نوح فيلدمان

نوح فيلدمان
أستاذ القانون بجامعة هارفارد وكاتب بموقع «بلومبيرغ»

مكافحة الإرهاب.. بين الكونغرس والمحاكم الأميركية

في انتكاسة خطيرة لتشريعات مكافحة الإرهاب داخل الولايات المتحدة، ألغت محكمة استئناف، الأربعاء، حكمًا سابقًا بتغريم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بمبلغ 655.5 مليون دولار.

محمد علي أحدث تحولاً في صورة الإسلام

رغم الشهرة الواسعة التي لطالما تمتع بها الملاكم محمد علي، فإن اعتناقه الإسلام - وما يحمله في طياته من رؤية للعالم ومعنى له - هو ما جعله شخصية تاريخية عالمية. وينبغي تفهم تحول محمد علي إلى الإسلام باعتباره خطوة نحو التلاحم مع المضطهدين المعذبين على وجه الأرض. ومن خلال علي، مرت صورة الإسلام بتحول رمزي في أعين كثير من المراقبين، بحيث تحول من دين محافظ سلبي إلى قوة للاعتراض في مواجهة القوة الغربية. في الواقع، فإن متابعة قصة علي تكشف عن الإسلام على مدار نصف القرن الأخير أكثر مما تكشف عن شخصية الملاكم ذاته.

توجه تونس العلماني حيال هدف روحاني

في تطور كبير في تاريخ الديمقراطية داخل العالم الإسلامي، أعلن الحزب الديمقراطي الإسلامي الناجح في تونس، الأسبوع الماضي، انفصال جناحه السياسي عن الحركة الاجتماعية - الدينية التابعة له. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة لا تعد تحركًا باتجاه العلمانية بالمعنى المتعارف عليه، فإنها تبقى خطوة في اتجاه تقسيم العالم إلى صعيدين: سياسي ودعوي. ويبدو أن الخطوة تعكس في جزء منها تفكيرًا سياسيًا حكيمًا، ذلك أنه من خلال إعادة تسمية نفسها «الحزب الديمقراطي الإسلامي» على غرار «الديمقراطي المسيحي» في أوروبا، فإن حركة النهضة من المحتمل أن تنجح من خلال ذلك في توسيع قاعدتها، مع التمييز بين نفسها وبين المتطرفين.

جائزة السلام للاستثناء التونسي

لعب رباعي قادة المجتمع المدني التونسي الفائز بجائزة نوبل للسلام الجمعة الماضي دورًا مهمًا في نجاح الثورة التي وصفت بالديمقراطية والمؤسساتية حتى الآن، غير أن دورهم لم يعد على نفس القدر من الحسم الذي كان عليه القادة الذين حموا البلاد بدءًا من احتجاجات الربيع العربي حتى انتخابات الجمعية التأسيسية، أو حتى درجة حسم الأعضاء المنتخبين في المجلس التأسيسي الذين صاغوا واعتمدوا دستورًا ليبراليًا ديمقراطيًا للبلاد. أفضل طريقة تفكر بها في هذا الأمر هي أن لجنة «نوبل» أرادت مكافأة الشعب التونسي على أنهم الشعب العربي الذي نجح في تطبيق الديمقراطية بعد الثورات التي قلبت المنطقة رأسًا على عقب عام 2011، واختارت ا

لعبة بوتين في سوريا

ما اللعبة الحقيقية وراء تدخل فلاديمير بوتين في سوريا؟ أرسلت روسيا حتى الآن قوة مصغرة من الطائرات المقاتلة، والقاذفة، والمروحيات، لتستقر في مطار بالقرب من مدينة اللاذقية، والغرض الوحيد والمعقول من وجودها هو دعم نظام الرئيس بشار الأسد. ولكن الإبقاء على حكومة الأسد وإطالة أمد الحرب الأهلية السورية، لا يعد هدفًا في ذاته بالنسبة لبوتين، الذي يسعى، بشكل طبيعي، لتعزيز الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط. من المحتمل جدًا أن يكون الهدف الحقيقي للرئيس الروسي هو التوصل إلى حل للمستنقع السوري، وهو الحل الذي ينضوي على وجود دولة سورية رديفة، تتحول فيها الأقلية العلوية إلى أغلبية حاكمة.

الاتفاق الإيراني يصوغ شكل الحرب بالعراق

يتخذ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حاليًا، خطوات صارمة لتخليص نفسه من سلفه المثير للمشكلات، نوري المالكي. ففي أعقاب تعديل حكومي، تمثلت خطوته الأخيرة في صدور تقرير برلماني يلقي باللوم على المالكي والكثير من كبار القيادات السياسية والعسكرية المعاونة له عن سقوط الموصل في أيدي «داعش»، الصيف الماضي. ومن المقرر إحالة التقرير إلى مدعٍ عام، مما يعني أن العبادي قد يخطط لتقديم المالكي لمحاكمة جنائية.

«داعش» والعودة إلى زمن العبودية

مرت 150 عامًا منذ أن حظر القانون الأميركي على السادة اغتصاب المستعبدات. وقد حظرت جميع الدول المسلمة المعاصرة تقريبًا العبودية على امتداد القرن الأخير. إذن، لماذا يسعى «داعش» لقلب عقارب الساعة نحو الاتجاه المعاكس، حيث يقر ويروج بحماس لاسترقاق الإيزيديات. ينبغي أن نخرج من الفزع الذي يتملكنا حيال هذه العودة المتعمدة إلى العصور الوسطى، بدرس بخصوص تطور معتقداتنا وما يعنيه أن يكون المرء عصريًا.

«داعش» يثير توتر «طالبان»

يبعث الانتقال الهادئ والسريع داخل «طالبان» في أعقاب اعتراف الجماعة بوفاة الملا عمر برسالة قوية مفادها أنها تخشى الصعود المحتمل لـ«داعش» في أفغانستان إذا ما أخفقت في إظهار وحدة صفها. في الواقع، ينبغي أن يعد هذا الأمر مفيدًا بالنسبة للحكومة الأميركية في خضم محاولاتها التفاوض مع الحكومة الأفغانية و«طالبان» حول اتفاق للانتقال. ورغم أن «طالبان» لا تزال تطالب بما يشبه سيطرة فعلية على البلاد كجزء من ذلك الاتفاق المقترح، فإن لديها حافزًا في الوقت الراهن لم يكن متوافرًا قبل صعود «داعش» للدخول في محادثات جادة.

الطريق إلى هزيمة التنظيم الشرس

جاءت الغارات الجوية التركية الأخيرة ضد مواقع «داعش» والقرار الحكومي التركي بالسماح للطائرات الحربية الأميركية بالانطلاق من القواعد الجوية التركية، ردا مباشرا وحاسما على الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدينة سروج التركية مؤخرا. وتشير العلاقة السببية الأخيرة إلى ما أصبح وكأنه معضلة استراتيجية مركزية بالنسبة للتنظيم المتطرف. من الناحية الفكرية، يعتمد التنظيم الأساليب القتالية التي عمل تنظيم القاعدة على تطويرها، وهي تدعو إلى تنفيذ العمليات الانتحارية ضد المدنيين في الدول التي يعتبرها التنظيم من الأعداء.

حليف مثير للقلق لكن ضروري ضد «داعش»

مرّ قرابة قرن منذ أن تمكن «تي إي لورانس» و«الثورة العربية» من طرد العثمانيين من سوريا. اليوم، يعود الأتراك مجددًا، لكن هذه المرة في ظل دعم جوي أميركي، وفي إطار خطة لبناء منطقة عازلة على امتداد 60 ميلاً على الجانب السوري من الحدود بين الدولتين. وإذا كان البعض يرى في إقامة دولة جديدة مصغرة داخل حدود دولة شرق أوسطية أمرًا مثيرًا للقلق، فهذا رأي صائب تمامًا.