البنك الدولي يُخصِّص مائتي مليون دولار لإصلاح الطرق في لبنان

البنك الدولي يُخصِّص مائتي مليون دولار لإصلاح الطرق في لبنان
TT

البنك الدولي يُخصِّص مائتي مليون دولار لإصلاح الطرق في لبنان

البنك الدولي يُخصِّص مائتي مليون دولار لإصلاح الطرق في لبنان

خصَّصت مجموعة البنك الدولي مائتي مليون دولار لتطوير شبكة الطرق في لبنان، والتي تُشكّل خطرًا على السلامة العامة، وعائقًا أمام الإنماء المتوازن بين المدن والمناطق والريفية والنمو الاقتصادي المنصف. وسيُستخدَم هذا التمويل في إصلاح نحو 500 كيلومتر من الطرق في المرحلة الأولى من خطة حكومية أوسع لتجديد قطاع الطرق المتردّي في البلاد.
ويشتمل مشروع الطرقات والتوظيف، الذي وافق عليه يوم الاثنين مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، على منحة قيمتها 45 مليون دولار، من آلية التمويل المُيسَّر التي يديرها البنك. وهذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها لبنان على تمويل من الآلية التي أُنشِئت في عام 2016 لمساندة البلدان المتوسطة الدخل، التي كانت فيما مضى تتلقَّى تمويلا عاديا من البنك الدولي، لكنها تمر الآن بضغوط اجتماعية واقتصادية غير عادية.
ورأى فريد بلحاج، المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، أن مشروع التمويل «يهدف إلى مساعدة لبنان على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيه وللاجئين السوريين في البلاد». وقال إن «لبنان باستضافته اللاجئين يُقدِّم للمجتمع الدولي منفعة عامة عالمية، ويجب زيادة الدعم المالي الدولية لتضاهي سخاء هذا البلد وكرمه».
وأدى وجود أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري إلى نشوء ضغوط غير مسبوقة على مرافق البنية التحتية في لبنان، والتي كانت بالأصل منهكة بالفعل، كما أدّى هذا النزوح إلى توترات اجتماعية، وأحدث تغييرا في سوق العمل بزيادة الأيدي العاملة بنسبة 35 في المائة. وسوف تساعِد أعمال إصلاح الطرق في توفير مزيد من فرص العمل لذوي المهارات المحدودة.
وزير الأشغال العامة اللبناني السابق (وزير الزراعة الحالي) غازي زعيتر، أوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن مبلغ المائتي مليون دولار «مقدّم للبنان كقرض ميسر، بفائدة صفرية، وعلى مدى ثلاثين عامًا». وأكد أن وزارة الأشغال «أودعت البنك الدولي في العام الماضي كل الخرائط العائدة للطرق اللبنانية التي تحتاج إلى تأهيل وتطوير، خصوصًا تلك التي تخدم المناطق التي تستضيف لاجئين سوريين».
وقال زعيتر إن وزارة الأشغال: «أنجزت كل الدراسات الخاصة بهذه المشاريع»، مذكرًا بأن الأموال «ستسلم للدولة من ضمن اتفاقية قرض، وهي تحتاج إلى قانون يقرّه مجلس النواب»، مشيرًا إلى أن «كل ما يأتي من البنك الدولي هو عبارة عن قروض ميسرة، أما الهبات فتأتي فقط من أشقائنا العرب خصوصًا دول الخليج».
وقال زياد النكت، الخبير الأول في مجال النقل بالبنك الدولي: «لقد كان قطاع النقل فيما مضى مصدرًا رئيسيا للدخل للفقراء من اللبنانيين والسوريين، وما زال يلعب هذا الدور»، مؤكدًا أن «مشروع الطرقات والتوظيف سيُؤدِّي أيضا إلى تحسين نوعية وسلامة شبكة الطرق، لا سيما في المناطق الأقل نموا من البلاد، وتعزيز الترابط، وخفض تكلفة النقل، كما يساعد على تطوير الاقتصاد المحلي من خلال تحسين سبل الوصول إلى الأسواق والخدمات».
المرحلة الأولى لخطة البنك الدولي، لها أربعة أهداف رئيسية، الأول: إعادة تأهيل وصيانة شبكات الطرق القائمة، والثاني: تحسين أنظمة سلامة الطرق، والثالث: شراء معدات الطوارئ اللازمة لأشغال الطرق، والرابع: بناء القدرات لتحسين الإدارة والكفاءة في القطاع. وسيتضمَّن المشروع إجراء مسح لما يصل إلى ستة آلاف كيلومتر من الطرق الرئيسية والثانوية والفرعية لتحديد أيها أشد احتياجا إلى إعادة التأهيل.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).