بول كروغمان

بول كروغمان
اقتصادي اميركي

ماذا يحدث حقاً للتضخم؟

جاءت الأخبار الاقتصادية الكبرى لهذا الأسبوع، بطبيعة الحال، متمثلة في التقرير، الذي صدر يوم الخميس الماضي، عن أسعار المستهلك في الولايات المتحدة. وما من سبيل للالتفاف على حقيقة ما ورد في هذا التقرير: لقد كان قبيحاً. ورغم الجلبة التي أثارها مراقبون من القطاع الخاص حول تداعيات التضخم، لم تكن هناك أي مؤشرات على هذا الأمر في الأرقام الرسمية. من جهتها، استجابت البورصة لهذا التقرير القبيح باكتساب 800 نقطة. وليس لدي أي تفسير للسبب وراء ذلك. إلا أن التساؤل هنا: هل تخبرنا الإحصاءات الرسمية بما نريد معرفته؟ ثمة إغراء كبير يدفعنا نحو «فك اشتباك» الأرقام، باستثناء الأشياء التي لا نحبها.

مراقبة العاصفة الاقتصادية القادمة

يخبرنا علماء الأرصاد الجوية أن الاحترار العالمي خلق مشاكل جديدة للمتوقعين. فلا تزداد الأعاصير قوة فحسب، بل تزداد كثافتها أيضاً بسرعة أكبر مما كانت عليه قبلاً، مما يجعل من الصعب إصدار تحذيرات مبكرة للمجتمعات المحلية القائمة في طريقها. يذكر أن المسؤولين في مقاطعة لي بولاية فلوريدا انتظروا دليلاً قاطعاً على أن إعصار «إيان» سوف يضربهم بشدة قبل أن يأمروا بالإجلاء، وبحلول ذلك الوقت كان قد فات الأوان بالنسبة لعديد من الناس. هل يحدث شيء مماثل مع السياسة الاقتصادية؟

وباء «كورونا» ومدينة المستقبل

في عام 1957، نشر إسحاق أسيموف رواية الخيال العلمي «الشمس العارية» التي تتناول الحياة في مجتمع يعيش فيه الناس في مناطق منعزلة، وتزودهم الروبوتات باحتياجاتهم ويتفاعلون فقط عن طريق الفيديو.

المرور عبر الفساد

ما لم يحدث أمر كبير أو جلل، فخلال الأسبوع الحالي يمرر الجمهوريون قانون التخفيضات الضريبية الجديد الذي يلقي بأعباء تفوق تريليون دولار على كاهل الديون الفيدرالية الأميركية، وفي الوقت نفسه يقوّض من أركان الرعاية الصحية للملايين من المواطنين. ولسوف يفعلون ذلك من خلال انتهاك كافة القواعد السابقة للتشريعات الرئيسية في البلاد، مع عدم انعقاد جلسة استماع واحدة، والاندفاع صوب التصويت قبل أن يصل السيناتور الجديد من ولاية ألاباما إلى مقعده في مجلس الشيوخ. والسؤال المطروح هو: لماذا يفعلون ذلك؟ فمشروع هذا القانون لا يعتبر فقط من الجرائم السياسية؛ لكنه يبدو أيضاً من الأخطاء السياسية الفادحة.

ماذا يجري لأوروبا؟

أنا على يقين من أن القواعد المتبعة في صحيفة «تايمز» ستسمح لي أن أصرح مباشرة بأمنيتي، ففوز لوبان سيكون بمثابة الكارثة التي ستحل على أوروبا، وعلى العالم كله. غير أنني أعتقد أنه من حقي أن أطرح بعض الأسئلة عما يجري: أولاً، كيف وصلت الأمور لهذه النقطة؟

زمن السياسة الزائفة

تعرض نحو 75 ألف أميركي للتسريح أو الفصل من أعمالهم الخميس الماضي. قد يوفق بعض هؤلاء في العثور على وظائف أفضل، لكن غالبيتهم سينتهي بهم الحال بأعمال أقل أجرا، وقد يبقى بعضهم عاطلا عن العمل لشهور وربما لسنوات. لو ضايقك هذا الكلام وتساءلت عن الكارثة الاقتصادية التي تسببت في كل هذا، فالإجابة أنه لم يحدث شيء. فأنا، في الحقيقة، فقط أفترض أن الخميس الماضي كان يوما عاديا في سوق العمل. فالاقتصاد الأميركي ضخم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث يعمل به نحو 145 مليون شخص.

وها قد اندلعت الحرب التجارية

بات دونالد ترامب قيد أنملة من البيت الأبيض، أو لتحري الدقة، بات على مسافة قريبة مثل المسافة التي تفصل جيمس كومي عن بوتين، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي قدمه له الناخبون البيض من الطبقة العاملة. لقد وثق هؤلاء الناخبون في الوعد الذي قطعه على نفسه بإعادة توفير وظائف جيدة في مجال التصنيع، وفي الوقت ذاته رفضوا تصديق وعد أكثر مصداقية بحرمانهم من نظام الرعاية الصحية؛ لذا هناك صدمة فظيعة في الطريق. مع ذلك ليس العمال البيض وحدهم هم من يتسمون بالسذاجة، فلا تزال الشركات الأميركية تنكر احتمالات اندلاع حرب تجارية عالمية، رغم أن الحماية الاقتصادية كانت موضوعًا رئيسيًا في حملة ترامب الانتخابية.

الشعبوية بين الحقيقة والزيف

يبدو أن وتيرة زحف السلطات التي تضمر عداءً ظاهرًا للأقليات تسارعت عبر دول الغرب. فبعد أن كانت تحكم سيطرتها على حكومات المجر وبولندا، باتت الآن قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، وباتوا يعملون على تنظيم صفوفهم عبر الحدود. فحزب الحرية النمساوي الذي أسسه النازيون القدامى وقع اتفاقًا مع الحزب الحاكم في روسيا، واجتمع أخيرًا مع من اختاره ترامب مستشارًا للأمن القومي. لكن ما عسانا أن نسمي مثل تلك الجماعات؟ فكثير من الصحافيين يطلقون عليهم اسم «الشعبويين»، وهي تسمية غير ملائمة ومضللة.

الانتخابات الملوثة

أقرت الاستخبارات المركزية الأميركية، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست»، أن قراصنة يعملون لصالح الحكومة الروسية تمكنوا من «إمالة» نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح دونالد ترامب.

ترامب أغرانا وخدعنا

فاز دونالد ترامب بأصوات المجمع الانتخابي (وإن لم يفز بالتصويت الشعبي) استنادًا إلى قوة التأييد الكاسح من البيض من الطبقة العاملة الذين شعروا بأن التغييرات الاقتصادية والاجتماعية دفعتهم إلى الخلف. الآن، فإن هذا الفئة على وشك أن تنال المكافأة على موقفها، وهي نفس المكافأة التي اعتاد عليها كل من تعامل مع ترامب ووثق بنياته خلال مسيرته، فقط فكروا في جامعة ترامب. نعم فالفئة العاملة من البيض على وشك أن تتعرض للخيانة، والدليل على ذلك بات واضحًا في اختياره عددًا من الرموز الرأسمالية المناهضة للعمال لشغل المناصب الحساسة.