صندوق استثماري سعودي يستحوذ على حصة في «الشرقية الطبية» بالإمارات

«جدوى للاستثمار» تتطلع لتنفيذ استراتيجية النمو والتوسع في المنطقة

صندوق استثماري سعودي يستحوذ على حصة في «الشرقية الطبية» بالإمارات
TT

صندوق استثماري سعودي يستحوذ على حصة في «الشرقية الطبية» بالإمارات

صندوق استثماري سعودي يستحوذ على حصة في «الشرقية الطبية» بالإمارات

أعلنت شركة جدوى للاستثمار أمس عن استحواذ صندوق «جدوى للفرص الطبية 2» التابع لها، على حصة تبلغ 42.1 في المائة في مجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية الإماراتية، والتي تعمل في قطاع الرعاية الصحية المتكاملة للنساء والأطفال، وتتخذ من الإمارات مقرًا لها.
وقال طارق السديري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة جدوى للاستثمار: «نعتقد أن الطلب المتزايد على الخدمات الصحية المتخصصة في منطقة الخليج سيمنح المجموعة مجالاً كبيرًا للنمو في السنوات المقبلة، كما سيمكّن الفريق الإداري ذو الكفاءة العالية المجموعة من مواصلة النمو والحفاظ على مركزها القيادي وكذلك قيامها بتوسعة أعمالها في المنطقة».
من جهته قال سعد السيف رئيس الملكية الخاصة والمصرفية الاستثمارية في جدوى للاستثمار: «يسعدنا إطلاق صندوق الملكية الخاصة الثاني لجدوى في قطاع الرعاية الصحية، والذي نتطلع من خلاله إلى العمل عن قرب مع شركائنا في مجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية لتطوير وتنفيذ استراتيجية النمو للمجموعة في المملكة بشكلٍ خاص والمنطقة بشكل عام».
وأوضح محمد الشرفا الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية أن «وجود شركة جدوى للاستثمار ممثلة في صندوق جدوى للفرص الطبية 2، سيسهم في نجاح استراتيجية المجموعة التوسعية المستقبلية، حيث إننا عازمون على الاستفادة من خبرات جدوى في مجالات تطوير الاستراتيجية والإدارة المالية والحوكمة وتطوير الأعمال، بالإضافة إلى العمل مع جدوى على توسعة أنشطة المجموعة في المملكة والمنطقة في مجال الخدمات الصحية المتخصصة».
ويمثل الاستثمار في مجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية، الاستثمار العاشر لشركة جدوى في مجال الملكية الخاصة، ويأتي بعد سلسلة من الاستحواذات للشركة، حيث استحوذ صندوق جدوى لفرص التكرير في 2015 على حصة في مجموعة تروترز، وفي العام نفسه استحوذ صندوق جدوى للفرص الميكانيكية على حصة أكثرية في الشركة السعودية للصناعات الميكانيكية التي تتخذ من الرياض مقرًا لها، كما نفذت جدوى حتى الآن عدة استثمارات في مجال الملكية الخاصة بقيمة تتجاوز 5.4 مليار ريال (1.44 مليار دولار)، ضمن قطاعات التصنيع وإدارة النفايات الصناعية والرعاية الصحية والضيافة والترفيه والأغذية والمشروبات ومواد البناء والإلكترونيات الاستهلاكية والنفط وزيوت التشحيم.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.