ديفيد اغناتيوس

ديفيد اغناتيوس
صحافي وروائي. وهو محرر مشارك وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست". كتب ثماني روايات، بما في ذلك "جسد الأكاذيب"

هل الحرب بين الصين وأميركا حتمية؟

دعونا نتصور مشروع «التاريخ التطبيقي» الصيني، الذي يماثله مشروع اعتمده مركز بيلفر بجامعة هارفارد، ذلك الذي ساعد على ظهور كتاب «الحرب المقدرة» لمؤلفه البروفسور غراهام أليسون، الذي نوقشت أطروحاته على نطاق واسع. أدى التحليل التاريخي للبروفسور أليسون إلى طرح «فخ ثوسيديدس» ومخاطر - إن لم تكن حتمية - نشوب الحرب بين الصين الصاعدة وأميركا المهيمنة، على غرار الحرب البيلوبونيسية القديمة التي اندلعت بين أثينا وإسبرطة في القرن الخامس قبل الميلاد، التي سرد وقائعها المؤرخ الإغريقي القديم ثوسيديدس.

روسيا والولايات المتحدة والقرصنة الإلكترونية

في أحد المقاهي، الذي يبعد مباني قليلة عن المقر السابق لمبنى الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) القديمة في ساحة لوبيانكا، يحاول الصحافي الاستقصائي أندريه سولداتوف تفسير العالم الغامض للاستخبارات الروسية، التي أصبحت محط الاهتمام، والتحقيقات الجنائية الأميركية بشأن محاولات القرصنة الإلكترونية التي واكبت الحملة الانتخابية الرئاسية في عام 2016. يقول سولداتوف إن الأحداث الكبرى في روسيا، اليوم، ليست وليدة الاستراتيجيات واسعة النطاق في كثير من الأحيان، بل إنها مجرد «تحركات تكتيكية» تعكس في جملتها المصالح الشخصية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين و«إدارته الرئاسية». كما يعتقد السيد سولداتوف أن «عامل» بوتين م

ما الذي تفكر فيه روسيا؟

عندما يتحدث المسؤولون والمحللون الروس هنا عن التحقيقات الأميركية في حملة القرصنة الإلكترونية المزعومة التي شنوها عام 2016، هناك نقطتان رئيسيتان تبرزان على السطح: يتفاخرون بأن بلادهم ينظر لها باعتبارها تهديدا كبيرا، وأنهم مذهولون من أن الولايات المتحدة منشغلة بهذه الفضيحة. هذا هو الخط الرسمي، لكن هذا ما أكده أيضا الكثير من منتقدي النظام ممن أجريت معهم مقابلات شخصية الأسبوع الحالي.

كيف يمكن للعالم الاستعداد ليوم ما بعد «داعش»؟

من شأن الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة مانشستر البريطانية على أيدي أحد جنود تنظيم داعش أن يسرع من تحرك الولايات المتحدة وحلفائها للاستيلاء على معاقل التنظيم الإرهابي في الموصل بالعراق والرقة بسوريا.

لماذا يقترح بوتين خطة المناطق الآمنة؟

في أتون الحرب السورية المهلكة، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترحا جديداً للسلام يتمحور حول إنشاء المناطق الآمنة في غير موضع من البلاد، وتحييد القوات الجوية الحكومية السورية، وربما أيضا إنشاء مناطق عازلة بين الأطراف المتناحرة تشرف قوات حفظ السلام الدولية على مراقبتها. وقال مصدر دبلوماسي مطلع، إن الرئيس الروسي أعرب عن خطته تلك في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخراً. وجاءت تلك المكالمة الهاتفية بطلب مباشر من الرئيس الروسي الذي هيمن على جُل الحديث خلالها.

القصة الحقيقية لسقوط مايكل فلين

لقد نفد رصيد الحظ من السيد الجنرال المتقاعد مايكل فلين خلال الأشهر الأخيرة. فلقد تم فصله من منصب مستشار الأمن القومي الأميركي بعد تضليل زملائه حول محادثاته المشكوك فيها خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك.

ماتيس وترمب: الرفيقان المتضادان المتوافقان

مع اقتراب الرئيس ترمب من المؤشر المعياري للمائة يوم الأولى من رئاسته للبلاد، فإنها تعد من اللحظات المواتية لدراسة العلاقة التي تطورت بين الرئيس، دونالد ترمب، زئبقي النزعة وقليل الخبرة السياسية، ووزير دفاعه رابط الجأش وثابت الجنان، جيمس ماتيس. إنها نوع من الشراكات غير المتصورة، ولكنها أثبتت فعاليتها في العمل والنجاح حتى الآن.

السعودية كما يحلم بها أمير شاب

بعد مرور عامين على حملته كمُحفزٍ للتغيير في المملكة النفطية المحافظة، يبدو أن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدأ بالعمل بثقة، واضعاً نفوذه للدفع بجدول أعماله للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. ‏‎لقد قام الأمير الشاب بتوضيح خططه في لقاءٍ بمكتبه استمر لمدة تسعين دقيقة، في مساء يوم الثلاثاء، وقد قال مساعدوه إن هذه كانت هي المقابلة الأولى المطوّلة له منذ أشهُر. وتحدث الأمير بشكلٍ تفصيلي حول مواضيع عدة مثل السياسة الخارجية وخطط خصخصة الشركة العملاقة في مجال النفط «أرامكو السعودية» واستراتيجية الاستثمار في الصناعة المحلية، وتنمية قطاع الترفيه على الرغم من معارضة البعض.

ماذا يمكن لترمب أن يتعلم من ترومان؟

كان الرئيس الأميركي المعاصر الوحيد الذي ينافس دونالد ترمب من حيث عدم الاستعداد لتولي مهام القيادة العالمية هو الرئيس الأسبق هاري ترومان. ولقد تولى الرجلان المنصب المهم من دون معرفة كافية بالمشكلات الدولية التي كانا على وشك مواجهتها، ومن خلال المخاوف الكثيرة في الداخل والخارج من أنهما ليسا على قدر العمل والمسؤولية. قال ترومان بعد وفاة الرئيس فرنكلين روزفلت وصدمة حلف يمين الولاء: «أدعو الله أن أكون على قدر المسؤولية».

ترمب يتذوق طعم النجاح

فقط للتذكرة بأن الإدارة الأميركية الجديدة دخلت بسرعة البرق في مشكلات بأسلوب معالجتها للسياسة الخارجية. تذكروا الاثنين 17 أبريل (نيسان)، وهو ذكرى كارثة غزو الرئيس السابق جون كيندي لخليج الخنازير عام 1961، فأشياء سيئة ربما تحدث لرؤساء جيدين، والعكس صحيح أيضاً. فالرئيس دونالد ترمب، بعد شهرين كارثيين من بداية توليه السلطة، أبلى بلاء حسناً في السياسة الخارجية في الأسبوعيين الأخيرين. فقد كان قراره حازماً بشأن سوريا، وكسب الصين شريكاً محتملاً في مواجهة كوريا الشمالية، وأصلح العلاقات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبدأ في معالجة القضايا الحساسة مع روسيا. لكن لماذا تحسنت قرارات ترمب الآن؟