وليد أبي مرشد
صحافيّ وكاتب وخبير اقتصادي لبنانيّ

لندن... ضحية مقصودة لـ«داعش»

يقول مثل شعبي شائع في بريطانيا: «من يتعب من لندن يكون قد تعب من الحياة كلها». ملايين من سكان لندن، وكثير من زوارها الدوريين، يسلمون بهذه المقولة من دون نقاش على اعتبار لندن عاصمة التسامح في الغرب، ومدينة تفتخر بـ«كوزموبوليتيها» وكونها ملجأً آمناً للأفراد والأقليات المضطهدين في أوطانهم. في القرن السادس عشر، فتحت العاصمة البريطانية أبوابها لمئات الآلاف من الفرنسيين البروتستانتيين الذين نزحوا من بلادهم بعد مذابح «السان بارتيليمي» التي تعرضوا لها عام 1572، من قبل عصابات كاثوليكية (آنذاك، كانت «الداعشية» ظاهرة مسيحية أيضاً). وإبان العهدين النازي في ألمانيا، والسوفياتي في روسيا، استقبلت لندن بصدر رح

التحالف المستعصي على بوتين

لم يعد خافياً أن أميركا (وحلفاءها) وروسيا (وحلفاءها أيضاً) تخوضان حرباً واحدة على عدو واحد في سوريا والعراق... باستقلال لوجيستي تام عن بعضهما بعضاً، إن على صعيد التخطيط أم صعيد العمليات. خلافاً لمنطق الحروب الكلاسيكية، لم يجمع العدو «الداعشي» المشترك خصميه الدوليين لا في العلن ولا في الخفاء. قد يعود ذلك إلى طبيعة المعركة: دولتان قويتان لا يليق بهما الدخول بتحالفات عسكرية في مواجهة ما هو في نهاية المطاف ميليشيات مسلحة. وقد يعود إلى اختلاف في أبعاد تكتيكاتهما في عملية تقويض «دولة الخلافة» المزعومة.

اجتهادان انتخابيان في لبنان

لا جدال في أن لبنان نسيج وحده بين دول العالم قاطبة. أحدث دليل على ذلك اجتهادان سياسيان تجهد المؤسسة السياسية لإقرارهما بأسرع فرصة ممكنة: قانون انتخاب «جديد» - كما يكرر دعاته - وتمثيل نيابي للمغتربين اللبنانيين في البرلمان اللبناني. التركيز الإعلامي على قانون «جديد» للانتخابات كاد يحوّل «الجديد» إلى مطلب وطني لقانون «قديم» في كثير من الدول التي يعتمد نظامها السياسي على التنافس الحزبي على السلطة، لا الصراع الطائفي على النفوذ، كما هي الحال في لبنان، وإذا كان ثمة «جديد» في مشروع القانون اللبناني فهو طابعه الهجين الناتج عن محاولته المبتكرة «تطعيم» النسبية بالطائفية في زواج مصلحة لا يخدم مشروع الدول

ترمب... بين القدس وتل أبيب

إذا كان ثمة ميزة شخصية يتفرد بها الرئيس دونالد ترمب عن أسلافه من الرؤساء الأميركيين فهي، قطعا، قدرته المذهلة على مفاجأة العالم بقرارات غير متوقعة. هذه الظاهرة وضعته، بنظر الإعلاميين والمحللين السياسيين، في خانة الرؤساء الصعب التكهن بقراراتهم حتى قبل استحقاق موعدها بفترة وجيزة. إرجاء نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس قد يكون أحد أكثر قراراته المفاجئة، للعرب والمسلمين على الأقل، بعد أن كان نقلها إلى القدس وعداً بارزاً، ومكرراً، في حملته الانتحابية. إلا أن المستغرب في ردود الفعل الخارجية على قرار ترمب أن يعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن «غضبه» من موقف الرئيس الأميركي وه

التحدّي الأبرز للرئيس ترمب

في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، شاعت المقولة المشهورة: «خصومة أميركا مكلفة... ولكن صداقتها أكثر كلفة». لم يكن المقصود من هذه الملاحظة تجنّب صداقة أميركا، بقدر ما كان التحسّب لتقلّباتها الدبلوماسية. وإذا كانت خصومة أميركا لا تزال مكلفة، فإن الأمل في ثبات إدارة الرئيس دونالد ترمب على خط سياسي واضح في الشرق الأوسط بات وارداً إن لم يكن مطلوباً.

دور لليمين الفرنسي

قد يكون من المبالغة تحميل «الإسلاموفوبيا» كل مسؤولية التحوّل الجاري حالياً في صفوف اليمين الأوروبي من يمين آيديولوجي تقليدي إلى يمين «شوفيني» عنصري.

إن شئت أن تطاع

لأن مشكلات لبنان، إن خرجت عن عقالها، لا تعرف كيف ولا متى تنتهي... كان اللبنانيون في غنى عن البحث عن قانون انتخاب جديد لبلدهم وسط هذه الظروف الصعبة محلياً وإقليمياً، والاكتفاء بتعديلات تجميلية للقانون القديم كأن تصغر حجم الدوائر الانتخابية أو تعتمد نظام الصوت الواحد للمرشح الواحد، وتوفر على اللبنانيين مخاطر انقسام مذهبي تساهم النزاعات الإقليمية في تعميقه. إلا أن اللافت في لبنان أن التاريخ يعيد نفسه برتابة لا يملها اللبنانيون ولا إعلامهم. كل قضية تتحول إلى أزمة...

حلفاء... أم أعباء؟

هل يحسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحالفه مع سوريا وإيران في وقت تتحول فيه الدولتان إلى عبء سياسي عليه عوض أن تكونا سنداً لطموحاته الخارجية؟ بالنسبة إلى سوريا... حدث ولا حرج. لا يكفي بوتين أن يكون واحداً من رؤساء ثلاث أو أربع دول في العالم أجمع تؤيد النظام الأوتوقراطي في دمشق، بل عليه أيضاً أن يتحمل اتهامات دولية «بالتواطؤ» معها في قصفها الكيماوي لخان شيخون. نظام يضع حليفه في قفص الاتهام ويشوّه سمعته الدولية... يستأهل، على الأقل، عتباً من حليفه، إن لم يكن تأنيباً.

الخطر الواحد

كلما تفاقمت نكسات «داعش» على جبهات المواجهة العسكرية في دولة الخلافة المزعومة (سوريا والعراق)، صعّد عملياته الانتحارية خارج «الدولة»، وكأن شعاره اليوم هو: إما دولة للإرهابيين... أو إرهاب لأي دولة كانت. عمليات «داعش» الانتحارية تنفذ حالياً «كتعويض» عن هزائم «دولة الخلافة»، إن لم يكن انهيارها بعد أن تقلصت أراضيها بأكثر من 77 في المائة مما كانت عليه عام 2014.

«أمركة» الحرب السورية

لم يسبق لرئيس أميركي أن خصه الإعلام بنعوت متعددة، من أحسنها إلى أسوئها، مثل الرئيس الحالي دونالد ترمب. ولكن بعد قصفه قاعدة الشعيرات السورية، يبدو أن أصدق نعوته هو «الجرأة». أن يستهدف ترمب مطاراً عسكرياً سورياً، تحميه مظلة المنظومة الدفاعية الروسية... قرار لا يخلو من الجرأة - المحسوبة كما يظهر. وأن يأتي رده على استعمال النظام السوري السلاح الكيماوي في خان شيخون، بعد ساعات معدودة من وقوع الحدث...