تراجع مخاطر الجنيه المصري يدعم تغطية السندات الدولية

تُطرح في يناير بقيمة 3 مليارات دولار

تراجع مخاطر الجنيه المصري يدعم تغطية السندات الدولية
TT

تراجع مخاطر الجنيه المصري يدعم تغطية السندات الدولية

تراجع مخاطر الجنيه المصري يدعم تغطية السندات الدولية

تعوّل مصر على قيمة السندات الدولية التي تعتزم طرحها في الأسواق منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، بقيمة 2.5 - 3 مليارات دولار، لسد فجوة العجز في العملة الأميركية رغم «تعويم» الجنيه، وسط توقعات بنجاح تغطية الطرح بعد الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها القاهرة وأثنى عليها المجتمع الدولي.
ورغم تراجع استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية المصرية، بعد ثورة يناير عام 2011، نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن منحنى الاستثمار في أدوات الدين بدأ يستعيد عافيته خلال الفترة التي أعقبت تعويم الجنيه الشهر الماضي، وهو ما ظهر في آخر عطاء طرحه البنك المركزي المصري نيابة عن وزارة المالية، ليعود متوسط عائد سندات 5 و10 سنوات، لمستويات ما قبل التعويم. (انخفض العائد بمعدلات تراوحت بين 363 و373 نقطة).
وهبط العائد على سندات 5 سنوات لأقل مستوى له منذ أغسطس (آب) الماضي، مسجلاً 16.81 في المائة، كما انخفض متوسط عائد سندات 10 سنوات لأدنى مستوى له خلال 9 أشهر عند 16.95 في المائة.
كان بنك «أوف أميركا ميريل لينش» قد أوصى المستثمرين بشراء أذون الخزانة المصرية أجل 6 أشهر من دون التحوط لها، بيد أن المستثمرين الأجانب الذي انسحبوا من سوق أذون الخزانة المصرية، منذ عام 2011، مما قلص استثماراتهم إلى 50 مليون دولار، سيبدأون في ضخ استثماراتهم من جديد، وقد تصل إلى 10 مليارات دولار.
وبدأ بالفعل صندوق التحوط البريطاني «GAM»، العودة إلى سوق الديون المصرية المحلية قصيرة الأجل (3 و6 أشهر). وأكدت دينيس برايم، مديرة الاستثمارات النقدية في الصندوق، أنها استثمرت الأسبوع قبل الماضي، في أذون الخزانة المصرية لأول مرة منذ عام 2008، وذلك بعد تلاشي مخاطر أسعار الصرف بعد تعويم الجنيه.
وقرر البنك المركزي المصري تعويم الجنيه، في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ورفع أسعار الفائدة بواقع 300 نقطة أساس لاستعادة التوازن بأسواق العملة، كما أعاد العمل بسوق العملة فيما بين البنوك، وذلك بعد معاناة البلاد من شح في الدولار، نتيجة تراجع إيرادات السياحة والاستثمارات الأجنبية وإيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج، الموارد الرئيسية للعملة الأجنبية في مصر؛ مما أدى إلى اكتنازها من جانب البعض للاستفادة من فروق الأسعار بين السوق الموازية والرسمية.
ووافق صندوق النقد الدولي في النصف الأول من الشهر الحالي، على اتفاق قرض لمصر بقيمة 12 مليار دولار مدته ثلاث سنوات من أجل دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد، بمعدل فائدة تبلغ 1.55 - 1.65 في المائة سنويًا، وسيتم سداده على 10 سنوات بعد فترة سماح أربع سنوات ونصف السنة.
كان وزير المالية المصري عمرو الجارحي قال، أول من أمس، إن الدولة تتجه لطرح سندات دولارية بقيمة تتراوح من 2.5 إلى 3 مليارات دولار في الأسواق العالمية خلال النصف الأول من يناير المقبل، وهو ما يعد تأجيلاً ثانيًا نتيجة التقلبات في الأسواق المالية وانتظار اجتماع المجلس الفيدرالي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في ديسمبر (كانون الأول) المقرر فيه رفع أسعار الفائدة على الدولار.
وتوقعت سارة سعادة، محلل أول الاقتصاد الكلي بإدارة البحوث بشركة «إتش سي» للأوراق المالية والاستثمار: «نجاح طرح السندات الدولية المصرية، في ضوء الإصلاحات الاقتصادية التي قللت معها مصر درجة المخاطر للمستثمر الدولي». مشيرة إلى أن الوضع كان ليختلف قبل الإصلاحات الأخيرة.
وأشارت سعادة خلال لقائها مجموعة من الصحافيين في القاهرة، إلى تعديل نظرة مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني، للديون الحكومية المصرية، من سلبية إلى مستقرة، محذرة من ارتفاع معدل التضخم.
وذكر وزير المالية المصري عمرو الجارحي أن الحكومة تسعى إلى تحقيق خفض تدريجي لمعدل التضخم من 13.6 في المائة حاليًا إلى 10 في المائة بحلول منتصف العام المقبل، مع بدء دخول الاستثمارات الأجنبية وانخفاض العجز في الميزانية.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).