باسم الجسر

باسم الجسر
كاتب لبناني

اتفاق موسكو وواشنطن يخلط الأوراق من جديد

ترجح الاستقصاءات في فرنسا فوز أحد اثنين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أي ماكرون أو لوبان، وبذلك سوف يفقد الحزبان اللذان حكما فرنسا منذ قيام الجمهورية الخامسة فيها، الديغولي اليميني - الوسطي والحزب الاشتراكي، الحكم.

حرب على الإرهاب... أم صدام حضارات؟

«المارد» الذي أخرجه الربيع العربي من قمقم التاريخ لم يساعد على تحرير الشعوب التي أطلقته، ولم يجلب لها الأمن والحرية والشعور بالكرامة، بل أدى إلى حروب أهلية وإلى تمزيق أوطان وإحياء عداوات وحزازات يعود بعضها إلى ثلاثة عشر قرنا سلفت... في الوقت الذي تقفز فيه التكنولوجيا الحديثة بالإنسان والمجتمعات نحو علاقات وآفاق لم تكن تتخيلها أو تحلم بها الأجيال السابقة. والسؤال الحقيقي الذي يستحق الطرح ليس المتعلق بأسباب العداء المتجدد بين الشرق والغرب، أو بين العالمين العربي والغربي، بل: لماذا هذا الارتداد إلى الماضي السحيق في نظرتنا إلى المستقبل؟

عالم ترمب وبوتين

بعد وصول ترمب إلى البيت الأبيض وتصريحاته الحادة، وبعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصعود الأحزاب القومية اليمينية في أكثر من بلد، وخصوصاً بعد ما حدث ولا يزال يحدث من صراعات وطنية وإقليمية ودولية متشابكة في الشرق الأوسط... لا يجوز سوى التسليم بأن العالم يشهد تحولات كبرى جديدة لم تنجلِ كل معالمها وأبعادها بعد، ولكنها «خربطت» لعبة الأمم واستراتيجياتها دول كثيرة، بحيث إنها أخرجتها عن القواعد والأهداف التي وضعتها وطبقتها، طوال عقود. عبارة «خربطة» عامية وتعني دفع الأشياء أو الأمور عن مواقعها السابقة وجعلها تتشابك وترتسم وتتفاعل بأشكال جديدة.

حل الدولتين... هل طويت صفحته؟

من شاهد مراسم استقبال الرئيس الأميركي الجديد لرئيس وزراء إسرائيل في البيت الأبيض، تراءى له أن نتنياهو هو الذي يستقبل ترمب وليس العكس. وملامح وجه الرئيس الإسرائيلي الطافحة سرورا واعتدادا كانت الرد على قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الاستيطان الذي لم تعترض عليه المندوبة الأميركية، واعتبره المراقبون «هدية» الرئيس أوباما له قبيل انتهاء ولايته.

أي قانون للانتخابات في لبنان؟

يخطئ الساسة اللبنانيون عندما يقدمون المصالح أو الحقوق الطائفية على الديمقراطية البرلمانية التي يقوم عليها نظام الحكم في لبنان؛ فمنذ تأسيس كيانه وبلوغه استقلاله، أدى رفع رايات الطائفية إلى أزمات حادة أو إلى عصيان مسلح بل إلى حرب أهلية...

ترامب المرشح وترامب الرئيس

يوم الجمعة المقبل يدخل الرئيس الجديد للولايات المتحدة البيت الأبيض، مبتدئًا ولايته التي يجمع المراقبون على أنها لن تكون ولاية عادية أو طبيعية، بل ستحفل بتحولات لم ينتظر الرئيس الجديد تسلمه لصلاحياته الدستورية كي يعلن عنها أو يبدأ بتنفيذها، على الصعيدين الداخلي والدولي. ما من انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة لاقى ما لاقاه انتخاب الرئيس ترامب، من ضجة وتجريح سلبي، من قبل عدد كبير من رجال الفكر والمثقفين والليبراليين الديمقراطيين، حتى قبل أن يبدأ بممارسة حكمه.

انضمام عمان لتحالف محاربة الإرهاب

في منطقة الشرق الأوسط الملبدة سماؤها بالغيوم القاتمة والفواجع الدامية، تشهد سماؤها من حين لآخر مفاجآت سارة أو مؤملة، كقرار مجلس الأمن بلاشرعية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الفلسطينية، وكوقف إطلاق النار في سوريا، وكإعلان سلطنة عمان انضمامها إلى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، الذي نشأ بدعوة من المملكة العربية السعودية، ويضم أربعين دولة عربية وإسلامية وأفريقية، لتكون سلطنة عمان الدولة الواحدة والأربعين فيه. لم يكن هذا الانضمام في الحقيقة مفاجأة، بل كان منتظرًا. فسلطنة عمان كانت، ولا تزال، من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي عضوًا متضامنًا وفاعلاً.

ماذا يعني سقوط حلب؟

حملت السنة التي نودعها الآن عناوين لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفها بالباهرة أو الواعدة: حلب، شبه الوصاية الروسية - التركية - الإيرانية على سوريا، نمو الغضب والتخوف في أوروبا والولايات المتحدة والعالم عمومًا من العرب والمسلمين بسبب العمليات الإرهابية الفظيعة التي قام بها داعشيون في عدة عواصم أوروبية، تصريح الرئيس الأميركي المنتخب بأنه «سيمنع المسلمين من دخول أراضي الولايات المتحدة»...

ماذا بعد «حلب ـ غراد»؟

ابتهاج النظام السوري بدخول قواته إلى حلب القديمة بعد أن مهد الحلف الروسي - الإيراني لها الطريق، لا يعني أنه تغلب على المعارضة والثورة الشعبية العارمة التي تقاومه منذ ست سنوات. وحتى لو أن الحلف الدولي تمكن من القضاء عسكريًا على «داعش» في سوريا والعراق؛ فإن معظم المراقبين مجمعون على القول بأن الإرهاب سيستمر، ولكن بأشكال وأبعاد جديدة. ويستصعب الجميع على النظام الحاكم اليوم في سوريا، وخاصة رئيسه، الاستمرار في حكم شعب قتل منه مئات الألوف ودمرت مدن بأسرها وتشرد الملايين من أبنائه. المعركة، إذن، مستمرة. وإن كان «اللاعبون» تغيروا، أو زاد عددهم أو نقص..

ترامب عنوان للتغيير.. ولكن أي تغيير؟

سوف يتوقف المؤرخون طويلاً عند هذه الحقبة الممتدة من أواخر تسعينات القرن العشرين إلى السنوات العشرين الأولى من القرن الحالي، نظرًا لما شهدته من أحداث وتحولات سياسية واقتصادية وتكنولوجية هزت وغيرت طبيعة العلاقات بين الدول والشعوب وبين السلطات الحاكمة ومواطنيها.