«المارد» الذي أخرجه الربيع العربي من قمقم التاريخ لم يساعد على تحرير الشعوب التي أطلقته، ولم يجلب لها الأمن والحرية والشعور بالكرامة، بل أدى إلى حروب أهلية وإلى تمزيق أوطان وإحياء عداوات وحزازات يعود بعضها إلى ثلاثة عشر قرنا سلفت... في الوقت الذي تقفز فيه التكنولوجيا الحديثة بالإنسان والمجتمعات نحو علاقات وآفاق لم تكن تتخيلها أو تحلم بها الأجيال السابقة. والسؤال الحقيقي الذي يستحق الطرح ليس المتعلق بأسباب العداء المتجدد بين الشرق والغرب، أو بين العالمين العربي والغربي، بل: لماذا هذا الارتداد إلى الماضي السحيق في نظرتنا إلى المستقبل؟