حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.

تدمير الصواريخ الإيرانية قَرصة أُذن

الهجمات «الغربية» والإسرائيلية على إيران والمصالح المشتركة بين الطرفين تُربك البعض ولا يستوعب هذا التناقض «الظاهر»، مثل الضربة التي «وُجِّهت» إلى إيران مؤخراً بالمسيَّرات، وواضح من استخدامي لصيغة الفعل المبني للمجهول «وُجِّهت»، أن الذي وَجَّه الضربة مستتر كالضمير المستتر، الفرق أن استخدام المسيَّرات «درونز» مستتر بلا ضمير، وهذا ما صنعته إيران بهجماتها المسيَّراتية المستترة بلا ضمير ولا إنسانية ضد عدد من دول المنطقة وبخاصة السعودية، التي تحمّلت وتتحمل الثقل الأكبر في مقاومة التغلغل الإيراني في اليمن خاصة والمنطقة عامة. قيل في البدايات إن سلاح الجو الأميركي نفَّذ هذا الهجوم المستتر، ثم نفت ضلوعه

«داعش» الإسرائيلية

قبل سنوات عدة وفي أحد ملتقيات حوار الأديان في أوروبا، قال لي حاخام يهودي: في إسرائيل لليهود «صحوتهم» وعندهم «اليهودية السياسية»، ولديهم أيضاً «داعش» بنسختها اليهودية.

تجفيف منابع الإرهاب الغربي

الحقائق على الأرض تقول إن موجة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي في انحسار واضح، وإن موجة الإرهاب الغربي في مدٍّ جليٍّ لا تخطئه العين. إن الإرهاب الذي تتبناه مجموعات إسلامية جعلت من العنف والتغيير باليد الحاملة للكلاشنيكوف والقنبلة طريقاً وحيداً للتغيير واجه ويواجه، خصوصاً في عدد من الدول العربية، حملة استئصال قوية لاجتثاثه جسداً وتنظيماً وفكراً...

رياح التشدد غربية خطرة

الفرنسي السبعيني اليميني المتطرف الذي قتل الجمعة الماضي، وبدم عنصري بارد، مجموعة من المواطنين الفرنسيين من أصل كردي أمام مركز ثقافي كردي، يمثل أُذُنَ جَمَلٍ يمينيٍ متوحش أبيض ضخم «باقٍ ويتمدد». جريمة السبعيني الفرنسي هذه عبارة عن خيط من خيوط عديدة نُسجت من مصدر واحد؛ «اليمين الغربي العنصري» المتشدد الذي تحول إلى خطر داهم على الدول الغربية والعالم كله، من هذه الخيوط ذبح 92 مسالماً معظمهم من الشباب النرويجي عام 2011، والهجوم الإرهابي الدموي الرهيب في كرايستشيرش بنيوزيلندا عام 2019 أدى إلى مقتل 49 من المواطنين النيوزيلنديين المسلمين، وقتل 10 متسوقين وعمال سود في سوبر ماركت بمدينة بافالو الأميركية

وفاز العرب بكأس تنظيم بطولات العالم

وتنفس العرب الصعداء بنجاحهم اللافت في تنظيم أهم وأضخم مناسبة تنافسية رياضية على كوكبنا، وقطر هي التي مثّلتهم في هذا النجاح تماماً كما مثّلت العالم العربي انتصارات المنتخبات السعودية والمغربية والتونسية في المنازلات الصعبة مع الأرجنتين وفرنسا والبرتغال. ولم يتجاوز الحقيقة مثقف عربي حين قال بعد إسدال الستار على المونديال العالمي في قطر بعد المنازلة «الرهيبة» المثيرة بين الأرجنتين وفرنسا: «فازت الأرجنتين بكأس العالم، وفازت قطر ببطولات كأس العالم»، فتنظيم هذا المونديال الجماهيري الصاخب ليس سهلاً بالمرة؛ إذ تتسمر عيون مليارات البشر لا تَدَع شاردة ولا واردة إلا دوّنتها ونقلتها وبثّتها، بعد أن تحول ك

أهداف العرب في مونديال الهويات

الهدف الأول الذي سدده العرب في شباك العالم المتطور، أن انتصارات المنتخبات العربية على منتخبات عالمية من الوزن الثقيل (السعودية على الأرجنتين، وتونس على فرنسا، والمغرب على بلجيكا)، حرّكت دماء «العروبة» التي أنهكها عدد من الأزمات الكبرى كغزو صدّام «العروبي» للكويت «العربية»، الغزو الذي حوَّل صدام من حارس للبوابة الشرقية إلى منتهك لها مستبيحاً قُطراً «عربياً» ومهدداً بقية الجيران «العرب».

كأس العالم وكسر الهيمنة

الانتصار السعودي التاريخي المبهر، للصقور الخضر، على منتخب الأرجنتين صديق الكأس العالمية، وفوز المنتخب الياباني اللافت على منتخب ألمانيا فخر أوروبا، وأخيراً، ولن يكون آخراً، الانتصار اللافت والصريح لأسود الأطلس المغربي على منتخب بلجيكا العتيد، ناهيك بالقوة الضاربة المعروفة للفرق الأفريقية والرحم الولود لنجوم الكرة العالميين مثل غانا والسنغال والكاميرون، يقابل ذلك أداء الدول والمنتخبات العالمية «التقليدية» مثل الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وإنجلترا وهولندا وغيرها...

سوناك أوباما البريطاني!

تولي ريشي سوناك ذي الأصول الهندية منصب رئيس الوزراء في بريطانيا كسر حاجزاً عرقياً فولاذياً في المملكة الأنغلوسكسونية العتيدة العريقة. وهج الخبر أنسى الناس، ولو مؤقتاً، البحث في مساهمة الرئيس الأصغر سناً (42 عاماً) في التاريخ السياسي البريطاني والأكثر ثراء في تاريخ رؤساء الوزراء، في حل الأزمة الاقتصادية التي تعقدت بعد زلزالين مجلجلين؛ زلزال «كورونا» وزلزال أوكرانيا، وتعيين هندي هندوسي «ملون» هو الآخر زلزال عرقي لا يقل زلزلة وأهمية عن تعيين أوباما الأسود رئيساً للقوة العظمى؛ الولايات المتحدة، حتى إن البعض أطلق على سوناك اسم «أوباما الثاني». والمشتركات بين أوباما الأول وأوباما الثاني (سوناك) عدي

الملك تشارلز في زمن اليمين الغربي

تزامن تتويج الملك تشارلز الثالث مع «تتويج» عدد من رموز اليمين المتشدد في أوروبا زعماء لدولهم، وآخرهم اليمينية الشابة المفوهة جورجيا ميلوني، المرشحة لرئاسة الحكومة في إيطاليا، وزعامات يمينية أخرى في الدول الغربية وصلت للولاية الكبرى، أو تنفذت في البرلمانات والمناصب المفصلية، ورقعة اليمين المتشدد «باقية وتتمدد».

الملك تشارلز وتوسيع رقعة التسامح

الملك تشارلز الثالث، كما تقول مصادر التعريف به، متعدد المواهب، فهو مثقف وكاتب ورائد أعمال ورسام وسياسي وفاعل خير وعسكري يتقن قيادة المروحية، وفارس له مع ركوب الخيل علاقة وطيدة، وشخصية حوارية تهتم بالأديان والتواصل مع أتباعها، وعالم بيئة ولاعب بولو. والملك تشارلز وإن كان ملكاً دستورياً، لكنه شخصية رمزية مهمة، الكلمة منه تجوب الآفاق، ورأيه يشرق ويغرب، وأفكاره تنفلت أحياناً من قيود وبروتوكولات الملكية البريطانية الصارمة، وهو وإن كان رأساً للكنيسة الأنجليكانية كما البابا رأس للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، فالملك أيضاً رأس للتسامح والاعتدال وعدم التعصب الديني، وينظر إلى المخالف من الملل والنحل ا