الحزب سيكون برامجيا مدنيا تشاركيا غير آيديولوجي يستوعب كل من يرغب في العمل السياسي الوطني

الأردن: تأسيس حزب سياسي باسم «الشراكة والإنقاذ» بقيادة المراقب العام السابق لـ«الإخوان» سالم الفلاحات

الحزب سيكون برامجيا مدنيا تشاركيا غير آيديولوجي يستوعب كل من يرغب في العمل السياسي الوطني
TT

الحزب سيكون برامجيا مدنيا تشاركيا غير آيديولوجي يستوعب كل من يرغب في العمل السياسي الوطني

الحزب سيكون برامجيا مدنيا تشاركيا غير آيديولوجي يستوعب كل من يرغب في العمل السياسي الوطني

قدمت مجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وقيادات مستقلة من حزب جبهة العمل الإسلامي، إخطارا إلى وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية لتأسيس حزب سياسي، يضم أعضاء مبادرة ما عرف بـ«الشراكة والإنقاذ» بقيادة المراقب العام السابق لـ«الإخوان» سالم الفلاحات.
وقال الفلاحات، للصحافيين إن النقاش حول تأسيس الحزب استغرق عدة أشهر، وتم التوافق على تأسيس إطار أوسع من مبادرة الشراكة والإنقاذ، يضم عددا من الشخصيات السياسية والوطنية، مؤكدا أن الحزب الجديد «لا علاقة له بالخلافات السابقة مع حزب جبهة العمل الإسلامي»، التي كان استقال على أثرها نحو 400 من أعضاء الحزب في نهاية العام الماضي.
وأشار الفلاحات أن الحزب سيكون برامجيا مدنيا تشاركيا غير آيديولوجي بل يحترم مختلف الآيديولوجيات ويستوعب كل أردني يرغب في العمل السياسي الوطني، وهو لا يمثل هيئة ولا مجموعة بعينها ولا تكتلا.
وأكد الفلاحات، أن الحزب «سيحترم الخلفية الفكرية للحزب السابق»، في إشارة منه إلى حزب جبهة العمل الإسلامي موضحا أن الحزب الجديد سيسير نفسه ويحترم قراراته من داخله، وتوجهه العام أن يستوعب جميع الأردنيين بغض النظر عن الاتجاه شريطة أن لا يكون لديه حساسية من الإسلام، ولا من العروبة ولا يحكم أي فكر أو آيديولوجيا إسلامية أو عروبية.. ليس حزبا آيديولوجيا بأي اتجاه.
وشدد الفلاحات على أن الحزب الجديد، الذي سيستغرق تأسيسه بموجب قانون الأحزاب عاما لاستكمال أنشطته التحضيرية، لا صلة له بالخلافات بين مؤسسيه وحزب جبهة العمل الإسلامي، وقال: «ليس له علاقة بهذا الموضوع هذا تطور بالتفكير السياسي الحزبي الأردني بعد كل التجارب الطويلة.. فلا بد من التفكير بحزب سياسي تحترم فيه الآيديولوجيا لكن لا تتحكم في مسيرته».
ويضم الإطار الجديد في حال بلورته عدة شخصيات بارزة من بينها الخبير الدستوري محمد الحموري، وشخصيات وطنية غير حزبية أخرى، وكذلك نائب المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبد الحميد القضاة وغيرهم.
ويأتي تقديم الإشعار بموجب المادة 7 من قانون الأحزاب السياسية النافذ، الذي يمنح 5 من الأردنيين على الأقل الراغبين في تأسيس حزب إخطار رئيس لجنة شؤون الأحزاب خطيا بتلك الرغبة على أن يبين الإخطار المبادئ والأفكار الأولية للحزب لتمكينهم من ممارسة أنشطتهم السياسية التحضيرية والترويج لتأسيس الحزب.
ويوجب القانون التقدم بطلب التأسيس رسميا عند استكمال الشروط المنصوص عليها في هذا القانون خلال مدة لا تزيد على سنة واحدة من تاريخ الإخطار.
من جانبها أكدت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية (غير المرخصة) أمس الأحد أنها لا صلة لها بالحزب السياسي الذي يعمل المراقب العام السابق للجماعة سالم الفلاحات على تأسيسه مع آخرين ويحمل مسمى «الشراكة والإنقاذ».
وقالت الجماعة في تصريح صحافي إن مؤسسات الجماعة وأطرها التنظيمية لم تتخذ قرارًا بالموافقة على المشاركة في تأسيس هذا الحزب أو الانضمام إليه، مؤكدة على «ضرورة الالتزام بالمؤسسية في الجماعة، والقرارات الصادرة عن مؤسساتها التنظيمية والشورية وعدم انتساب أعضاء الجماعة إلى هذا الحزب من دون قرار رسمي من الجماعة».
ولمحت الجماعة إلى إمكانية فصل مؤسسي حزب «الشراكة والإنقاذ» من الجماعة، وذلك لتأسيسهم حزب سياسي من دون موافقة مؤسسات الجماعة وأطرها التنظيمية على المشاركة في تأسيس هذا الحزب أو الانضمام إليه.
يشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين باتت غير مرخصة بعد أن انشقت مجموعة عن الجماعة وحازت على ترخيص جديد باسم جمعية الإخوان المسلمين وأصبحت هي الجمعية القانونية المعترف بها لدى الحكومة فيما قامت الحكومة بإغلاق مقار الجماعة الأم وقامت الجماعة بنشاطاتها عبر ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».