قلل وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف من شأن العقوبات الأميركية على قطاعات من الاقتصاد الروسي، لا سيما على القطاع المالي، وأكد زيادة الاستثمارات الخارجية في روسيا، رغم التهديد السياسي بمزيد من العقوبات. وأشار في هذا السياق إلى نمو الدخل الفعلي للمواطنين، معبرا عن قناعته بأن «عدم توفر السيول يحفز على الإبداع».
وقال سيلوانوف في حديث لوكالة «تاس» إن تلك العقوبات لم تؤثر على مزاجية المستثمرين الأميركيين، وأشار بصورة خاصة إلى أن «التهديدات السياسية لم تقف عائقاً أمام المستثمرين، بما في ذلك الأميركيون، خلال شراء سنداتنا السيادية»، مؤكداً أن «الطلب على الإصدار الأخير من السندات السيادية الروسية، كان أعلى بمرتين عن المرة الماضية، واشترى المستثمرون الخارجيون 85 في المائة من تلك السندات»، الأمر الذي رأى فيه وزير المالية الروسي «دخولاً قوياً إلى سوق الأوراق المالية».
وتشكل السندات السيادية شكلا من أشكال الاستفادة من الدين الخارجي لتغطية احتياجات وعجز الميزانية، إلا أن طرح وزارة المالية الروسية الأسبوع الماضي للسندات في السوق لم يكن موجها بصورة خاصة لتأمين تمويل خارجي، وأكد سيلوانوف أن الدين الخارجي لا يشكل مصدراً رئيسياً لتمويل عجز الميزانية الروسية، موضحاً أن «خطة الديون الحكومية تنص على حجم ديون من السوق المحلية أكبر هذه المرة بعشر مرات تقريبا.. ولم نتوجه إلى المستثمرين الأجانب إلا بغية تأكيد وجودنا في السوق الخارجية، وكي لا نفقد الاتصالات معهم».
وأعلنت وزارة المالية الروسية رسميا يوم 23 يونيو (حزيران) الجاري عن الانتهاء من طرح إصدار جديد من السندات السيادية الروسية بقيمة مليار دولار لمدة 10 سنوات، وملياري دولار لمدة 30 عاماً. وحسب معطيات الوزارة، فقد اشترى مستثمرون من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وآسيا 85 في المائة من تلك السندات.
في غضون ذلك، أكد سيلوانوف أن الدخل الفعلي للمواطنين الروس سجل نمواً في شهر مايو (أيار)، وكذلك زاد حجم الاستثمارات، وقال: «دخل المواطنين الروس أخذ ينمو خلال المرحلة منذ بداية العام الجاري.. وتؤكد المعطيات أن الدخل الفعلي سجل نمواً، وبصورة خاصة في شهر مايو، حيث كان النمو بوتيرة نحو 3 في المائة. وهذا مؤشر جيد».
وتشير معطيات الوكالة الفيدرالية للإحصائيات إلى أن الدخل الفعلي للمواطنين خلال الفترة من شهر يناير (كانون الثاني) وحتى شهر مايو عام 2017 تراجع مقارنة بالدخل خلال المرحلة ذاتها من العام الماضي بنحو 1.8 في المائة، غير أن تراجع الدخل في شهر مايو الحالي لم يتجاوز 0.4 في المائة مقارنة بشهر مايو العام الماضي.
وتوقف وزير المالية الروسي عند مؤشر آخر يتحرك بوتيرة إيجابية، هو حجم الاستثمارات في رأس المال الرئيسي. وقال بهذا الصدد إن «وتيرة نمو الاستثمارات في شهر مايو بلغت مؤشر 3.2 في المائة»، معبرا عن قناعته بأن «هذا أمر جيد جداً، لأن الاستثمارات تجلب معها إنتاجا جديدا، وهذا أساس النمو الاقتصادي المستقبلي».
وفي وقت سابق قال مكسيم أوريشكين، وزير التنمية الاقتصادية الروسي، إن نتائج الربع الأول من العام الجاري تشير إلى نمو الاستثمارات نحو 2.3 في المائة، وأشار في هذا السياق إلى إمكانية تعديل الوزارة للتوقعات في ميزانية 2018 - 2020 الخاصة بدينامية الاستثمارات في الاقتصاد الروسي، نحو الأفضل.
في ظل هذه الظروف التي يمر بها الاقتصاد الروسي، عبر وزير المالية سيلوانوف عن قناعته بأن عدم توفر السيولة يساعد على إيجاد «احتمالات مثيرة للاهتمام» للتنمية. وقال إنه «كلما كان حجم السيولة في الخزينة أقل، تنشط الإمكانات الإبداعية بصورة أفضل، وتبدأ في التفكير أين تجد السيولة؟»، وهنا تظهر احتمالات مثيرة تسمح بالاستمرار في إطار حدود الميزانية، مضيفا أنه «بوسع أي إنسان أن يعمل عندما تكون السيولة متوفرة».
8:18 دقيقة
مسؤول روسي: العقوبات لم تؤثر على مزاجية المستثمرين الأميركيين في اقتصادنا
https://aawsat.com/home/article/961381/%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%A4%D8%AB%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%86%D8%A7
مسؤول روسي: العقوبات لم تؤثر على مزاجية المستثمرين الأميركيين في اقتصادنا
أكد أنهم اشتروا الحصة الأكبر من السندات السيادية الروسية
- موسكو: طه عبد الواحد
- موسكو: طه عبد الواحد
مسؤول روسي: العقوبات لم تؤثر على مزاجية المستثمرين الأميركيين في اقتصادنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة