ماك مارغوليس
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

«كوفيد ـ 19» يفاقم أزمات أميركا اللاتينية

من بين جميع العلل التي كشف الوباء النقاب عنها داخل الأنظمة الديمقراطية في أميركا اللاتينية، تبقى الشعبوية والاستقطاب الأشد فتكاً من بينها، حسبما أكد أستاذ العلوم السياسية في «أمهرست كوليدج»، جافيير كوراليس. أما الأمر الذي ينطوي تفسيره على صعوبة أكبر فيكمن في الفوضى التي ضربت دولاً أخرى في الأميركتين، حيث تعهد قادة أكثر اعتدالاً على نحو واضح بالالتزام بالمؤسسات الديمقراطية والتوجيهات العالمية بمجال الصحة العامة. ومن بين الأفكار الشائعة في أوساط أميركا اللاتينية أن مآسي المنطقة تعود إلى السياسيين العاشقين لركوب أمواج الرأي العام.

«كورونا» يخرج أسوأ ما في النخب البرازيلية

بالنظر إلى أن البرازيل تأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم، من حيث عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا»، ربما يشعر البرازيليون بامتنان تجاه المسؤولين الحكوميين الذين تتمثل مهمتهم في إبقائهم بعيداً عن طريق الأذى، إلا أنه من الواضح أن ذلك لا ينطبق على إدواردو ألميدا دي سيكويرا، القاضي بمحكمة الاستئناف، الذي يميل إلى جذب أنظار الرأي العام، وله سجلّ في التنمُّر على الموظفين الحكوميين. ورأى البعض سيكويرا في وقت سابق من هذا الشهر داخل مدينة سانتوس الساحلية، وهو يتشاجر مرتين مع مسؤولي حراسة تابعين للسلطات البلدية، بسبب تصديهم له؛ لعدم ارتدائه قناعاً للوجه أثناء وجوده بالخارج، حسب مرسو

في عصر التناقضات مرشحو الأرجنتين يناضلون من أجل الوسط

شارك الأرجنتينيون في انتخابات تمهيدية، أمس الأحد، وكانت هناك معضلة أمام الناخبين: كيف يمكن الاختيار بين الحملات السياسية التي تشوه الأطراف الأخرى، واختيار المرشحين الذين نجحوا في الوصول إلى حل وسط؟ على سبيل المثال، يؤكد حزب «دعونا نغير» الذي يتزعمه الرئيس الحالي ماوريسيو مارسي أنه الضامن الرئيسي للبلاد في مواجهة الشعبوية الاستبدادية التي ستحيل أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية إلى فنزويلا جديدة.

فنزويلا تحتاج إلى حلول

حوّلت مصاعب فنزويلا البلاد إلى قضية ذات شهرة عالمية. وبالنسبة إلى البلاد التي تعاني من اللامبالاة الدولية، فإن الجذب المفاجئ للانتباه كان من الغرابة بمكان، ومن الترحيب بموضع أكبر. فأين الدولة الأخرى التي يمكن فيها استخدام المساعدات الإنسانية المخصصة لإغاثة المرضى والبائسين كأسلحة مبارزة ثنائية بين المعسكرين المناوئين على طول الحدود المشتركة بين فنزويلا وكولومبيا؟ يتصل جانب كبير من الاضطرابات الأخيرة بدعاوى أحد كبار الحزبيين الفنزويليين الذي يملك أجندة مصالحه السياسية الخاصة.

الرئيس البرازيلي الجديد ومخاطر الأرض المجهولة

لإنقاذ البرازيل من أسوأ كوارثها الاقتصادية التي تحملها الذاكرة، وربما من أسوأ ما تعينه عليه غرائزه كأحد أنصار المنهج السياسي المتشدد، يحاول الرئيس البرازيلي المنتخَب حديثاً جايير بولسونارو، الاعتماد على فريق عمل مخضرم من المتدربين السابقين في جامعة شيكاغو، ومن المؤيدين لسياسات الأسواق.

السياسة تكلف البرازيل متحفها الوطني

لا نعرف حتى الآن ما الذي أشعل النيران التي أتت على متحف ريو دي جانيرو الوطني، وحولته إلى كتلة من الفحم الملتهب. وكان رجال الإطفاء لا يزالون يبحثون تحت الأنقاض، بحثاً عن أدلة الحريق المروع الذي دمر أبرز متاحف أميركا اللاتينية العلمية، إلى جانب أغلب مجموعة المقتنيات التي لا يمكن تعويضها. ولم تكن حشود وسائل الإعلام الاجتماعية في البرازيل لتنتظر تقارير الطب الشرعي في البلاد بحال.

حرب أميركا اللاتينية ضد الفساد ليست مجانية

تمكنت أجهزة مكافحة الفساد في أميركا اللاتينية من توجيه الكثير من الضربات الموجعة لكبار المتهمين بالفساد في السنوات الأخيرة، غير أن الإطاحة بالرئيس البيروفي بيدرو بابلو كوشينسكي تمثل علامة جديدة في تحولات نصف الكرة الغربي ضد كبار الفاسدين. ولقد نفى الرئيس التنفيذي الأسبق لصحيفة «وول ستريت جورنال» ارتكابه أي مخالفات، زاعماً أنه نفسه كان ضحية «أزمة الحكم» في بيرو.

كيف يمكن لترمب استعادة عظمة أميركا؟

يشعر أبناء أميركا اللاتينية بتوتر بالغ هذه الأيام؛ الأمر الذي يمكن تفهُّم أسبابه، بالنظر إلى المصاعب التي يواجهها اقتصاد المنطقة وفضائح الفساد التي انتشرت مثل الوباء، في وقت تبدو إدارة واشنطن الجديدة غارقة حتى أخمص قدميها في جدال محتدم حول التخلص من مهاجرين سيئين داخل الولايات المتحدة وبناء جدران عالية. إلا أنه في الواقع ليس ثمة حاجة إلى أن تتحول أميركا اللاتينية إلى قضية أخرى محل جدل على خريطة جدران إدارة ترامب؛ ذلك أن قليلاً من الخطوات الحكيمة من جانب واشنطن، وبعض الحديث الصارم الموجه إلى المارقين المعدودين الباقين بأميركا اللاتينية من شأنه تحسين صورة الولايات المتحدة وتعزيز حسن النوايا المت