بدأ الزبائن من حاملي الهواتف المحمولة في التوافد على مطعم «هيفي سيز» بعد انتهاء ساعات العمل مباشرة، بدا الزبائن وكأنهم قد دفنوا وجوههم في هواتفهم وثبتوا أصابعهم على شاشاتها، فقد حضروا لالتقاط أكبر عدد ممكن من البوكيمون.
«فبعد انطلاق تلك اللعبة، زاد وجود الناس على هواتفهم المحمولة وبشكل شبه دائم حتى أثناء السير والأكل وحتى وقت الخروج للشارع»، وفق آنا ماري باركس، مديرة مطعم «هيفي سيز»، مضيفة «لست ممن يلعبون تلك اللعبة، ولذلك لا أعلم ما يجري». غير أنها تعرف أنه منذ انطلاق لعبة البوكيمون على الهواتف المحمولة منذ نحو أسبوعين وتحديد حانة روزلين كإحدى مناطق التجمع التي تعرف بـ«بوكستوبس»، ارتفعت مبيعات المشروبات لديهم.
«يعتبر شهر يوليو (تموز) من الشهور ذات المبيعات المنخفضة، لكن الوضع تغير هذا العام»، وفق باركز، مضيفة أن المطعم ابتكر مؤخرا قائمة من المشروبات المستوحاة من البوكيمون، وأصبحنا «نبيع مزيدا من المشروبات، لكن الناس يبدون منشغلين».
ففي واشنطن، أفاد أصحاب المطاعم والمحال التجارية، والفنادق وحتى الأندية الخاصة أن نشاطهم شهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد الزوار الذين حضروا سيرا على الأقدام، مما زاد من الدخل حيث يحضر اللاعبون للأماكن المخصصة للقاء لجمع البيض وكرات وجرعات البوكي. جرى تحميل البرنامج أكثر من 30 مليون مرة من الإنترنت، مما عاد على الشركة التي ابتكرت اللعبة بعائدات بلغت 35 مليون دولار، بحسب شركة «سنسور تاور» المختصة بتحليل تطبيقات الهاتف المحمول.
أفاد بعض أصحاب الأعمال أنه من السابق لأوانه أن تحدد حجم الزيادة التي طرأت عليهم نتيجة للعبة الجديدة، لكن من المؤكد أن زيادة كبيرة قد طرأت.
وأفاد نيك تريانتيس، صاحب نادي خاص بمنطقة «دبونت سركل» قائلا: «مرت علينا أيام رائعة.. تستطيع أن ترى الرصيف خارج النادي مكتظا بلاعبي البوكيمون، لكن كثيرا من الزبائن أيضا باتوا يلعبون تلك اللعبة حتى داخل النادي». وأضاف: «نراهم جالسين على الطاولات يحدقون في هواتفهم، سأخبرك بشيء واحد: الناس أصبحت مفتونة بتلك اللعبة».
فعلى سبيل المثال، بدأ جيمس سباركس (51 عاما) ممارسة لعبة الحقيقة المدمجة الأسبوع الماضي، والآن بلغ المستوى الخامس عشر، وبات جيمس يقرر المكان الذي يتناول فيه القهوة أو العشاء طبقا لأفضل مكان يستطيع فيه التقاط بوكيمون: «فاللعبة تحدد المكان المفترض أن أذهب إليه»، بحسب جيمس.
الأسبوع الماضي، نجح باركز في إنجاز رحلة، بينما كان ينتظر وجبة العشاء بمطعم «جيرمان تاون إم دي» للبيتزا، حيث يقع المكان في المنتصف بين ملتقي «بوكيستوب»، و«بوكي جيم»، حيث يستطيع اللاعبون التباري مع الفرق المنافسة من أجل السيطرة.
«كنت أقف هنا في الصف لألتقط بعض الوحوش، وبمرور الوقت كانت البيتزا جاهزة. استطعت هزيمة ثلاثة وحوش، ووصلت لمكان تدريب البوكيمون، أو الجيم»، بحسب باركز، فني باتحاد التربية الوطنية.
أصبحت التجارة تختلط بالمتعة والتسلية، فمثلا اشترت دار بيع الكتب «بولييتيكس وبروز» المستقلة بمنطقة بشمال غربي واشنطن إحدى أدوات اللعبة المعروفة باسم «لورز» لاجتذاب شخصيات بوكيمان الجذابة للمكان.
كذلك دفع ناد بمنطقة نيلي الخميس الماضي ستة ملايين دولار للحصول على أدوات اللعبة «لورز»، وكانت النتيجة فورية، حيث ظهر نحو 250 شخصا تلك الليلة بالمكان الذي لم يكن عدد مرتاديه في السابق يزيد على 50.
«في لحظة معينة ظهرت شخصية اللعبة المسماة برويغون واهتاج الناس»، وفق المدير المساعد، في إشارة إلى الشخصيات النادرة في بوكيمون، مضيفا: «اللعبة تجعلك تحن للماضي بجنون».
بالنسبة لكثير من الأعمال التجارية فقد أصبح بوكيمون طريقة لجذب العملاء الجدد وربطهم بالعملاء الحاليين. فعن طريق إشارة المطعم للعبة، سوءا في قائمة الطعام أو على الأرصفة أو في موقع «فيسبوك»، تجد تلك المحال فرصة لتقول نحن هنا معكم.
على سبيل المثال، لجأ فندق ماريوت إنترناشيونال إلى مواقع «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» ليتبادل صور النزلاء من مستخدمي بوكيمون في أماكن مختلفة بالفندق.
«لاعبو البوكيمون كانوا في المسبح، وفي واجهة الفندق، وتناولوا العشاء، وكانوا على الأسرة. بالفعل كانت ليلة مجنونة»، بحسب، ماثيو غليك، مدير التسويق الدولي بالفندق، مضيفا: «لم نكن لنحقق ذلك في مليون عام».
ليست كل المشروعات التجارية قادرة على اجتذاب تلك اللعبة، فعلى سبيل المثال، قال مدير مطعم «شكرات برونغ» بمنطقة إيرلنغتون، إحدى نقاط التجمع بوكيستوب، إن مطعمه لم يلتفت كثيرا للعبة أو للاعبيها.
وأضاف جوزيف ترنر، مدير المطعم: «أعتقد أنني لاحظت بعض الناس تمشى أثناء ممارستها لتلك اللعبة، لكن مشهد الناس تسير أثناء مشاهدة هواتفها ليس بالأمر الجديد».
بيد أن مشهد المارة الذين يلعبون بوكيمون أثناء السير أصبح جديرا بالاهتمام في مكتبة «كرامار بوكس»، ومقهى «أفترواردز» بمنطقة دبونت سركل، حيث بدأ المحل في وضع علامات بوكيمون على الرصيف، ونشر صور مرتاديه من مستخدمي اللعبة الجديدة على موقع «إنستغرام».
وقالت سارة بالين، مديرة التنظيم: «من الصعب ألا تلاحظ تجمعا لعدد كبير من الناس يشيرون بهواتفهم تجاه متجرك. فاللعبة تدفع الناس لدخول متجرك ولذلك نحن سعداء باللعب معهم».
خدمة «نيويورك تايمز»