الشوربة... مكونات متعددة وفوائد صحية

الشوربة... مكونات متعددة وفوائد صحية
TT

الشوربة... مكونات متعددة وفوائد صحية

الشوربة... مكونات متعددة وفوائد صحية

حساء الشوربة هو وجبة سريعة ساخنة توفر لنا الكثير من الفوائد الصحية. ويمكنك وضع مجموعة متنوعة من المكونات وطبخها ببطء لتكون جاهزة للتناول ضمن وجبة لذيذة في فترة الغداء أو المساء. ويشتمل الحساء الصحي على مكونات صحية من الخضراوات والبقول والحبوب مع مرق الدجاج أو قطع اللحم، مع الحرص على تقليل وجود الدهون ضمن مكوناتها وتقليل الملح، مع إضافة الكثير من البهارات والأعشاب ذات الرائحة والطعم العطري.
وتعتبر أطباق الشوربة أحد أكثر أنواع الأطباق قابلية للتطوير والاستحداث عبر تغيير مكونات الإضافات من الخضراوات والبقول والمعكرونة والبهارات والأعشاب. وقطع الخضراوات من المكونات الرئيسية لحساء شوربة صحي وخفيف في المحتوى من السعرات الحرارية. وتوصي جمعية القلب الأميركية البالغين بتناول ثمانية أو أكثر من حصص الفواكه والخضراوات كل يوم، أي ما يُعادل أربعة أكواب ونصف من الخضراوات المقطعة. ومن خلال إعداد الشوربة يُمكن للمرء تناول غالبية تلك الكمية اللازمة صحياً من الخضراوات، وبالتالي إمداد الجسم بتشكيلة واسعة من المعادن والفيتامينات والألياف النباتية والمواد المضادة للأكسدة. وبإضافة عناصر غذائية أخرى، كقطع اللحوم والدواجن والأسماك والمأكولات البحرية، نستطيع أن نقدم للجسم تشكيلة واسعة من البروتينات والمعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى.
والمفيد في الشوربة هو تدني محتواها من الدهون، وهو ما يُمكن تحقيقه بإزالة الطبقة الدهنية التي تتكون على سطح مرق الدجاج واللحم المغلي بالماء، وهناك عدة طرق لإزالة تلك الطبقة، أبسطها تبريد المرق ومن ثم إزالة الطبقة الدهنية المتجمعة على السطح. وبإضافة أنواع من الحبوب والبقول والبذور، تكتسب الشوربة مزيداً من الفوائد الصحية لاحتوائها على مزيد من البروتينات والألياف والمعادن والفيتامينات.
وشوربة الدجاج مع بعض أنواع الخضراوات، كقطع البصل والجزر والبطاطا فوائد صحية في تقليل احتمالات الإصابة بنزلات البرد وتنشيط عمل جهاز مناعة الجسم. وثمة الكثير من الدراسات الطبية للباحثين من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان لتوضيح تلك الفوائد التي تتمتع بها شوربة الدجاج. ووفق ما تم نشره في عدد أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 من مجلة «تشيست» العلمية Chest، الصادرة عن الكلية الأميركية للصدرية، فقد أظهرت تجارب البروفسور ستيفن رينارد، طبيب الأمراض الصدرية والعناية الفائقة بالمركز الطبي لجامعة نبراسكا في أوماها بالولايات المتحدة، أن لشوربة الدجاج فائدة في خفض مستوى عمليات الالتهابات الجارية خلال مراحل نزلات البرد أو غيرها من التهابات الجهاز التنفسي. وكان نوع شوربة الدجاج التي تم اختبارها تحتوي، وفق ما قاله الباحثون، على قطع الدجاج بالعظم، والبصل والبقدونس والكرفس والبطاطا، إضافة إلى الملح والفلفل الأسود.



دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
TT

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

ويوجد في أمعاء الإنسان عدد من الميكروبات يفوق عدد النجوم في مجرة ​​درب التبانة. وهذه الميكروبات ضرورية لصحة الإنسان، ولكن العلماء ما زالوا يحاولون تحديد ما تفعله بالضبط وكيف تساعدنا.

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة «ناتشر ميكروبيولوجي»، اكتشف علماء كيف يمكن لبعض بكتيريا الأمعاء أن تحمينا من البكتيريا الضارة، وتشمل هذه البكتيريا أنواعاً مثل إيكولاي. وهي غير ضارة عادةً بكميات صغيرة ولكنها يمكن أن تسبب التهابات ومشكلات صحية أخرى إذا نمت كثيراً، وفق موقع «ساينس ألرت». ووجد باحثون أن بيئة أمعائنا - التي تشكلها أشياء مثل النظام الغذائي - تلعب دوراً كبيراً في إبقاء البكتيريا الضارة المحتملة تحت السيطرة.

للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام علماء بتحليل أكثر من 12000 عينة براز من أشخاص في 45 دولة. باستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي، وتمكن العلماء من تحديد وقياس الميكروبات المكتشفة في كل عينة. ووجدوا أن تركيبة ميكروبيوم الأمعاء كانت مختلفة بشكل أساسي عن غير المصابين بها.

من خلال تحليل هذه الميكروبات وجيناتها، تمكنا من التنبؤ بدقة (نحو 80 في المائة من الوقت) بما إذا كان شخص ما مصاباً ببكتيريا في أمعائه. وقد ظهر للعلماء أن أنواع البكتيريا في أمعائنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما إذا كانت الأنواع الضارة قادرة على السيطرة على أمعائنا.

وبالبحث بشكل أعمق، اكتشف العلماء مجموعتين من البكتيريا: تلك التي ازدهرت جنباً إلى جنب مع البكتيريا المعوية (ما يسمى «المستعمرات المشتركة») وتلك التي نادراً ما توجد معاً («المستبعدات المشتركة»).

وقد برز نوع واحد من البكتيريا التي تستبعد البكتيريا المعوية، باعتبارها مهمة بشكل خاص، وتسمي Faecalibacterium. وهي تنتج مواد كيميائية تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة عن طريق تكسير مجموعة متنوعة من الألياف في نظامنا الغذائي. وهذا بدوره يمكن أن يمنع البكتيريا الضارة من النمو.

كان وجود هذه الأحماض الدهنية إحدى أقوى الإشارات التي لاحظناها بين البكتيريا المستبعدة والمستعمرة. كما تم ربطها سابقاً بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، مثل تقليل الالتهاب وتحسين وظيفة الأمعاء.

كان هذا مفاجئاً بشكل خاص حيث زعمت دراسات سابقة أجريت على الفئران أن البكتيريا التي تأكل نفس أنواع الأطعمة والمغذيات ستواجه صعوبة في العيش معاً في الأمعاء.

وهذا يشير مرة أخرى إلى حقيقة مفادها بأن الظروف البيئية للأمعاء (المغذيات، درجة الحموضة، مستوى الأكسجين) هي العوامل الرئيسة التي تحدد ما إذا كان الشخص سوف يصاب ببكتيريا ضارة في أمعائه أم لا.

أكثر فاعلية من البروبيوتيك. قد تؤدي تلك النتائج إلى طرق جديدة للوقاية من وعلاج الالتهابات دون استخدام المضادات الحيوية. على سبيل المثال، بدلاً من قتل البكتيريا الضارة بشكل مباشر (والتي يمكن أن تضر أيضاً بالبكتيريا الجيدة)، يمكننا تعزيز البكتيريا المستبعدة أو إنشاء أنظمة غذائية تدعم نموها.

قد تكون هذه الاستراتيجية أكثر فاعلية من تناول البروبيوتيك بشكل مباشر، حيث ثبت سابقاً أن البكتيريا الجديدة المضافة إلى القناة المعوية لا تعيش إلا لفترة محدودة في الأمعاء. يمكننا أيضاً استهداف مسارات محددة تستخدمها البكتيريا الضارة للبقاء على قيد الحياة، مما يجعلها أقل تهديداً.

ورغم أن تلك الدراسة تقدم رؤى جديدة ومهمة، فإنه لا يزال هناك الكثير للتيقن منه، فالعديد من المناطق، بما في ذلك أجزاء من أميركا الجنوبية وأفريقيا، لا تحظى بالقدر الكافي من التمثيل في دراسات الميكروبيوم. وهذا يحد من فهمنا لكيفية اختلاف بكتيريا الأمعاء بين مختلف السكان.