جوسلين إيليا

جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.

القاهرة بعد 14 عاماً

في الثاني والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2004، أي بعد شهر من انضمامي إلى أسرة «الشرق الأوسط» بلندن، نشر لي أول مقال في ملحق السياحة، الذي ترأسته، والذي اعتبرته كطفل مدلل اعتنيت بجميع تفاصيله.

ما جمعه الحب فرّقته الوجهات الرومانسية

رمال بيضاء، مياه لازوردية، شجر نخيل، هدوء لا يتخلله إلا صوت العصافير التي تزقزق وتوقظك في الصباح الباكر وتعلمك بموعد غروب الشمس في المساء، جزر ومنتجعات تعتني بأدق التفاصيل وتفوح من كل زاوية فيها رائحة الرومانسية، مطاعم تسهر على ضوء الشموع في الليل وتنيرها أشعة الشمس في النهار..

رسائل عمل وقبلات

عصرنا مؤلم لأنه سريع الوتيرة، إنه أشبه بقافلة تشد رحالها وتمشي بعتادها دون النظر إلى الخلف، أنت وأنا ضمن هذه القافلة إذا ما غفلت أعيننا نرى نفسنا وحيدين قابعين على قارعة الطريق الطويلة لا نستطيع العودة إلى الوراء، ولا يمكننا أن نمشي بصفوف أفراد القافلة الذين يهزون الأرض تحت أقدامهم وكأنهم يبعثون برسائل يعلِمون العالم بقدومهم وهيمنتهم عليه. هكذا أرى وضعنا اليوم في خضم التطور السريع الذي يصعب في بعض الأحيان ركوب موجته، فلا يجوز أن تغفل عينك ولو للحظة؛ لأن الوضع يختلف فتشعر وكأنك في عزلة عن الحاضر لتتقوقع في مفردات قديمة تصبح في زمننا أشبه بالطلاسم، لا يدركها إلا من أتقنها ولا يستعملها إلا من يفه

سوار الحب له ثمن!

عندما أطلقت دار «كارتييه» الفرنسية للمجوهرات عام 1969 سوار الحب Love Bracelet من تصميم الإيطالي ألدو شيبولو، شهد الحب ولادة حقيقية تترجم في ذلك السوار الذهبي الجميل الذي يثبت على المعصم بواسطة برغيين يمسكان قطعتي الذهب، وبواسطة مفك مطلي بالذهب أيضا يقفل السوار ويتحول إلى قطعة أبدية تترجم حب الشريك الأزلي لرفيقة قلبه وحياته. فكرة السوار، وبحسب ما يدل عليه الاسم، تحتفل بالحب بكل ما فيه من سمات جميلة وراقية وبعيدة عن الماديات والتباهي لدرجة أن دار كارتييه كانت تمنع بيع السوار لغير الأزواج، وأول من صمم لهم السوار، إليزابيث تايلور وشريكها حينها (ريتشارد بيرتن)، وصوفيا لورين وشريكها كارلو بونتي، وكا

عيد الفأر التسعون

تصدّر خبر عيد ميلاد الفأر الأشهر في العالم «ميكي ماوس» عناوين نشرات الأخبار العالمية في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وغطت الصحف خبر بلوغ الفأر عامه التسعين، وتساءل كثيرون عن سر شباب الفأر الذي لا يزال يبدو في ذروة نشاطه وحيوته وأناقته. حالفني الحظ بأن أكون من بين المشاركين بحفل عيد «ميكي ماوس» في «عالم ديزني» بباريس، التحضيرات للحفل والاحتفالات بالعيد كانت على مستوى التحضيرات التي تسبق تنصيب الرئيس الأميركي، المدعوون الذين تعدّى عددهم الألف شخص كانوا من النخبة الفنية والاجتماعية من كل أصقاع العالم، اللباس كان رسمياً، المغنية التي أحيت الحفل كانت زارا لارسن الحاصلة على أكثر من جا

«بيكفي إنك من بلد نادين»

درجت عبارة «بيكفي إنك لبناني» على لسان اللبنانيين بعد إصدار أغنية للفنان عاصي الحلاني بهذا العنوان، ولكن عنوان الأغنية تحول إلى صفة ملاصقة لتباهي اللبناني بهويته، وهذا الأمر بديهي، ومن الطبيعي جدا أن يفتخر المرء ببلده وبجذوره وأصوله، ومن المهم جدا أن يعشق الإنسان بلده ويدافع عنه ولو بالكلام من دون الوقوع في هاوية المبالغة والمغالاة والتعالي على غيره في أوقات لا تصلح حتى فيها المقارنة. في كل مرة أزور فيها حبيبتي بيروت أخصص وقتا للولوج إلى السينما لمشاهدة فيلم لبناني، وهذه المرة حالفني الحظ أن أشاهد فيلم «كفرناحوم» للمخرجة والممثلة المبدعة نادين لبكي، فلا الفيلم ولا لبكي بحاجة لرأي في قصة الفيلم

دوقة مكروهة وأميرة تدفع الثمن

صدق من قال: الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، لأنه ينطبق على جميع الطبقات وفي جميع المجتمعات. أمس احتفلت بريطانيا بالزفاف الملكي الثاني هذا العام، فتزوجت الأميرة يوجيني حفيدة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من جاك بروكسبانك، في ذات الكنيسة الملكية الواقعة داخل قصر وندسور حيث تزوج الأمير هاري وميغان، دوقة ساسكس، في مايو (أيار) الماضي. ولكن الفارق البسيط هو أن الاهتمام بزفاف الأمير هاري فاق ذلك الذي أبداه البريطانيون بزفاف الأميرة التي تحتل المرتبة التاسعة في الترتيب الملكي، وليس هذا هو السبب وراء عدم الاكتراث بزواج يوجيني إنما الفتور العاطفي من جانب المجتمع البريطاني تجاهها، وهناك سببان لذلك

السياحة القريبة لا تشفي!

سمعنا كثيرا عن مشروع التقسيم في لبنان ليصبح على نسق الكانتونات السويسرية (مع فارق كبير بالطبع)، لأن وضع سويسرا وتقسيماتها فهو بفعل اللغة والجغرافيا، أما وضع لبنان فهو بسبب التنوع الطائفي وارتباطه الوثيق بالجغرافيا. لا تقلقوا، مقالتي ليست سياسية بل سياحية، لأن الفكرة منها بدأت من خلال حديث مع صديق مميز لقبه «غوغل الشرق الأوسط» لأن معرفته أشبه بمحيط من الحكمة والمعلومات المفيدة، والحديث بدأ عن عدم معرفته للمناطق اللبنانية التي لا تقع في كانتونه، لأننا ننحدر من منطقتين بعيدتين جغرافيا عن بعضهما، ولفتني أنه حتى «غوغلنا» لا يعرف كثيرا من المناطق اللبنانية، لأن السياحة الداخلية في لبنان كانت محرمة ع

حقيبة مدججة بالفستق والباذنجان

يروي لي أصدقائي العرب المقيمون في لندن منذ زمن بعيد بأن ما شهدته العاصمة البريطانية منذ فترة السبعينات يعتبر نقلة نوعية حقيقية فيما يتعلق بالطعام وانفتاح الإنجليز على مطابخ العالم ومنتجات المتوسط وغيره وما أبعد منه. وأكثر ما شدني في تلك الحكايات هو أن الإنجليز لم يعرفوا زيت الزيتون في تلك الفترة وكان يقتصر استخدامه في أشياء بسيطة وخجولة، ولهذا السبب لم يكن متوفراً في محلات السوبر ماركت، إنما كان يباع في قوارير صغيرة الحجم في الصيدليات. هذه القصص التي لا يمكن تصديقها اليوم في ظل «العولمة الطعامية» وتوفر ما لذ وطاب من مآكل ومشارب الكون برمته...

هاتفك أذكى منك ومني

عندما أطلق عليه مخترعوه اسم «هاتف ذكي» كانوا يدركون ما يفعلون وكانوا على دراية أيضا بما سيحل بمستخدميه، فلا ذكاؤهم غير قانوني ولا القانون يحمينا نحن المغلفين. ففي دراسة قرأتها مؤخرا وأصدرتها جامعة «تكساس» تبين فعليا أن وجود الهاتف الذكي على مقربة من الشخص، إن كان في حقيبة اليد أو على المكتب أو في أي مكان يسهل للعين رؤيته، يؤثر على أداء الشخص سلبا في عمله، ويجعل التركيز أقل، والخبر الأسوأ هو أنه يحول الدماغ إلى وعاء فارغ، وهذا يعني بمعنى آخر، أنه لم ترد الدارسة أن تشرح جروحنا لتقول إن وجود الهاتف الذكي معنا باستمرار يجعلنا «أغبياء». منذ فترة وأنا أتساءل: «هل التكنولوجيا سهلت حياتنا أم زادتها تع