مسافران يستخدمان شرائح اللحم لتهريب أموال من مطار بأستراليا

الكلب الذي كشف عن المتهمين الاثنين في مطار أديليد (أ.ف.ب)
الكلب الذي كشف عن المتهمين الاثنين في مطار أديليد (أ.ف.ب)
TT

مسافران يستخدمان شرائح اللحم لتهريب أموال من مطار بأستراليا

الكلب الذي كشف عن المتهمين الاثنين في مطار أديليد (أ.ف.ب)
الكلب الذي كشف عن المتهمين الاثنين في مطار أديليد (أ.ف.ب)

أبلغت محكمة أسترالية اليوم (الثلاثاء)، أن رجلين من سنغافورة استخدما شرائح لحم الضأن، لإخفاء رائحة أوراق نقدية كانا يحاولان تهريبها من أستراليا.
وتمكن كلب بوليسي من الكشف عن المتهمين الاثنين في مطار أديليد، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما كانا يحاولان تهريب أكثر من 520 ألف دولار أسترالي (390 ألف دولار أميركي) بطريقة غير مشروعة، خارج البلاد، دون إخطار مسؤولي الجمارك.
واعترف كل من رايان مارك بيريرا وإدوارد تشوي غو هانغ، اللذين يبلغ كل منهما 34 عامًا، بجريمتهما اليوم (الثلاثاء) في محكمة جنوب أستراليا الجزئية، وتم الحكم عليهما بالسجن لمدة 9 أشهر.
واحتوت حقيبة بيريرا على أكثر من 270 ألف دولار، إلى جانب شرائح لحم، فيما احتوت حقيبة تشوي على نحو 250 ألف دولار، كانت مخبأة وراء صينية من شرائح لحم الضأن.
وقال المتهمان اللذان كانا في أديلايد لمدة يومين فقط، إنهما كانا يخططان لتناول اللحم عندما يعودان إلى سنغافورة.
وكان المتهمان قالا في البداية للشرطة إنهما حصلا على النقود بعد لعب القمار، إلا أنهما تراجعا عن روايتهما في وقت لاحق، ورفضا أن يحددا كيفية حصولهما على النقود.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل أمس، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.