هذه الموسوعة من شأنه أن يشجّع الاهتمام بالأدوية العشبية بشكل عام، وستزود العاملين في مجال البحوث بمصدر للمعلومات العلمية في الكيمياء والنشاط البيولوجي للنباتات الطبية».
إصدار أول موسوعة للنباتات الطبية البرية في مصر
تسجل 550 نوعاً تُستخدم مضادات للميكروبات والأكسدة
إصدار أول موسوعة للنباتات الطبية البرية في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة