الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال

أسبابه عضوية ونفسية وتوجهات نحو علاجه بجرعات بسيطة ولمدة محدودة

الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال
TT

الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال

الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال

تشير الإحصاءات العالمية إلى أن الضعف الجنسي يزيد مع تقدم العمر، وأنه يصيب نحو 5 في المائة ممن هم دون سن الأربعين، ونحو 15 في المائة إلى 25 في المائة ممن بلغوا الخامسة والستين، بالإضافة إلى 74 في المائة ممن كانت أعمارهم فوق الخامسة والسبعين.
التقت «صحتك» الأستاذ الدكتور شديد عاشور استشاري الضعف الجنسي وأمراض الذكورة بمستشفى عرفان بجدة وأستاذ طب الذكورة والتناسل بجامعة القاهرة، فأكد في البداية على أهمية أن نفهم ما هو الضعف الجنسي أو العجز الجنسي قبل الدخول إلى المسببات وطرق العلاج. يعرف الضعف الجنسي لدى الرجال بأنه عدم القدرة على الانتصاب بصفة كافية لأداء العملية الجنسية أو عدم القدرة على المحافظة على انتصاب كافٍ لإتمام هذه العملية.
وللعلم، فإن ما يوازي الضعف الجنسي عند المرأة هو عملية الإنزال المبكر لسائل المهبل (أو ما يسمى بعملية التليين) الذي يقل بصورة كبيرة عند النساء في حال تقدمهن في العمر، مثلهن في ذلك مثل الرجال، أو وجود اختلال في التوازن الهرموني.
* أسباب الضعف الجنسي
أوضح د. شديد عاشور أن من الممكن تقسيم أسباب الضعف الجنسي إلى: أسباب نفسية (45 في المائة) وأسباب عضوية (55 في المائة)، ولكن يجب أن نعي أن هذا التقسيم هو للبحث العلمي فقط لأن أسباب العجز الجنسي تكون، في الحقيقة، مزيجًا بين القسمين. ومن أهم الأمثلة على الأسباب النفسية هي الاكتئاب والقلق، وعدم الثقة بالنفس، بالإضافة إلى المفاهيم الخاطئة عن العلاقة الجنسية التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة نظرًا لتعدد مصادر هذه المعلومات من مواقع ومنتديات إلكترونية.
ومن أهم الأسباب العضوية: تصلب الشرايين الذي ينتج عنه قلة تدفق الدم للعضو الذكري وبالتالي يحدث الضعف في الانتصاب، مرض السكري الذي يؤدي إلى العجز الجنسي نتيجة لتصلب الشرايين أو تلف أعصاب العضو الذكري، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، وزيادة الوزن وكلها من مسببات تصلب الشرايين وعدم كفاءة الدورة الدموية. وكما ذكرنا ففي معظم الحالات يكون السبب خليطا من هذه العوامل مجتمعة إضافة إلى العامل النفسي. ويضيف د. عاشور أن هناك بعض الأدوية التي قد تؤدي أيضًا إلى ضعف الانتصاب مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية قرحة المعدة، وبعض أدوية الاضطرابات النفسية كالاكتئاب. وهناك سبب مهم آخر من أسباب الضعف الجنسي وهو نقص هرمون الذكورة الذي يحدث إما نتيجة تقدم العمر (بعد سن الأربعين) أو لأسباب مرضية كأورام الغدة النخامية أو تلف الخصيتين.
* طرق العلاج
أشار د. شديد عاشور إلى أن طرق علاج الضعف الجنسي مختلفة ومتعددة، وتنقسم إلى جراحية وغير جراحية.
- أولا: العلاج الجراحي، وهو إما أن يكون تعويضيًا بزرع جهاز انتصاب صناعي، أو تصليحيًا مثل ربط الأوردة لمنع تهريب الدم أثناء الانتصاب وإصلاح الشرايين التي يوجد بها انسداد أو استبدالها.
- ثانيا: العلاج غير الجراحي، أي الدوائي، مثل استخدام عدد من العقاقير الدوائية التي يتم صرفها من قبل الأطباء المتخصصين، علما بأن بعض العقاقير أحدثت ثورة في علاج مرضى الضعف الجنسي وتم التصريح باستخدامها منذ عام 1998، ويوجد الكثير منها مثل فياغرا (Sildenafil) وهو أول هذه المجموعة من العقاقير المكتشفة، وسياليس (tadalafil)، وليفترا (vardenafil)، وحديثا تم التصريح لمادة الـ«تادلافيل» للتصنيع تحت اسم «هيروكس» (herox) بجرعتين مختلفتين هما: جرعة 5 ملليغرامات البسيطة التي تُعطى كعلاج يومي لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور للقضاء على الضعف الجنسي عند الرجال، وجرعة 20 ملليغراما العادية التي تمنح فعالية تامة لثلاثة أيام.
* توجهات علاجية
أثبتت دراسات حديثة ومتعددة المصادر أن استخدام عقار التادالافيل 5 ملليغرامات بصورة يومية ومستمرة لمدة 12 أسبوعًا يفيد علاجيًا مرضى الضعف الجنسي على مختلف الدرجات، ومهما كانت المسببات وفي كل الأعمار. وجدير بالذكر أيضًا أن مرضي السكري بصفة خاصة، وهم من الحالات الدقيقة، استفادوا من هذا العلاج وتحسن أداؤهم بنسبة لا تقل عن 69 في المائة. هذا، إضافة إلى استفادة كبار السن من الرجال الذين يعانون من التضخم الحميد لغدة البروستاتا BPH من خلال تطبيق هذا النظام العلاجي. وقد جاء ذلك في نتائج الدراسة التي قامت بها مجموعة من الباحثين: إيجيردي وأوروباخ وروربورن (Egerdie RB، Auerbach S، Roehrborn CG، et al) والتي نشرت في مجلة الطب الجنسي (J Sex Med) عام 2012.
إن هذه الدراسات وغيرها أثبتت درجة من التفضيل لهذه الطريقة عن طريقة أخذ الدواء بصورة وقتية، ويعزى ذلك للثقة والاطمئنان عند استخدام هذه الطريقة.
* نصائح مهمة
تحدث إلى طبيبك ولا تشعر بالحرج من التحدث عن صحتك الجنسية، خصوصًا إذا كنت مصابًا بمرض السكري. والحديث المبكر إلى الطبيب يكون سببًا في علاج الحالة قبل أن تتدهور وقبل أن تسبب لك مشكلات حقيقية.
- اضبط مستوى السكر بدمك، لأن التحكم في مستوى السكر بالدم يمكن أن يمنع إصابة الأعصاب والأوعية الدموية بالخلل الذي يؤدي عادة إلى ضعف الانتصاب، واستعن في هذا بالطبيب.
- مارس الرياضة بانتظام حتى ولو لفترة وجيزة.
- ابتعد تمامًا عن التدخين، لأنه يتسبب في ضيق الأوعية الدموية مما يقود إلى انسدادها، فيحدث ضعف الانتصاب، ناهيك بأن التدخين يقلل أيضًا من مادة أكسيد النيتريك اللازمة لحدوث الانتصاب.
- إنقاص مقاس الخصر، فهو من مؤشرات نقص الهرمون الذكري لدى مرضى السكري من النوع الثاني ومقاومة الإنسولين، فمقاس الخصر أعلى من 102 سم هو أحد علامات الخطر.
- قلل من عوامل الخطر بالنسبة لأمراض القلب والدورة الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والكولسترول المرتفع.
- الابتعاد عن تناول الكحوليات لأنها تقود إلى الضعف الجنسي بتدمير جدران الأوعية الدموية.
- بعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة ومضادات الاكتئاب يمكن أن تتسبب في ضعف الانتصاب لدى من يتعاطونها، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المعالج لتعديلها أو استبدالها.
- اعرض نفسك على أخصائي أمراض الذكورة، لتقييم حالتك ومعرفة سببها وكيفية علاجها بأمان وفاعلية.
- لا تتناول أيًا من الأدوية المنشطة التي تعالج مشكلات ضعف الانتصاب دون استشارة الطبيب اختصاصي الأمراض التناسلية والجنسية والذكورة، فإن مرضى الشريان التاجي الذين يتناولون أدوية تحتوي على النيترات الموسعة للشرايين قد يتعرضون لمشكلات صحية بسبب هذه العقاقير، كما قد تتأثر بعض الحالات من اضطراب البصر بعد تعاطي هذه العقاقير دون إشراف طبي، وهنا قد يصف الطبيب علاجات أخرى أكثر تعقيدا ولكنها تكون مفيدة.
- احصل على قدر كافٍ من النوم والراحة، فقد أثبتت الأبحاث أن الذين يسهرون أو لا يحصلون على قدر كاف من النوم يكون لديهم مستويات مرتفعة من السكر عن غيرهم ممن يحصلون على قسط كاف من النوم.
- ابحث عن استشارة طبية نفسية لعلاج التوترات والقلق والاكتئاب الذي يمكن أن يكون السبب في ضعف الانتصاب، وقد يكون الخوف من هذه الحالة هو سبب تدهورها في بعض الأحيان.
وأخيرًا، يؤكد الدكتور شديد عاشور استشاري الضعف الجنسي وأمراض الذكورة، على أن أفضل علاج للضعف الجنسي هو علاج الأسباب إن وُجدت وشُخصت، وقبل ذلك بالوقاية من حدوثها، وذلك باتباع الإرشادات الطبية التي ترتكز على محاربة السمنة وممارسة الرياضة اليومية والإقلاع عن التدخين والاستشارة الطبية الدورية مع إجراء التحاليل اللازمة وفحص العيون والقدمين والساقين ووظيفة الكلى وضبط معدل السكر في الدم، خصوصًا الهيموجلوبين السكري التراكمي، وعلاج ارتفاع الضغط وفرط معدل الكوليسترول والشحيمات.



تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
TT

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ووُجد أن تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية، وخفض الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر.

تمَّت دراسة نحو 380 إسبانياً يعانون من زيادة الوزن، و«متلازمة التمثيل الغذائي» لمدة 3 سنوات، مع جمع البيانات حول صحتهم، وأوزانهم، وعادات تناول الإفطار.

و«متلازمة التمثيل الغذائي» هي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. علامات «متلازمة التمثيل الغذائي» هي السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وكثير من الدهون في الدم. ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 4 بريطانيين بالغين يعانون من هذه المتلازمة.

وجدت الدراسة الإسبانية أن وجبة إفطار كبيرة، تمثل بين 20 في المائة و30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، كانت أفضل للصحة من وجبة إفطار صغيرة، أو وجبة ضخمة، أو تخطيها بالكامل.

توصي إرشادات «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» بتناول 2000 سعر حراري يومياً للنساء و2500 للرجال. ويجب أن تمثل وجبة الإفطار رُبع هذا الرقم، كما أوصت الدراسة بنحو 500 سعرة حرارية للنساء و625 للرجال.

كان مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا وجبة إفطار بهذا الحجم كل صباح أقل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار، وكانت خصورهم أصغر بمقدار بوصة.

وكان الأشخاص الذين تناولوا وجبات إفطار كبيرة (أكثر من 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها) أكبر حجماً من أولئك الذين تخطوها تماماً.

وتضيف الدراسة مصداقية إلى المثل القديم القائل إن وجبة الإفطار من أهم الوجبات في اليوم. وتُظهر البيانات أنها خفَّضت الكوليسترول، بالإضافة إلى مساعدتها على تحسين كمية الدهون بالدم.

وقالت كارلا أليخاندرا بيريز فيجا، مؤلفة الدراسة، من معهد أبحاث مستشفى ديل مار في برشلونة، لصحيفة «التليغراف»: «لقد ركّزنا حصرياً على تحليل وجبة الإفطار، لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن وجبة الإفطار أكثر أهمية من الوجبات الأخرى».

وأضافت: «لكنها دون شك وجبة مهمة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في كسر فترة الصيام الطويلة؛ بسبب النوم. في دراستنا، تم تضمين الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار في المجموعة التي استهلكت طاقة أقل من 20 - 30 في المائة الموصى بها من المدخول اليومي».

وأضافت: «أظهر هؤلاء الأفراد زيادة أكثر بالوزن بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبة إفطار معتدلة وعالية الجودة. تشير الأدلة السابقة، بالإضافة إلى النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول وجبة إفطار صحية منتظمة قد يدعم التحكم في الوزن».