«زين السعودية» تحقق أرباحاً صافية للمرة الأولى منذ تأسيسها

نايف بن سلطان بن محمد: الأثر الإيجابي بتمديد رخصة الشركة كان واضحاً

«زين السعودية» تحقق أرباحاً صافية للمرة الأولى منذ تأسيسها
TT

«زين السعودية» تحقق أرباحاً صافية للمرة الأولى منذ تأسيسها

«زين السعودية» تحقق أرباحاً صافية للمرة الأولى منذ تأسيسها

أعلنت شركة «زين السعودية» عن تحقيقها - لأول مرة في تاريخها منذ التأسيس - أرباحاً صافية بقيمة 45 مليون ريال (12 مليون دولار) عن فترة الربع الأول من العام الحالي.
وبحسب بيان صحافي صادر عن شركة «زين السعودية» أمس، جاءت مؤشرات الأداء الرئيسية لعمليات الشركة عن فترة الربع الأول من عام 2017 مدعومة بالنمو في حجم الإيرادات وتخفيض المصاريف التشغيلية، وذلك بالمقارنة بفترة الربع الأول من العام الماضي 2016.
وقادت هذه النتائج «زين السعودية» إلى تحقيق صافي ربح لأول مرة في ربع مالي، مسجلة ربحا يقدر بـ45 مليون ريال (12 مليون دولار) في الربع الأول من عام 2017، مقارنة بخسارة بـ250 مليون ريال (66.6 مليون دولار) خلال الربع الأول من عام 2016، وخسارة بـ135 مليون ريال (36 مليون دولار) في الربع الرابع من عام 2016.
وفي تعليقه على النتائج، أوضح الأمير نايف بن سلطان بن محمد، رئيس مجلس إدارة «زين السعودية»، أنه رغم المنافسة العالية في سوق الاتصالات السعودية، والتحديات التي تواجهها الشركات المشغلة، فإن «زين السعودية» قد تمكنت من تسجيل نتائج إيجابية خلال فترة الربع الأول، وتسجيل صافي أرباح خلال ربع مالي لأول مرة.
وأضاف الأمير نايف أن «الأثر الإيجابي للقرار السامي بتمديد رخصة (زين السعودية) لمدة 15 عاما إضافية، والتركيز المتواصل على تحسين العمليات التشغيلية للشركة، كان لهما دور مهم في تحقيق هذه النتائج».
ونوه الأمير نايف بقرار مجلس إدارة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بترسية المشروع الأول للنطاق العريض في المناطق النائية على الشركة بعد منافسة شملت كل الشركات المشغلة، موضحاً أن هذا المشروع يخدم الأهداف الاستراتيجية لقطاع الاتصالات في «برنامج التحول الوطني 2020»، مؤكداً التزام الشركة بالمشاركة بكل مواردها المالية والبشرية والتقنية للمساهمة في تحقيق أهداف البرنامج.
وأشار الأمير نايف إلى أن الشركة تتطلع لأداء أدوارها بصفتها من الشركات الوطنية الرائدة في المجال التقني، لدعم «رؤية المملكة 2030»، وقال: «بدأت الشركة فعلياً في تعزيز هذا التوجه عبر مشاركتها في مؤتمر الاتصالات الدولي في برشلونة، وذلك بهدف تسليط الضوء على التطور الذي تشهده البنية التحتية الرقمية في المملكة، إلى جانب عقد شراكات مهمة تسهم في نقل أحدث ما تم التوصل إليه في مجال الاتصالات على مستوى العالم إلى السوق السعودية؛ حيث شهد المؤتمر توقيع عدد من الشراكات مع كل من (هواوي) و(نوكيا) و(إريكسون)، وذلك بهدف تعزيز تجربة المشتركين».
من جهته، كشف بيتر كالياروبولوس، الرئيس التنفيذي لـ«زين السعودية»، أن استراتيجية الشركة تتمحور حول تعزيز قيمة ونمو أعمالها في مجال الاتصالات المتنقلة، ومواصلة تقديم تجربة عملاء مميزة، بالإضافة إلى استثمار فرص النمو المتاحة في مجالات نشاط الشركة الحالي، والفرص المرتبطة بالرخصة الموحدة التي حصلت عليها الشركة مؤخراً».
وأضاف كالياروبولوس أن الشركة تعمل على زيادة حصتها من مدفوعات العملاء في خدمات الاتصالات، مع زيادة نسب الحفاظ على العملاء، وتنفيذ برامج رفع الكفاءة التشغيلية لخفض المصاريف، مشيراً إلى أن هذه المبادرات ساهمت في نمو الإيرادات بنسبة 7 في المائة والأرباح ما قبل الأعباء التمويلية والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 36 في المائة مقارنة بالربع الرابع من عام 2016.
وأفاد كالياروبولوس بأن الشركة تسعى لمواصلة تحسين جودة الشبكة، وذلك من خلال الإنفاق على استثمارات محددة وعبر عقد شراكات مع كبرى الشركات التقنية لرفع مستويات تغطية الشبكة وجودتها، وذلك في سبيل تلبية الطلب المتزايد من العملاء على خدمات البيانات التي تتمتع بالسرعة العالية والموثوقية.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.