مكتبة العائلة

في مقاله الأسبوعي في «الأهرام» يكتب الدكتور جلال أمين عن والده وشقيقه تحت عنوان: «في ذكرى كاتبين عظيمين». هل يجوز إسباغ صفة العظيم من رجل عالم على اثنين من أفراد العائلة؟ يجوز. أو بالأحرى لا يجوز غيره إذا كان الأب أحمد أمين والشقيق حسين أمين.
كانت مناسبة المقال صدور كتاب في القاهرة للمستعرب الياباني ماكوتو ميزوتاني بعنوان «الليبرالية في القرن العشرين: نماذج فكرية مصرية: أحمد أمين وحسين أمين». أما الحقيقة فإن الكاتبين وضعا مؤلفات في مواضيع شتى، غير أنهما عرفا، خصوصًا الأب، بالمؤلفات الضخمة في التاريخ الإسلامي، وخصوصًا مؤلف أحمد «تاريخ الحياة العقلية في الإسلام»، الواقع في تسعة أجزاء.
وكان الجزء الأول بعنوان «فجر الإسلام»، ثم ثلاثة أجزاء بعنوان «ضحى الإسلام»، ثم أربعة بعنوان «ظهر الإسلام». لكن الدكتور جلال يروي أنه طُلب منه في نهايات عمره، أن يضع ملخّصًا واحدًا، فأصدر كتابًا جميلاً سماه «يوم الإسلام» (دار الشروق)، يضم الفصول برمّتها منذ الظهور حتى موعد صدور الكتاب منتصف القرن الماضي.
هناك كتاب آخر من «الإسلاميات» لأحمد أمين بعنوان «زعماء الإصلاح في العصر الحديث» يتناول فيه «بعض أشهر المجددين في الفكر الإسلامي من جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، إلى أحمد خان في الهند، ومحمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، وخير الدين التونسي.. إلخ». لكن له أيضًا تسعة مجلدات في مواضيع شتى تحت عنوان «فيض الخاطر» و«قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية»، ووضع كتابًا بديعًا آخر هو سيرة ذاتية بعنوان «حياتي».
أشهر كتب حسين أمين الإسلامية «دليل المسلم الحزين إلى مقتضى السلوك في القرن العشرين». وقد دعا حسين أمين في هذا الكتاب إلى «تفسير ظاهري للقرآن، لا يقر تصوفًا ولا اشتراكية ولا رأسمالية». كما وضع حسين أمين سيرة ذاتية بعنوان «في بيت أحمد أمين».
ويخطر لي أن أسأل الدكتور جلال، أين يضع كتب العائلة. إنها في حجم مكتبة وطنية. وشكرًا للبحّاثة اليابانيين.