تيلر كوين

تيلر كوين

لماذا يخذلنا الاقتصاد؟

علم الاقتصاد هو أحد العلوم الاجتماعية الأكثر تمويلاً والأكثر علمية، لكنه يخذلنا في بعض النواحي المهمة. المشكلة الرئيسية كما أراها هي المعايير: فهي إما مرتفعة جداً وإما منخفضة جداً. وفي كلتا الحالتين فإن النتيجة دائماً أقل جرأة وأقل إبداعاً. فكر في البحث الأكاديمي في حقبة الثمانينات. فقد كان من المعتقد على نطاق واسع أن عدد صفحات البحث المقدم إلى مجلة علمية يجب أن يتراوح بين 17 صفحة و30 صفحة في المجلات العلمية الكبرى. كانت النتيجة هي ظهور الكثير من الأفكار الجديدة، وإن كانت بجودة تنفيذ أقل.

أميركا بين الأجسام الطائرة والأسواق الحائرة

الآن، بعد أن بدأت وزارة الدفاع (البنتاغون) في التعامل بجدية مع الأجسام الطائرة المجهولة، ربما يكون من المناسب النظر إلى بعض الجوانب البسيطة للظاهرة - تحديداً ما تعنيه للأسواق.

السؤال الصعب: ما نوع اللقاح الذي أخذته؟

في المسائل ذات الصلة بالأمور الإنسانية، ليس هناك ما هو أغرب من الميل الواضح إلى سحب الفروق التمييزية الدقيقة في أسلوب الحياة والوضعية الاجتماعية عندما لا تكون هناك حاجة حقيقية لأي منها. وإننا نفعل ذلك مع القبعات، وفرق موسيقى الروك المستقلة، وبرامج ما قبل الدراسة، وصار الآن الأمر يتعلق باللقاحات المضادة للفيروس كذلك. لقد لاحظت بنفسي تبايناً مطرداً في التصورات المتخذة جماهيرياً لما هو بالأساس جهاز علمي وطبي اعتيادي.

الليبرتارية لم تمت... إنها تعيد بناء نفسها فقط!

منذ ما يزيد على العام، أعلن أحدهم أن «الليبرتاريين» المخضرمين تخليهم عن الحركة التي «أصبحت جوفاء إلى حد كبير». ومن بين الأسباب التي ساقها أن الحركة لم يعد بمقدورها «حل أو تناول عدد من المشكلات الكبرى، وأبرزها التغييرات المناخية». وسبب آخر جرى ذكره تمثل في أن ثقافة الإنترنت شجعت الأشخاص «الأذكياء والفضوليين» على البحث عن وجهات نظر انتقائية وتوليفها معاً، الأمر الذي جعل الليبرتارية بصورتها النقية في حكم الماضي. أيضاً تم ذكر أن خليفة الليبرتارية فكر جديد أطلق عليه «ليبرتارية قدرة الدولة»، وهو آيديولوجيا تعترف بكل من قوة السوق والحاجة للحكومة.

هل يحتاج العالم مزيداً من البشر؟

ما مدى القلق الذي نشعر به إزاء تراجع أعداد سكان العالم؟ تقترب معدلات الخصوبة في بعض الدول الآسيوية وتقل عن 1.0، في الوقت الذي تنكمش أعداد الكثير من السكان الأساسيين في أوروبا. داخل الولايات المتحدة، وصلت معدلات الخصوبة إلى مستوى منخفض قياسي بلغ 1.7 عام 2019، ومن المحتمل أن يتراجع بدرجة أكبر عام 2020، لأسباب منها جائحة «كورونا». واللافت أن كثيراً من دول العالم الفقيرة تشهد انحساراً غير مسبوق في معدلات المواليد.

تلوث الهواء القاتل الأكبر

كشفت دراسة جديدة أن تلوث الهواء يقتل سنوياً ما يزيد على 10 ملايين شخص ـ أكثر بكثير عن الـ2.6 مليون شخص الذين قضوا نحبهم جراء الإصابة بفيروس «كوفيد ـ 19» منذ رصده منذ أكثر من عام مضى. وفي الوقت الذي يتصدر فيروس «كوفيد ـ 19» العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام، لا يزال تلوث الهواء العادي قضية هامشية أمام صانعي السياسات والتكنوقراط. ربما تتساءل حول مدى دقة تقدير أعداد الوفيات جراء تلوث الهواء والبالغ 10.2 مليون وفاة. الملاحظ أن الدراسة، التي تفحصت على وجه التحديد أعداد الوفيات العالمية الناجمة عن جسيم دقيق ينجم عن احتراق الوقود الحفري، تعتمد بالفعل على بعض أساليب القياس المعقدة.

عندما يتعلق الأمر بالتطعيمات فإن المزيد هو الأفضل!

يقول الفلاسفة المعاصرون، من أمثال الفيلسوف الأسترالي بيتر سينغر، إنه ينبغي على الناس تحمل مسؤولياتهم والتزاماتهم تجاه فقراء العالم، وإنما بمزيد من الجدية والاهتمام. ومع ذلك، فإن أغلب الناس حول العالم يتابعون أحوال حياتهم بكل بساطة، وحتى إن أقدموا على التبرع بمبالغ كبيرة إلى الأعمال الخيرية، فإن تلك التبرعات لا ترقى إلى ما يساوي نصف دخلهم على الإطلاق. وسواء للأفضل أو للأسوأ، فإن أخلاقيات الفطرة والحس السليم تدفع الناس إلى تخصيص جزء محدود للغاية من العناية والاهتمام بالمشاكل الواقعة خارج نطاق محيطهم الاجتماعي. ولكن، ماذا عن الحكومات؟

حول تنبؤات الأسواق المالية

يحدث أحياناً أن يكون خبراء الاقتصاد على خطأ. فوفقاً للنظرية الاقتصادية، يجب أن تحظى المعاشات والرهون العقارية العكسية بشعبية كبيرة في إدارة المخاطر والسيولة، لكنّ كلا الأمرين يجد صعوبة كبيرة في إيجاد القبول في الأسواق. تعد أسواق التنبؤات من الأشياء المفضلة لدى خبراء الاقتصاد: فالعقود ذات الفوائد المالية تتوقف على يحدث ما في العالم الحقيقي، كما أن مستقبلها غير مؤكد بدرجة كبيرة. في جوهرها، تسمح أسواق التنبؤ للناس بـ«المراهنة» على بعض سمات الاقتصاد، وبالتالي إيجاد مشتقات مالية جديدة.

التضخم لا يمكن احتواؤه لكن يمكن تفاديه

من الوارد أن يكون الأذكياء على خطأ في علم الاقتصاد. أحدث مثال على ذلك هو الادعاء بأن الضغوط التضخمية الحالية يجري بطريقة ما «السيطرة عليها» أو «كبحها»، ضمن أسعار الأصول، وأن هذه الضغوط قد تؤدي يوماً ما إلى تضخم أسعار السلع والخدمات. بإمكانك أن ترى لماذا قد يبدو هذا الرأي معقولاً. فقد شارك «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في توسع نقدي غير مسبوق بين عامي 2008 و2009، ما أدى إلى زيادة إجمالي احتياطيات البنوك في بنك الاحتياطي الفيدرالي يقدر بعدة تريليونات من الدولارات. وفي الآونة الأخيرة، وعلى أساس سنوي، ارتفع المقياس الأوسع لعرض النقود، الذي يعكس أيضاً إنشاء الائتمان الخاص، بنحو 26 في المائة.

رغم مأساة «كورونا» كان 2020 عام التقدم التكنولوجي

لأسباب واضحة، لن يتذكر أحد عام 2020 باعتباره عاماً جيداً. في الوقت ذاته، شهد هذا العام تقدماً علمياً أكثر عن أي عام آخر في الذاكرة الحديثة - ومن المتوقع أن تبقى هذه التطورات لفترة طويلة لما بعد انتهاء جائحة «كوفيد - 19» كمصدر تهديد رئيسي. ويتمثل اثنان من أبرز المؤشرات على ذلك التقدم لقاحات الـ (آر إن إيه) أو (تلقيح الحامض النووي الريبوزي المرسال) التي يجري توزيعها الآن في مختلف أرجاء الولايات المتحدة والعالم. ويبدو أن هذه اللقاحات تتميز بقدر مرتفع للغاية من الفاعلية والأمان، ويمكن إنتاجها بسرعة أكبر عن اللقاحات الأخرى العادية.