طائرات إسرائيلية تغير على غزة.. والبحرية تعترض سفينة لكسر الحصار

«حماس»: لن نقف مكتوفي الأيدي في حال استمرار التصعيد الإسرائيلي على القطاع

طائرات إسرائيلية تغير على غزة.. والبحرية تعترض سفينة لكسر الحصار
TT

طائرات إسرائيلية تغير على غزة.. والبحرية تعترض سفينة لكسر الحصار

طائرات إسرائيلية تغير على غزة.. والبحرية تعترض سفينة لكسر الحصار

نفذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على قطاع غزة أمس، تضمنت استهداف مواقع لحركة حماس، وذلك بعد سقوط صاروخ أطلق من القطاع وسقط في سديروت القريبة، مخلفا حالات هلع، وأشعل مخاوف من تصعيد أكبر على حدود القطاع، مع تحذير حركة حماس بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي.
وأغارت الطائرات الإسرائيلية على مواقع وسط وغرب وشرق غزة مع إطلاق المدفعية الإسرائيلية المرابطة على الحدود قذائفها، مستهدفة مواقع أخرى. ولوحظ أن القصف الإسرائيلي هذه المرة كان أشد وأكثر استمرارية من مرات سابقة، فيما يبدو وكأنه رسالة شديدة اللهجة لحماس.
وقالت حركة حماس، إنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال استمرار التصعيد الإسرائيلي على القطاع، إذ حذر سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في تصريح صحافي، من استمرار التصعيد، داعيا المجتمع الدولي إلى لجم العدوان الإسرائيلي، وأكد أن حركته لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي.
وكانت حماس قد أمرت المواطنين بعد استمرار القصف بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم الاقتراب من المواقع الأمنية والعسكرية التابعة للمقاومة.
وأكدت وزارة الداخلية عدم وجود إصابات في القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن طائرات الاستطلاع تحلق في سماء القطاع على مدار الساعة. وفي المقابل طالبت قيادة الجيش الإسرائيلي من مزارعي الكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة وقف العمل في الحقول الزراعية القريبة، خشية إطلاق صواريخ أخرى.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الطرفين غير معنيين بالتصعيد، لكن الأمور قد تتفاقم إذا ما تسبب القصف الإسرائيلي في حادثة غير متوقعة. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن حماس ترفض التصعيد ومحاولات جر القطاع إلى حرب جديدة، وأنها ستحقق في مسألة إطلاق الصاروخ.
وكانت جماعات دينية متشددة تستلهم فكر «داعش» قالت إنها تقف خلف إطلاق الصاروخ على سديروت. فيما يرى مراقبون سياسيون أن علاقة حماس بهذه التنظيمات متوترة أصلا بعد حملات مختلفة للحركة الحاكمة استهدفت قادتهم وسلاحهم على السواء.
واستمرت الغارات الإسرائيلية على غزة أمس حتى وقت متأخر، فيما هاجمت زوارق بحرية إسرائيلية، سفينة الزيتونة التي كانت متجهة إلى القطاع في محاولة لكسر الحصار.
وأعلن متحدث باسم تحالف أسطول الحرية، مساء أمس، انقطاع الاتصالات مع سفينة زيتونة المتجهة إلى قطاع غزة، وسط توقعات باعتراض زوارق حربية إسرائيلية لها.
وقال النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إن القوات الإسرائيلية اعترضت رحلة كسر الحصار التي انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني باتجاه قطاع غزة المحاصر، بهدف اقتيادها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. وانقطع الاتصال مع السفينة مع اقترابها من الحدود المائية الإقليمية لغزة.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن بحرية الاحتلال طلبت من ركاب السفينة مرافقتهم إلى ميناء أسدود. فيما أكد الخضري أن الناشطين قرروا ألا يقاوموا بعنف أي محاولة إسرائيلية للسيطرة على السفينة، لتأكيد أن رحلتهم تحمل رسالة سلام.
وكان من المقرر أن تصل السفينة إلى شواطئ قطاع غزة فجر اليوم الخميس.
وقالت إحدى الناشطات الموجودات على متن سفينة كسر الحصار عن غزة «زيتونة» في وقت سابق لقناة «آي 24» الإسرائيلية: «جئنا لنوصل رسالة الأمل والحرية إلى شعب غزة، وهدفنا تعريف العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني، وكسر الحصار على قطاع غزة».
وأضافت موضحة أن «النساء جميعهن لسنّ خائفات من الجيش الإسرائيلي»، مشيرة إلى أن «النساء الموجودات على السفينة يحملن رسالة سلام». لكنها أشارت إلى أن التوقعات هي بأن تمنع القوات الإسرائيلية الوصول إلى قطاع غزة، بقولها: «نتوقع اعتراضنا قبل إيصال رسالتنا للشعب في غزة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.