صيام رمضان... فوائد ومحاذير للمصابين بأمراض مزمنة

تأثيراته على اضطرابات القلب وداء السكري وحصوات الكلى

صيام رمضان... فوائد ومحاذير للمصابين بأمراض مزمنة
TT

صيام رمضان... فوائد ومحاذير للمصابين بأمراض مزمنة

صيام رمضان... فوائد ومحاذير للمصابين بأمراض مزمنة

يعتبر شهر رمضان التحدي الأكبر للمصابين بالأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض القلب والكلى... إلخ. وذلك لعلاقة الصوم بالطعام، سواء بالامتناع عن تناوله نهاراً أو الإفراط في تناوله ليلاً، وكذلك النشاط البدني غير المعهود الذي يبذله الصائم عند قيامه بالفرائض خلال هذا الشهر. وسوف نتناول في هذا المقال علاقة الصوم ببعض هذه الأمراض.
مريض القلب والصوم
أوضح الدكتور خالد بن عبد الله النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين بكلية الطب وزميل كلية أمراض القلب الأميركية، أن الصيام صحي للقلب من جميع النواحي، فهو يقلل مستوى السكر، وضغط الدم، والكولسترول، ويقلل سرعة التوتر، والغضب، والانفعال، ويساعد على طرق التحكم بها، وهو مناسب لـ90 في المائة من مرضى القلب.
هل هناك من مرضى القلب من قد يتضرر من الصيام؟ أجاب د. النمر بنعم، ومنهم المرضى المصابون بجلطات القلب الحادة، وفشل القلب من المرحلتين الثالثة والرابعة، والذبحة الصدرية غير المستقرة، وضيق الشرايين الشديد من المرحلتين الثالثة والرابعة، والضغط المرتفع غير المتحكم فيه. ومن المفترض أن يستشير مرضى القلب أطباءهم قبل دخول شهر رمضان المبارك، لتقييم حالتهم ومعرفة قدرتهم على الصيام من عدمه، فقد يكون للصيام تأثير إيجابي أو سلبي حسب حالة المريض، خصوصاً في حالات معينة مثل أمراض شرايين القلب، وتضييق الصمامات أو توسيعها، وضعف عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم.
محاذير لمرضى القلب
• عدم تناول أدوية الضغط بعد الإفطار مباشرة، لأن ذلك يؤدي إلى هبوط الضغط، خصوصاً في حالات جفاف السوائل.
• عدم الإكثار من الملح في الطعام.
• ننصح بتقسيم الوجبات على مدار فترة المساء بكميات قليلة ومتنوعة.
• على المريض اتباع توجيهات الطبيب المعالج فيما يخص تناول أدوية القلب في رمضان. بالنسبة لتناول الأسبرين يكون بعد الإفطار، وأدوية الضغط بعد التراويح، وما تبقى يُقسم على الفترة المسائية.
• الحرص على الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة، والابتعاد عن الأطعمة عالية الدهون والأملاح والسكريات التي تعوَّد الصائمون تناولها بعد الإفطار.
• عدم إهمال ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان.
• على مريض القلب والضغط في حال الرغبة بأداء العمرة في رمضان، استئذان الطبيب المعالج، وأن يكون ذلك ليلاً أو نهاراً مع الإفطار، وأن يبتعد عن الزحام، ومن الأفضل ألا يرهق نفسه، ويكون الطواف والسعي على كرسي، وإذا أحس بألم أو في حال حدوث أي مضاعفات طارئة، فعليه التوقف فوراً واستدعاء الإسعاف، ووضع حبة النيتروغلسرين تحت اللسان، وألا يضغط على نفسه ويعرضها للتهلكة، فالدين يسر والحمد لله.
مريض السكري والصوم
أوضح الدكتور خالد عبد الله طيب، استشاري السكري والغدد الصماء رئيس مجلس إدارة جمعية «شفاء»، أن مرضى السكري يحتاجون غالباً لإجراء تغيير في كمية ونوع العلاج الذي يستخدمونه خلال شهر الصوم، بتوجيه من الفريق الطبي المعالج والتأكد من عدم وجود مانع صحي يعيق الصوم. وأكد ضرورة التأكد من انتظام نسبة سكر الدم أثناء ساعات الصيام، للصائمين منهم، بإجراء تحليل سكر الدم وبشكل خاص في الساعة الأولى للصيام وقبل صلاة الظهر وقبل صلاة العصر وقبل الإفطار بالمغرب، ويتم على ضوء ذلك تعديل الجرعة المناسبة.
وحول المضاعفات التي قد تحدث أثناء الصيام، أفاد الدكتور طيب بأن من أهمها:
• فقدان السوائل والجفاف، فالمصابون بداء السكري معرضون أكثر من غيرهم إلى فقدان السوائل التي تؤدي إلى الجفاف والتي بدورها قد تؤدي إلى تكون الجلطات، وعليه فلا بد من الإكثار من شرب السوائل غير المحلاة بعد الإفطار وعدم التعرض لأشعة الشمس أو القيام بأي مجهود بدني خلال فترة الصيام.
• الارتفاع الحاد في سكر الدم. عندما تكون نسبة سكر الدم أكثر من 250 ملغم/ دسل، الذي قد تنتج عنه أعراض ارتفاع سكر الدم مثل التبول بكميات كبيرة - الشعور بالعطش - فقدان الشهية - دوخة - زغللة في النظر.
• الانخفاض الحاد في سكر الدم. عندما تكون نسبة سكر الدم 70 ملغم/ دسل أو أقل. وأهم أعراض انخفاض سكر الدم: الشعور بالجوع - دوخة - الشعور بالتعب والإرهاق - رجفة - تعرق - قلق وتوتر - عدم التركيز والتجاوب - تشنجات - إغماء - حموضة سكرية كيتونية (ذلك عندما تكون نسبة سكر الدم أكثر من 350 ملغم/ دسل)، مع ظهور الكيتون (الأسيتون) في البول، وهي حالة مرضية خطرة على حياة المريض تؤدي إلى ظهور رائحة الكيتون من فم المريض - زيادة معدل التنفس - ضيق النفس - ألم حادة في البطن - غثيان وقيء.
صوم آمن
ولصوم آمن، يُنصح مرضى السكري بالآتي:
• الالتزام بالنظام الغذائي المحدد لهم، ومن ذلك تناول 3 وجبات (الإفطار - وجبة خفيفة في منتصف الليل - وجبة السحور) يومياً والامتناع عن الأطعمة التي تحتوي على قدر كبير من السكريات البسيطة والدهون المشبعة. وينبغي تعجيل الإفطار وتأخير وجبة السحور إلى ما قبل أذان الفجر.
• تناول أكبر قدر من السوائل التي لا تحتوي على سكر، ويفضل ماء زمزم لمن تيسر له.
• عدم بذل مجهود بدني كبير أو البقاء طويلاً في الطقس الحار تجنباً لفقدان السوائل عن طريق العرق أثناء ساعات الصيام، وخصوصاً بعد صلاة العصر.
• يجب أن يكون النشاط البدني أثناء النهار مع الخلود للراحة والسكينة في فترة ما بعد العصر.
• إنهاء الصوم دون تردد في أي وقت عند حدوث انخفاض حاد في هبوط مستوى السكر بالدم دون 60 ملغم/ دسل، حتى في حالة عدم الشعور بأعراض الانخفاض، فهذه الحالة تستوجب عند حدوثها إنهاء الصوم فوراً دون تردد وتناول شراب يحتوي على سكر، ويكرر ذلك حتى تعود نسبة سكر الدم إلى المستوى الطبيعي.
• الارتفاع الحاد لنسبة سكر الدم إلى 250 أو 300 ملغم/ دسل يحدث لكثير من المصابين بالسكري حتى في حالة عدم الصيام، والأرجح أنه لا يُستدعى عدم الصيام إلا إذا كان مصحوباً بأعراض مرضية مثل الشعور بالإرهاق وكثرة التبول أو ظهور الأسيتون في البول أو ارتفاع نسبته في الدم أو كان حدوث الارتفاع بسبب إصابة المريض بمرض عرضي حاد آخر. هنا، لا بد من تناول جرعة من الإنسولين سريع المفعول وإعادة التحليل خلال نصف ساعة، فإذا لم تنخفض النسبة أو ارتفعت فإنه يجب إنهاء الصوم وتناول سوائل تحتوي على السكر والتوجه للمستشفى، خصوصاً إذا صاحب ذلك أعراض مرضية أو ظهور الكيتون في البول.

تعديلات دوائية للسكري
ينصح د. طيب جميع المصابين بالسكري بمعرفة أهم التعديلات اللازمة على جرعة الدواء قبل بدء الصيام، على النحو التالي:
• أولاً: مرضى النوع الثاني من السكري، وهم غالباً من كبار السن (أصيبوا بالسكري بعد سن 30 عاماً) ونسبة ضئيلة من الشباب الذين أصيبوا بالنوع الثاني من السكري نتيجة السمنة المفرطة. عليهم بالاتي:
- المرضى الذين يعالجون بالنظام الغذائي مع أو دون الأقراص التي تزيد فعالية الإنسولين دون زيادة في إفرازه يمكنهم الصوم دون تغيير في جرعة الدواء، حيث لا نخشى من هبوط مستوى سكر الدم دون المستوى الطبيعي باستخدام هذه الأنواع.
- المرضى الذين يعالجون بالنظام الغذائي وبالأقراص التي تزيد من إفراز الإنسولين يمكنهم الصيام مع تناول الجرعة الرئيسية قبل الإفطار وتخفيض الجرعة الثانية إن وجدت قبل السحور، إذ إن هذه الأنواع من الأقراص قد تسبب انخفاضاً في مستوى سكر الدم دون المعدل الطبيعي.
- المرضى الذين يعالجون بجرعة إنسولين طويل المفعول يمكنهم الصيام وتناولها قبل الإفطار بالمغرب وخفض كمية الجرعة إذا كانت نسبة سكر الدم قبل السحور أو أثناء النهار منخفضة.
- المرضى الذين يعالجون بجرعتين من الإنسولين يمكنهم الصيام مع تناول الجرعة الرئيسية قبل الإفطار وتخفيض جرعة السحور إلى الحد الذي يمنع هبوط سكر الدم دون المستوى الطبيعي أثناء ساعات الصيام.
- المرضى الذين يعالجون بعدة جرعات يومياً يحتاجون بالضرورة إلى استشارة طبيبهم المختص لتحديد إمكانية صيامهم مع تعديل في نوع وكمية وعدد الجرعات.
• ثانياً: مرضى النوع الأول من السكري، وهم غالباً من فئة اليافعين والشباب، ومثل هؤلاء المرضى يعالجون بجرعتين أو أكثر من الإنسولين يومياً ولا يمكنهم الاستغناء عنه، وبعضهم يستخدم مضخة الإنسولين التي تزودهم باحتياجهم من الإنسولين على مدار الساعة، ولذا فلا بد أن يقرر الطبيب المختص وحده إمكانية صيامهم.
مريض الكلى والصوم
يتكرر السؤال سنوياً عن إمكانية صيام مريض حصوات والتهابات المسالك البولية والمصاب بالفشل الكلوي!
إن التهابات المسالك البولية لم تعد تشكل عائقاً أمام صيام رمضان في ظل توفر المضادات الحيوية ذات المفعول الطويل التي تؤخذ مرة أو مرتين في اليوم، وكذلك انتشار الوعي الكافي لدى المرضى المصابين بالحصوات بشرب الماء والسوائل بكمية وفيرة ليلاً لتجنب مشكلة الجفاف والابتعاد عن الإجهاد البدني وحرارة الشمس التي تفقدهم السوائل نهاراً وانتظامهم على الحمية الغذائية المقررة لهم من قبل الأطباء المعالجين.
أما بالنسبة لأمراض الكلى فهي متعددة وتختلف علاقتها بالصوم، حسب كل حالة، وبشكل عام يجب على المريض مراجعة طبيبه المعالج للاستشارة والنصيحة قبل بداية رمضان. وما دام أن الحالة المرضية مستقرة لمريض الفشل الكلوي فيمكنه الصوم إلا في الأيام التي يجري فيها الغسيل الكلوي نهاراً، لأنها عملية يتخللها إعطاء محاليل مغذية. أما المريض الذي يعاني من تذبذب الحالة الصحية، فبديهي أن نقص السوائل والأملاح عنده قد يؤدي إلى الجفاف واختلال وظائف الكلى، وبالتالي فلا ينصح بالصوم.
وأخيراً بالنسبة لزارع كلية، فإذا مضى على الزراعة أكثر من عام وحالته الصحية مستقرة فيمكنه الصوم، أما دون ذلك فقد يؤثر الصوم على الكلية المزروعة، وينصح بعدم الصوم.
ونؤكد ضرورة مواصلة تناول الأدوية الثابتة خلال فترة الصيام وفقاً للتعليمات، مع تجنب الأغذية المملحة أو الغنية بالصوديوم وكذلك المحتوية على السكريات البسيطة قدر الإمكان، أيضاً تجنب أخذ مدرات البول كالمشروبات التي تحوي الكافيين من قهوة وشاي وكذلك المشروبات الغازية، فهي تسهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم وزيادة فرص التجفّف، وتجنب الأغذية التي قد تزيد من الترسبات في الكلى أو مجرى البول مثل الأوكسالات والمصادر الغنية بالكالسيوم.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.