ديفيد ليونهارت

حرب على التطرف بعد 5 سنوات

تستخدم في الغالب الحكومات الطريق الأسهل مع المتطرفين، وهو الرضوخ لطلباتهم وابتزازهم؛ خوفاً منهم، أو لزيادة شرعيتهم، أو لاستخدامهم لأعداء في الداخل أو الخارج... وفي كل الحالات كانت النتائج مضرة. يسيطر المتطرفون على المجتمع ويفرضون أجنداتهم وتضعف الدولة ويتراجع الاقتصاد. الطريق الأصعب هو الذي تحدث عنه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في حواره الأخير عن «رؤية 2030»؛ حيث قال إنه لا يمكن أن نحقق نمواً وازدهاراً بوجود الفكر المتطرف، ولذا تم استئصاله.

الانسحاب الأميركي وجَلْد المرأة الأفغانية

لقد حملت حرب أفغانستان في 2001 أهدافاً نبيلة للقضاء على خليط من التنظيمات الهمجية البربرية أبرزها «القاعدة» وهزمتهم وحررت المجتمع الأفغاني والنساء من أسوأ معاملات الاضطهاد في القرن العشرين. من أكثر المشاهد التاريخية إشراقاً رؤية كيف أُخرِج مجتمع من أكثر الأوقات ظلاماً إلى النور. نتذكر المشاهد السعيدة لعودة الحياة لطبيعتها في كابل، حيث تحرر الناس وأصبحوا يرتدون الأزياء المفضلة لديهم ولا أحد يجبرهم على إطالة لحاهم وتعالت أصوات الموسيقى في الأجواء. لكن هذه الحرب تحولت مع الوقت إلى ورقة سياسية داخلية في يد قادة الولايات المتحدة وأعضاء الكونغرس لأهداف في غالبيتها محلية.

بايدن لا ينام بسبب الصين

النظام الدولي الذي نعرفه اليوم تشكل بعد مرحلة طويلة من الإنهاك الديني خلال حرب الثلاثين عاماً الشهيرة بين الكاثوليك والبروتستانت. لقد خلص الفرقاء إلى أنه لا أحد منتصراً في الحروب الدينية، ولا يمكن لأي ازدهار اقتصادي أن يستمر، والمتطرفون الدينيون يتبادلون الغزوات. من هنا وقعت معاهدة وستفاليا في عام 1648 التي شكلت البذرة أو التصميم البدائي لأوروبا الحديثة، الذي كبر لاحقاً، ليكون الهيكل الأساسي للنظام الدولي. أهم مبادئ هذه المعاهدة هي ما يمارس اليوم.

محاولات تخريب العلاقة السعودية ـ الأميركية

العلاقة السعودية - الأميركية مهمة ووثيقة ولكنها في ذات الوقت تتحول بسرعة إلى كرة تستخدم في الصراع الحزبي الداخلي الأميركي. المتحزبون هدفهم في نهاية المطاف ترجيح كفة حزبهم وإعادة انتخابهم، ولهذا يلجأون لأي شيء للاستفادة منه؛ أي قضية أو دولة أو أزمة قد تكون مفيدة في هذا الصراع على الأصوات والنفوذ. ينزلق هذا الصراع في بعض الأحيان إلى حرب تخاض في مستنقع من الوحل بين الشخصيات الديماغوجية. في قضايا الداخل الأميركي، هناك معركة محتدمة وجدلية تتعلق بالهجرة.

تقرير خاشقجي

صفر معلومات و100 في المائة تحليلات، كما قال أحد المعلقين الغربيين. هذا ما يمكن أن يوصف به تقرير الـ«سي آي إيه» عن مقتل خاشقجي، فقد احتوى على مزيج من التحليلات والتصورات غير المستندة على أي حقائق واضحة. التقرير لا يمكن أن يصمد أمام أي اختبار حقيقي، حتى الذين احتفلوا بالتقرير من الصعب أن يزعموا بأنهم حصلوا على وثيقة حقيقية. إنها مجرد تقديرات صحافية طوقت لوقت طويل بالسرية. كل هذا يقودنا لنتيجة منطقية وهي أن كل التسريبات والمعلومات السرية عن قضية خاشقجي التي مررت لوسائل إعلام على مدار ثلاثة أعوام، كانت قائمة من الأساس على مجرد تكهنات.

لا كيري ونعم بلينكن

التقى المرشح الديمقراطي المفترض باراك أوباما، الجنرال ديفيد بترايوس في العراق، ودار بينهما حديث مهم كانت له تداعياته لاحقاً. فقد قال أوباما إنه إذا أصبح رئيساً سيسحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهراً. رد بترايوس بأن الانسحاب سيخلق فراغاً سيملأه الإيرانيون وميليشياتهم، وقال حينها المرشح الديمقراطي إنه يرى جيداً الخريطة المعلقة على الجدار.

هل «تويتر» محقة في حذف ترمب؟

لقد عرف الرئيس ترمب أنه هُزم، ولكنه لم يرد أن يخرج من دون ضجيج. نفهم موقفه أكثر لو نظرنا إلى السنوات الأربع الماضية. لم تتوقف معركة عض الأصابع وشد الشعر مع خصومه يوماً واحداً. ولهذا أراد أن ينزع الشرعية عن الرئيس المنتخب بايدن حتى قبل أن يبدأ، مثلما شكك الديمقراطيون في شرعيته عندما قالوا إن الروس تدخلوا لنصرته وحاولوا عزله. كل هذا مقبول في عالم الصراع الحزبي الذي لا يعرف القواعد الأخلاقية. إنها حلبة ملاكمة مغطاة في الوحل تقام عليها لعبة دموية لا تعرف الحدود، ولكنها متفق عليها من الطرفين. لنتذكر في انتخابات 2016 عندما سرب الديمقراطيون تسجيلاً صوتياً لترمب يتكلم عن النساء بطريقة جنسية فاضحة.

أخبار جيدة في 2020

لا شك أن عام 2020 بدأ بداية جيدة عندما قتل قاسم سليماني الذي تلطخت يده بدماء آلاف السوريين والعراقيين وغيرهم. سيغادر ترمب خلال أيام البيت الأبيض ولكن قراره الشجاع بتخليص العالم من قاتل محترف سيحفظه التاريخ. لقد كان سليماني يتنقل بطائرة «ماهان» بغطرسة على مرأى الجميع محلقاً فوق جماجم الأطفال والنساء الذين قتلتهم ميليشياته واثقاً بأن لن يمسه شيء، لكن طائرات الدرون كتبت نهايته مع أبو مهدي المهندس، وأوقفت مؤقتاً موكب القتلة المتكرر على طريق المطار. لقد كانت ضربة قاصمة، حيث تشير تقارير استخباراتية إلى أن تصفيته خلقت تصدعات وانقسامات داخل التنظيمات المرتبطة به شخصياً وأضعفتها.

بايدن ليس المهرطق الآيديولوجي المنتظر

قضى الزعيم البريطاني تشرشل أسابيع في البيت الأبيض بهدف التقارب الشخصي مع الرئيس الأميركي روزفلت واستمالته للدخول في الحرب ضد النازية وزعيمها. في الواقع لم يكن بحاجة لكسب ودّ وإقناع الرئيس الأميركي المقتنع أصلاً بأهمية أن تلعب أميركا دوراً خارجياً لحماية نفسها في عالم متغير ويزداد خطورة. العائق الوحيد كان حساباته الداخلية، إذ كان يخشى الداخل الميال للعزلة وغير الراغب في التورط دولياً في حروب لا تنتهي.

حفلات «التزوير» والانسحابات السريعة

وقف رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على المنصة قبل يومين، وقال المتوقع: «لا لانسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان وسوريا»، أتى ردُّه بعد طلبات الانسحاب السريعة من الإدارة الأميركية من مناطق متعددة حول العالم، وإعادة الجنود لبلادهم قبل أن تنتهي ولاية الرئيس ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل؛ حيث قال وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر إن الانسحاب سيبدأ عملياً في 15 يناير، أي قبل 5 أيام من المغادرة الرسمية. طلب الخروج السريع والرد عليه من أهم شخصية جمهورية يهدّئ من حفلة الضجيج المزعجة التي أعقبت الانتخابات، ويوضح الصورة بشكل أكبر.