مهمة ليندسي لوهان في تركيا.. إنسانية أم سياسية؟

الممثلة الأميركية ارتدت الحجاب في مخيمات السوريين واتهمها معارضو إردوغان بالترويج له

لوهان في زيارة لمخيم للسوريين في غازي عنتاب
لوهان في زيارة لمخيم للسوريين في غازي عنتاب
TT

مهمة ليندسي لوهان في تركيا.. إنسانية أم سياسية؟

لوهان في زيارة لمخيم للسوريين في غازي عنتاب
لوهان في زيارة لمخيم للسوريين في غازي عنتاب

فجرت نجمة هوليوود الأميركية ليندسي لوهان جدلا واسعا وحالة من الدهشة بعد ظهورها بالحجاب في تركيا خلال زيارة لمخيمات اللاجئين السوريين في غازي عنتاب، وإحدى العائلات السورية في إسطنبول التي قامت بزيارته مرتين في أسبوع واحد مرتدية الحجاب.
وتعد لوهان، الممثلة والمطربة وعارضة الأزياء، من أكثر شخصيات هوليوود إثارة للجدل، وغالبا ما تتصدر أخبار مغامرتها الفاضحة ومشاجراتها مع الباباراتزي الصفحات الأولى. وعادت لتتصدر الاهتمام برحلتها إلى تركيا قادمة من روسيا، لكن متابعة هذه الرحلة كانت مختلفة هذه المرة وأكثر إثارة للجدل.
زيارة لوهان لتركيا، التي يبدو أنها ستطول كثيرا، إلى حد أن وسائل الإعلام تتكهن بأنها نقلت إقامتها إلى تركيا تماما، لم تحمل بعدا إنسانيا يتعلق باللاجئين السوريين فحسب، لكنها بدأت تخوض في أمور السياسية وتتبنى وجهات نظر الحكومة التركية؛ ما فتح المزيد من التساؤلات حول طبيعة تواجدها في تركيا.
ليندسي لوهان لفتت الأنظار إلى معاناة السوريين بزيارتها مخيمات غازي عنتاب التي صحبتها فيها رئيس البلدية فاطمة شاهين، حيث حملت الهدايا للأطفال وغنت معهم، لكن المشهد الأكثر جذبا للانتباه كان تعاطفها مع أسرة محمد حسين، السوري الذي فقد ذراعه وساقه ويعيش مع أطفال ويبذل كل ما بوسعه لرعايتهم.
وقالت لوهان إنها عاودت زيارة منزل اللاجئ السوري محمد حسين في منطقة سلطان بيلي بإسطنبول بسبب تأثرها الشديد بوضعهم خلال زيارتها الأولى قبل أسبوع.
وأضافت «الأب المصاب في ذراعه وساقه، يقوم بدور الأب والأم، ونحن الفنانين نسعى للفت أنظار العالم لمأساة السوريين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، علينا أن نستخدم هذه الوسائل لإسماع صوت المحتاجين إلى العالم، ومن الخطأ أن نكتفي بالتعريف عن أنفسنا في هذه الوسائل».
ولفتت إلى النجاحات التي حققتها تركيا على صعيد رعاية اللاجئين السوريين وإيوائهم وتقديم جميع مستلزماتهم الصحية والتعليمية والسكنية، رغم تجاهل العالم لمأساتهم والدول الكبرى التي لم تف بوعودها بتقديم المساعدات لهم.
وتابعت ليندسي لوهان، أن هناك من يخشى القدوم إلى تركيا بسبب المعلومات المغلوطة التي تروّج ضدّها، لكنني أشعر بالراحة عندما آتي إلى إسطنبول، قائلة إن «الحريات الموجودة في تركيا تفوق ما هو موجود في أميركا».
وبداية من الجملة الأخيرة بدأت الأنظار داخل تركيا وخارجها تتجه إلى ليندسي لوهان والأسباب الحقيقية وراء إقامتها الحالية في تركيا، ولا سيما بعد أن بدأت تردد مقولات شهيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان فيما تكتبه على «إنستغرام»، وأولها أن العالم لا يمكن أن يبقى رهنا لإرادة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وبالأمس، طرحت لوهان آخر آرائها السياسية والاجتماعية على صفحتها الشخصية على «إنستغرام»، قائلة «أنا أومن بأن الحكومة هي خادم الشعب وليس سيده» وهي مقولة أيضا لإردوغان. وأضافت «أنا مدينة بالكثير لأمي.. هي تتمتع بإدراك وذكاء الخبير وعاطفة الفن».
وأكدت لوهان أيضًا أنها عاشقة للسفر. وقالت: «منذ صغري، السفر ساهم في تشكيلي مثلما فعل التعليم».
وكانت لوهان فاجأت متابعيها بارتدائها الحجاب في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في غازي عنتاب بعد زيارتها اللاجئين السوريين هناك.
والتقطت مجلة «دير شبيجل» الألمانية في عددها الأخير هذا المشهد، لافتة إلى أن ليندسي لوهان أثارت موجة من الجدل في تركيا، التي تقيم فيها حاليًا، بسبب دفاعها الشديد عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وظهورها مؤخرا مرتدية الحجاب.
وقالت المجلة إن ليندسي لوهان قامت خلال وجودها في تركيا بزيارات كثيرة لمخيمات اللاجئين السوريين، ووثقت الحياة هناك بمشاركات عرضتها على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يحظ الجدل الكبير حول إصبع ليندسي لوهان الذي قطع خلال رحلة بحرية قامت بها في مضيق البوسفور محل اهتمام لدى وسائل إعلام تابعة للحكومة التركية، بل الاهتمام الكبير الذي أبدته كان عبر تناقل صور لوهان وهي تحتضن الأطفال خلال زيارتها لمخيمات اللاجئين السوريين، مرتدية الحجاب على الطريقة التركية.
وجذبت هذه الصورة الكاتبة التركية أمبرين زمان، المحللة في موقع «ذي مونيتور» الأميركي، حيث قارنت بين زيارة لوهان وزيارة مواطنتها أنجلينا جولي التي زارت مخيمات اللاجئين السوريين على طول الحدود التركية السورية مرات عدة، لكنها لم تحظ بالقدر نفسه من اهتمام وسائل الإعلام المحسوبة على الحكومة مع أن لوهان تعد من مشاهير الدرجة الثانية في هوليوود، ومعروفة بفضائحها أكثر من أفلامها، كما قالت أمبرين زمان. وخلصت الكاتبة التركية إلى أن هذا الاهتمام يرجع إلى أن لوهان خاضت في السياسة التركية بشكل كبير، وتعاملت مع بعض الأمور الأخرى ومنها المقولة الشهيرة للرئيس إردوغان «العالم أكبر من خمس»، التي تعني ضرورة توسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي إلى أكثر من الدول الخمس لتشمل تركيا.
وقالت لوهان، التي لم يكن معروفا عنها شغفها بمتابعة السياسة، في مقابلة مع قناة «إيه.تي.في» الموالية لإردوغان: إن مصير الملايين من البشر لا ينبغي أن تقرره الدول الخمس.
وفي مقابلة أخرى، مع صحيفة «خبر تورك» الموالية للحكومة، أشادت لوهان بإردوغان في طريقة تعامله مع محاولة انقلاب 15 يوليو (تموز) الماضي. وقالت: إن الشعب التركي يحترم إردوغان بحق. كما منحت لوهان دفعة لقطاع السياحة بقولها إن «تركيا بلد آمن جدا وملائم للعيش».
أيضا علقت صحيفة «إندبندنت» البريطانية على الاهتمام التركي الرسمي بالممثلة الأميركية، قائلة إن «ليندسي لوهان أصبحت بطلة في أعين الإسلاميين في تركيا، وذلك بعدما قامت بالثناء على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان».
وأشارت الصحيفة إلى تصريح لوهان بقولها «إن الحريات في تركيا أفضل مما عليه في أميركا.. وإنها باتت تشعر بمعاناة النساء اللواتي منعن من ارتداء الحجاب في تركيا لسنين طويلة».
وتناول المحلل السياسي التركي سنك شيدار مواقف وتصريحات لوهان عن تركيا قائلا في تغريدة على «تويتر»: «ربما تلقت لوهان أموالا من الحكومة التركية مقابل ارتداء الحجاب والتسويق لتركيا.. الكحول وإدمان المخدرات راعيان رائعان». وأشار بعض المغردين إلى أن لوهان لا تعرف غير لغة المال، ولا تعمل بالمجان، ووضعوا خبرا نقله موقع «تي آم زي» الأميركي المتخصص في أخبار المشاهير خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، جاء فيه أن لوهان دعيت للمشاركة في برنامج روسي، لكنها طلبت الحصول على 655 ألف دولار، إضافة إلى عقد لقاء وجلسة تصوير مع فلاديمير بوتين، وطائرة خاصة لتنقلاتها في روسيا، وتأشيرة دخول إلى روسيا صالحة لمدة عام.
وتسببت ليندسي لوهان في حالة جدل كبيرة في تركيا وأصبح هناك من يطلقون عليها «سفيرة إردوغان»، ومن يقولون: إن وجودها في تركيا هو حملة مدفوعة الأجر لصالح إردوغان.
وتواجه لوهان الإفلاس، بعد أن فشلت في تسديد قيمة إيجار شقتها في لندن التي تبلغ 3.5 مليون جنيه إسترليني، في وقت يطالب فيه خطيبها السابق باعتقالها لسرقتها نحو 24 ألف جنيه إسترليني من ممتلكاته، بحسب تقارير صحافية.
ويأتي هذا الاتهام من الشاب الروسي، بعد أشهر قليلة من إعلان ليندسي لوهان انفصالها عنه، إثر تسريب صور وفيديو ظهرت فيها الممثلة وهي تتعرض للضرب على يده أثناء إجازة قضياها في جزيرة ميكانوس اليونانية.
وأشعل المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب الجدل أكثر بوصفه لوهان بأنها «مثيرة» من الناحية الجنسية، وذلك في إطار حديث مسجل عن نجمات هوليوود عام 2004.
وقال ترامب في التسجيل الصوتي الذي بثته شبكة «سي إن إن» الأميركية في معرض رده عن سؤال بخصوص لوهان: «أعتقد أنها مثيرة جنسيا. إنها على ما يبدو مضطربة».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».