اضطرابات التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة

الملايين يعانون من مشكلات النطق واللغة والسمع في العالم

اضطرابات التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة
TT

اضطرابات التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة

اضطرابات التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة

يحتفل العالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وتستمر الفعاليات طوال هذا الشهر. وتقيم منظمة الأمم المتحدة هذه المناسبة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة حول العالم، وذلك بزيادة الوعي للمشكلات المختلفة التي يواجهونها، كما تهدف إلى زيادة فهم احتياجاتهم وقضاياهم باختلاف فئاتهم. وتجدر الإشارة إلى أن احتفاليات هذا العام تأتي متزامنة مع الذكري السنوية العاشرة لاعتماد المعاهدة الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي تعتبر من أكثر المعاهدات انتشارًا وقبولاً في تاريخ المعاهدات الدولية.

الإعاقة عالميا ومحليا

وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإعاقة التي يعاني منها أطفال العالم تتعدى الـ10 - 15 في المائة، وهم يعانون من إعاقات مختلفة تؤثر سلبًا في حياتهم وطريقة تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم. أما بالنسبة للدول النامية ومجتمعاتنا العربية فقد دلت البحوث والتقارير الدولية على أن نسبة الإعاقات المختلفة بين الأطفال قد تفوق النسبة التي ذكرتها منظمة الصحة العالمية بكثير.
وتشير إحدى الدراسات المحلية التي أجريت لتحديد حجم الإعاقة في السعودية إلى أن الإعاقة الجسدية تشكل 33.6 في المائة من حجم الإعاقات في المملكة، والإعاقات السمعية 10.7 في المائة، والنظرية 29.9 في المائة. وتبلغ إعاقات النمو والتخاطب 13.4 في المائة والإعاقات العقلية 9.7 في المائة من إجمالي حجم الإعاقات بالمملكة.

عوامل الإصابة

وأهم الأسباب والعوامل التي تكمن وراء الإصابة بالإعاقات، هي:
> عوامل حيوية مرتبطة بالجوانب الصحية، تنتج عادة عن تعرض الطفل للأمراض المختلفة ابتداء من كونه جنينًا وبعد ولادته، ومنها أمراض سوء التغذية، الأمراض المعدية، اضطرابات التمثيل الغذائي، والأمراض الوراثية وغيرها مما يؤثر في صحة الطفل.
• عوامل بيئية مرتبطة بالحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وبالممارسات المتبعة في بيئة الطفل مثل التلوث البيئي، سوء المسكن، وانخفاض المستوى الاجتماعي للأسرة بشكل عام.
> الحوادث، وهي قد تكون بسبب الإهمال المقصود أو غير المقصود، أو نقص الوعي في البيئة كحوادث السير وحوادث المنزل وحوادث العنف ضد الأطفال.
وتكمن الوقاية في منع مسببات الحوادث والإصابات المؤدية إلى حدوث الخلل ومن ثم الإعاقة بأحد أشكالها، بهدف الحفاظ على سلامة الشخص في حيز بيئته من التعرض لعوامل الإصابة، من خلال الكشف عن الإصابة حال وقوعها والتدخل المبكر لها لمنع مضاعفاتها أو تطورها إلى حالة عجز تعوق الفرد من التفاعل المثمر مع بيئته، وكذلك خلق توافق وتكيف نفسي للفرد ذي الإعاقة مع البيئة المحيطة به، وتقديم البرامج المناسبة والمتكاملة للتدريب والتعليم، وزيادة الوعي من خلال وسائل الإعلام الموجهة لأفراد المجتمع بجميع شرائحه، والعمل على وضع التشريعات والقوانين التي تضمن حق الأفراد في العلاج والتعليم والتأهيل.

اضطرابات التواصل

وعلى الرغم من تنوع الاضطرابات والإعاقات المختلفة، فإن اضطرابات التواصل تظل علي قائمة المشكلات الأكثر تأثيرا على حياة الأفراد وأسرهم وكل من يتعاملون معهم، وسوف نتناول هذه الاضطرابات بشيء من التفصيل كمثال على الإعاقات الشائعة.
وأوضح الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري استشاري علاج أمراض النطق واللغة ويشغل حاليا منصب رئيس قسم اضطرابات التواصل بمجمع عيادات العناية النفسية بالرياض، أن مهارات الكلام واللغة هي من أهم ما يميزنا عن باقي المخلوقات، وأن أقل مشكلة علي مستوى التواصل حتى ولو كانت فقدانًا مؤقتًا للصوت ليوم أو يومين بعد الإصابة بنزلة برد قد يولد قدرا كبيرا من الإحباط للشخص ومَن حوله.
وفي ضوء ما أقرته الجمعية الأميركية للنطق واللغة والسمع ((ASHA 2012 حول مدى انتشار اضطرابات التواصل فإن 40 مليون شخص داخل الولايات المتحدة يعانون من صعوبات على مستوى أو أكثر من اضطرابات النطق واللغة والسمع والبلع المختلفة، وهو ما أظهرت الإحصائيات أنه يتطلب إنفاق ما بين 154 و186 مليار دولار سنويا.
وبالنسبة للعالم العربي توجد بعض الدراسات المصرية والسعودية والأردنية ولكن يعيبها صغر حجم العينات المتضمنة في هذه الدراسات، كما أن هذه البحوث تفتقر للتوزيع الجغرافي والتمثيل الكافي لكل الفئات العمرية، مما يقلل من إمكانية تعميم النتائج، إذ إن مثل هذه البحوث تحتاج لقواعد بيانات طبية ضخمة وهو ما نتمنى وجوده في المستقبل القريب.
وقد لخصت الجمعية الأميركية النتائج التالية اعتمادًا على بحوث قامت بها فرق بحثية في العقد الأخير لمدي انتشار بعض اضطرابات النطق واللغة داخل الولايات المتحدة الأميركية، كما يلي:
> اضطرابات الكلام: يعاني 7.5 مليون شخص من مشكلات الصوت، و3 ملايين شخص من التلعثم، و5 في المائة من أطفال الصف الأول من اضطرابات النطق.
> اضطرابات اللغة: يعاني 6 إلى 8 ملايين شخص من اضطراب اللغة على مستوى واحد أو أكثر، ومليون شخص علي الأقل من فقد اللغة (Aphasia).
> مشكلات السمع. 31.5 مليون شخص يعانون من ضعف السمع وتبعا للإحصائيات فإن 47 في المائة منهم لا يتلقون العلاج المناسب، و1 من 5 أميركيين يعانون من ضعف سمع أذن واحدة على الأقل، و26 مليون في المعدل العمري 20 - 29 سنة يعانون من ضعف سمع على الترددات العالية نتيجة التعرض للضوضاء والأصوات العالية لفترات طويلة.
> اضطرابات البلع: 1 من كل 25 شخصًا بالغًا في الولايات المتحدة يعاني من أحد اضطرابات البلع، و25 - 45 في المائة من الأطفال ذوي النمو الطبيعي يعانون من مشكلات بسيطة على مستوى البلع، و30 - 80 في المائة من الأطفال المصابين بالاضطرابات النمائية يعانون من مشكلات من بسيطة إلى شديدة في البلع، و3 - 10 في المائة من الأطفال الخدج والمصابين بإعاقات حركية مصابون باضطرابات شديدة في البلع.

دور اختصاصي النطق

يعتقد البعض أن دور اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة يتركز على تصحيح عيوب النطق، وهذا الاعتقاد لا يطابق الواقع بأية حال؛ إذ إن دور اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة يتعدى ذلك بكثير، ولكن الأمر قد يلتبس على البعض حتى من طبيعة «المسمى المهني»، ولكن المقصود بكلمة «نطق» في «مسمى اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة» هو مستوى الكلام وما يتضمنه من اضطرابات الطلاقة والصوت والتنغيم بالإضافة لمشكلات النطق. ومن الطريف تاريخيا أن الاسم الأول للجمعية الأميركية للنطق واللغة والسمع عند إنشائها في عام 1925 كان الأكاديمية الأميركية لمصححي النطق (American Academy of Speech Correction) ثم تغير بعد ذلك للتسمية الحالية. ومن الجدير بالذكر أنها بدأت بـ25 عضوا ثم تنامى العدد حتى وصل إلى 186 ألف عضو معتمد في عام 2016 وهو ما يعكس التطور الهائل الذي طرأ على مجال علاج أمراض النطق واللغة.
أما الحالات التي تحتاج لخدمات اختصاصي علاج النطق واللغة فهي:
- الإحالة المباشرة من المريض نفسه أو أحد أفراد العائلة أو متخصصين مثل (الأطباء بمختلف تخصصاتهم، اختصاصي السمعيات، المعلمين، الفرق المتعددة التخصصات) بهدف التأكد من وجود صعوبات على مستوى البلع أو الكلام أو اللغة.
- عدم اجتياز اختبارات المسح الأولي لوظائف التواصل والبلع.
- صعوبة التواصل بشكل فعال.
- عدم قدرة الشخص على البلع والمحافظة على المستويات اللازمة من التغذية وكمية السوائل لاستمرار الحياة بشكل آمن من ناحية التغذية والجانب الصحي.
- عدم توافق المهارات التواصلية للشخص مع من يتماثلون معه في السن والجنس والخلفية الثقافية واللغوية.
- رغبة المريض وأسرته في تطوير أو الحفاظ على القدرات التواصلية.
وتبعا لتعريف الجمعية الأميركية للنطق والسمع فإن اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة المؤهل هو الوحيد المنوط بتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية لاضطرابات الكلام واللغة والبلع التي قد تنتج عن الإصابة بحوادث أو أمراض أو عيوب وراثية أو حالات اضطراب نمائي وكونه قادرا على العمل بشكل مستقل، لأنه يملك من التدريب والخبرة والتخصص ما يؤهله لتقديم الخدمات التقييمية والعلاجية للمرضى بالشكل والطريقة التي تُسهِم في علاجهم وتأهيلهم بل ويكون مصدرا لتدريب المتخصصين على اختلاف تسمياتهم (أطباء الأطفال، الأطباء النفسيين، أطباء الأنف والأذن والحنجرة، أطباء الأعصاب، الاختصاصيين النفسيين، اختصاصيي العلاج الوظيفي وغيرهم) بطبيعة الإجراءات العلاجية والدور المتوقع منهم لدعم هذه الإجراءات تبعًا لاحتياج كل حالة ويجب توضيح أن اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة قد يكون ضمن فريق متعدد التخصصات.
وعليه، فإنه من المستحيل أن يقدم شخص غير مؤهل خدمات فاعلة للمرضي في مجال اضطرابات النطق واللغة والسمع والبلع. ويوصي الدكتور الدكروري بضرورة البدء فورا في عمل التشريعات اللازمة لحماية المرضى من الاحتيال وتضليلهم وضياع الوقت الثمين الذي يمثل أهم العناصر في برامج التدخل المبكر الفاعلة لمساعدة المرضي وذويهم للوصول للشفاء أو تحسين نمط حياتهم.



لماذا تُشكل الصراصير خطراً على صحتك؟

الصراصير لا تعض البشر عادةً حيث انها لا تتغذى على دم الإنسان (رويترز)
الصراصير لا تعض البشر عادةً حيث انها لا تتغذى على دم الإنسان (رويترز)
TT

لماذا تُشكل الصراصير خطراً على صحتك؟

الصراصير لا تعض البشر عادةً حيث انها لا تتغذى على دم الإنسان (رويترز)
الصراصير لا تعض البشر عادةً حيث انها لا تتغذى على دم الإنسان (رويترز)

من المعروف أن الصراصير آفات شائعة في المنازل والمدارس وأماكن العمل، ولكن مجرد شيوعها لا يعني أنها غير ضارة. تنشر الصراصير أمراضاً، مثل السالمونيلا التي قد تسبّب التسمم الغذائي. تُعتبر الصراصير مصدراً للحساسية الداخلية لدى الكثيرين، كما أنها قد تُشكل خطراً على مرضى الربو، وفقاً لموقع «هيلث».

هل يمكن أن يعضك صرصور؟

على عكس الآفات الشائعة الأخرى، مثل العناكب والقراد، لا تعض الصراصير البشر عادة. فهي لا تتغذى على دم الإنسان، وعادة ما تحاول تجنب الناس. ليس من المستحيل التعرض للدغة صرصور، خصوصاً في حالات الإصابة الشديدة، غير أنه أمر نادر الحدوث.

تُشكل الصراصير مخاطر صحية بطريقتين رئيسيتين:

- تُسبب تساقطات جلدها، وفضلاتها، وبيضها، ولعابها الحساسية والربو.

- تحمل وتنشر البكتيريا التي قد تُلوث الأسطح والطعام.

كيف يمكن أن تُسبب الصراصير الأمراض؟

تحمل الصراصير العديد من الجراثيم على أجسامها، وتنشرها أثناء تنقلها، تاركة إياها في فضلاتها.

يزداد الأمر خطورة عندما تلامس البكتيريا التي تحملها الصراصير الأسطح التي تستخدمها بانتظام لإعداد الطعام، أو حتى الطعام نفسه. من المعروف أن العديد من سلالات البكتيريا التي تحملها الصراصير تُسبب أمراضاً منقولة بالغذاء.

تشمل هذه البكتيريا:

السالمونيلا: هناك عدة أنواع من بكتيريا السالمونيلا، التي عادة ما تُسبب الإسهال، وتقلصات المعدة، والغثيان، والقيء. يُمكن الإصابة بعدوى السالمونيلا من تناول أو شرب طعام ملوث.

الشيجلا: تُسبب هذه العدوى الإسهال، والحمى، وتقلصات المعدة. يُمكن الإصابة بالشيجلا من تناول أو شرب طعام ملوث، أو من خلال الاتصال الوثيق بشخص مُصاب.

المكورات العنقودية الذهبية: تُنتج هذه السلالة البكتيرية، التي غالباً ما توجد على الجلد، سموماً يُمكن أن تُسبب التسمم الغذائي لدى الأشخاص الذين يتناولون طعاماً ملوثاً. تشمل الأعراض الغثيان والقيء والإسهال وتقلصات المعدة.

الإشريكية القولونية (E. coli): هناك سلالات عديدة من الإشريكية القولونية. بعضها غير ضار، لكن بعضها الآخر يسبب المرض. يمكن أن تسبب عدوى الإشريكية القولونية إسهالاً شديداً وقيئاً وحمى وتقلصات في المعدة.

الصراصير والحساسية

يعاني الأشخاص المصابون بحساسية الصراصير من رد فعل مناعي تجاه البروتينات الموجودة في أجسام الصراصير وعلى سطحها.

يمكن أن يحدث هذا التفاعل بعد ملامسة أي جزء من أجسامهم أو فضلاتهم أو لعابهم، بما في ذلك استنشاق جزيئات غير مرئية تحتوي على هذه البروتينات في الهواء أو على الأسطح. الصراصير الحية والميتة تُسبب أعراض حساسية.

تشمل أعراض حساسية الصراصير ما يلي:

- طفحاً جلدياً

- حكة

- احتقاناً

- دموعاً أو حكة في العينين

- سيلان الأنف

- عطساً

- سعالاً

قد تكون حساسية الصراصير خطيرة للأشخاص المصابين بالربو؛ حيث تُسبب صعوبات في التنفس وضيقاً في الصدر.

تقليل مسببات حساسية الصراصير

أفضل طريقة لتقليل مسببات حساسية الصراصير هي إبعادها عن بيئتك. إذا لم يكن ذلك ممكناً، يمكنك الحد من آثارها على صحتك باتباع هذه الاستراتيجيات:

- شغّل جهاز ترطيب للحفاظ على رطوبة داخلية تتراوح بين 30 و50 في المائة.

- ضع أغطية مضادة للحساسية على الفراش والوسائد.

- اغسل أغطية السرير مرة واحدة أسبوعياً بالماء الساخن.

- تخلص من السجاد والأقمشة الأخرى (مثل الستائر) التي تجمع بروتينات الصراصير.


دراسة: التغيير في حاسة معيّنة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب

أمراض القلب التي تشمل حالات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية تميل إلى إصابة كبار السن (رويترز)
أمراض القلب التي تشمل حالات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية تميل إلى إصابة كبار السن (رويترز)
TT

دراسة: التغيير في حاسة معيّنة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب

أمراض القلب التي تشمل حالات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية تميل إلى إصابة كبار السن (رويترز)
أمراض القلب التي تشمل حالات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية تميل إلى إصابة كبار السن (رويترز)

لطالما رُبط فقدان السمع بارتفاع احتمال الإصابة بالخرف، لكن فقدان حاسة أخرى من حواسك الخمس قد يُشير أيضاً إلى مشاكل صحية خطيرة.

أظهرت دراسة جديدة أن أي تغيير ملحوظ مع التقدم في السن قد يُشير إلى خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب في المستقبل، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وتوصل بحث حديث أُجري على أكثر من 5 آلاف شخص من كبار السن إلى أن ضعف حاسة الشم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب في غضون أربع سنوات.

هناك تفسير بسيط لكيفية قدرة هذه الحاسة على التنبؤ بالمشاكل الصحية المستقبلية، وفقاً لأحد الخبراء الطبيين.

قال الدكتور نيل شاه، أخصائي أمراض القلب في «نورثويل هيلث» بالولايات المتحدة، والذي لم يشارك في الدراسة الأصلية: «حاسة الشم... مرتبطة جزئياً بتدفق الدم إلى تلك المناطق من الأنف».

وأضاف: «لكي تعمل هذه الحواس بشكل صحيح، يجب أن يكون هناك تدفق دم جيد وإمداد دموي لتلك المناطق، على غرار الأمراض التي قد تصيب الشرايين التاجية أو شرايين القلب».

تميل أمراض القلب، التي تشمل حالات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى إصابة كبار السن. لكن أي شخص يدخن، أو يعاني من ارتفاع الكولسترول أو ضغط الدم، أو يمارس عادات نمط حياة غير صحية أخرى، قد يكون معرضاً للخطر.

مع ذلك، ينصح الطبيب الشباب بعدم الاستعجال في استنتاج أن قلوبهم تعاني من مشاكل إذا لم يتمكنوا من تمييز روائح معينة.

وقال: «الجانب الآخر الذي تجب مراعاته هو أن الدراسة اقتصرت على كبار السن. قد يكون هناك تداخل كبير مع صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام... سواء كان هناك تدهور عصبي يؤدي إلى فقدان حاسة الشم لديهم وصحة القلب والأوعية الدموية».

مع ذلك، تثير الدراسة المزيد من التساؤلات حول العلاقة بين فقدان القدرة على استشعار الروائح وأمراض القلب.

وأوضح شاه: «من الصعب في ظل هذه الدراسة تحديد ما إذا كان مرض القلب والأوعية الدموية هو الذي أدى إلى ظهور مشاكل الشم أولاً، أم أن هناك سبباً آخر، وهل فقدان حاسة الشم جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، أو أنه يؤدي إلى تفاقم عوامل الخطر التي يمكن أن تؤثر على نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية؟». لكن بغض النظر عن ترتيب ظهور الأعراض، يشير البحث المنشور في مجلة «JAMA» إلى إمكانية استخدام اختبار شم بسيط كعلامة إنذار مبكرة لتحديد كبار السن الذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وتابع الطبيب: «على أي حال، سيكون إجراء المزيد من الدراسات أمراً بالغ الأهمية. إن ضمان تواصل المرضى مع فريق الرعاية الصحية الخاص بهم لتقييم المخاطر بشكل أفضل هو في الواقع الطريقة التي ستؤثر بها هذه الدراسة على رعاية المرضى».


دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

مرض الكلى المزمن يُعدّ من أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة لدى مرضى السكري من النوع الأول (جامعة ميامي)
مرض الكلى المزمن يُعدّ من أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة لدى مرضى السكري من النوع الأول (جامعة ميامي)
TT

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

مرض الكلى المزمن يُعدّ من أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة لدى مرضى السكري من النوع الأول (جامعة ميامي)
مرض الكلى المزمن يُعدّ من أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة لدى مرضى السكري من النوع الأول (جامعة ميامي)

أظهرت دراسة دولية واسعة، قادها باحثون من المركز الطبي بجامعة خرونينغن الهولندية، أن دواءً جديداً حقق نتائج واعدة في حماية الكلى لدى مرضى السكري من النوع الأول المصابين بمرض كلوي مزمن.

وأوضح الباحثون أن الدواء الذي يُعرف باسم «فينيرينون» (Finerenone) يمثّل أول اكتشاف دوائي فعّال وآمن منذ ثلاثة عقود لمرضى السكري من النوع الأول المصابين بأمراض الكلى، وعُرضت النتائج، الخميس، خلال المؤتمر السنوي لجمعية الكلى الأميركية المنعقد في مدينة هيوستن الأميركية.

ويُعدّ السكري من النوع الأول أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستويات السكر في الدم.

ويُعدّ مرض الكلى المزمن من أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة لدى هذه الفئة من المرضى، إذ يُصاب به نحو 30 إلى 40 في المائة منهم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى تلف الأوعية الدقيقة داخل الكلى، مما يسبب فقدان البروتين في البول، ثم تراجعاً تدريجياً في وظيفة الكلى قد ينتهي بالفشل الكلوي والحاجة إلى الغسل أو الزراعة.

كما يرتبط هذا المرض بزيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة، مما يجعل الوقاية المبكرة وحماية الكلى أولوية قصوى في إدارة هذا المرض المزمن.

وشملت الدراسة 242 مريضاً من 82 مستشفى في 9 دول عبر آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وبيّنت النتائج أن الدواء آمن ومتحمَّل جيداً من قِبل المرضى، باستثناء ارتفاع طفيف في مستوى البوتاسيوم بالدم، وهو عرض جانبي متوقع ويمكن مراقبته طبياً.

وكشفت النتائج عن أن الدواء أسهم في خفض كمية البروتين المطروحة في البول بنسبة تصل إلى 25 في المائة خلال فترة متابعة استمرت ستة أشهر، وهو ما يُعد مؤشراً مهماً على تحسّن وظائف الكلى وانخفاض درجة التلف فيها.

ووفق الدراسة، يعمل الدواء الجديد على تثبيط مستقبلات هرمون «الألدوستيرون» الذي تنتجه الغدة الكظرية لتنظيم توازن الأملاح والماء وضغط الدم. وتُظهر البيانات أن هذا التثبيط يحدّ من الالتهاب والتليف في أنسجة الكلى، مما يُبطئ من تدهور وظيفتها بمرور الوقت.

ووفق الفريق، فإن خفض فقدان البروتين في البول يمثّل أفضل مؤشر مبكر لحماية الكلى، إذ إن مؤشرات التلف التقليدية، مثل الحاجة للغسل الكلوي أو زرع الكلى، تظهر في مراحل متقدمة وتتطلب سنوات من المتابعة.

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُعد أول تقدم حقيقي منذ أكثر من 30 عاماً في علاج أمراض الكلى لدى مرضى السكري من النوع الأول، بعدما ظلت العلاجات تعتمد فقط على أدوية خفض ضغط الدم التقليدية.

وأضاف الباحثون أن النتائج تمنح أملاً جديداً لمرضى السكري من النوع الأول، وتشجّع على توسيع نطاق الأبحاث لتقييم أدوية جديدة يمكن أن تحمي الكلى والقلب لدى هذه الفئة المعرضة لمضاعفات خطيرة.