موسم الولادة.. قد يقود إلى الإصابة ببعض الأمراض

مكان الميلاد ووقته يلعبان دورهما في حياة الإنسان الصحية

موسم الولادة.. قد يقود إلى الإصابة ببعض الأمراض
TT

موسم الولادة.. قد يقود إلى الإصابة ببعض الأمراض

موسم الولادة.. قد يقود إلى الإصابة ببعض الأمراض

على الرغم من أن البشر لا يتحكمون في توقيت أو مكان ولادتهم، فإن عامل المكان وتوقيت الميلاد يلعبان دورا كبيرا في حياة الإنسان الصحية. ومثلما يوجد الكثير من الأمراض المتعلقة بعرق معين أو سكان بقعة معينة من الكرة الأرضية، هناك الكثير من الأمراض التي تتعلق بفصل الولادة، ولذلك من الطبيعي أن تتناول الدراسات أثر مكان الميلاد، وأيضا فصل الولادة، في حياة الأطفال الصحية.
وعلى الرغم من حداثة هذه الدراسات، فإنها أظهرت تحكم توقيت الولادة في زيادة احتمالية الإصابة بأمراض معينة. ومن أحدث هذه الدراسات دراسة إنجليزية قام بها علماء من جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة University of Southampton، ونشرت في نهاية شهر مارس (آذار) من العام الحالي في مجلة الحساسية journal Allergy، وأشارت إلى أن الفصل الذي تحدث فيه الولادة يمكن أن يزيد من احتمالية إصابة الأشخاص بالحساسية لاحقا في البلوغ.

الحساسية وموسم الولادة

الأطفال الذين ولدوا في فصلي الخريف والشتاء هم أصحاب أكبر فرص للإصابة بالحساسية في حياتهم. ولكي نعرف مقدار مشكلة الحساسية بأنواعها المختلفة يكفي أن نعرف أن الحساسية تعتبر من الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ يعاني منها أكثر من 50 مليون شخص، وتكلف الحكومة الأميركية ما يقرب من 18 مليار دولار، وهي بذلك تمثل مشكلة صحية كبيرة حتى لو بدا الأمر عرضا طبيا بسيطا. وكانت دراسة أميركية سابقة قد أشارت إلى أن فصل الولادة وحده يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بعدة أمراض تقترب من الخمسين تتراوح في الخطورة بين الأمراض البسيطة، مثل حساسية الجلد، مرورا بأمراض الجهاز الهضمي وأمراض القلب والشرايين التاجية، وحتى بعض الأمراض النفسية واضطرابات السلوك، وانتهاء بزيادة احتمالية التعرض لبعض الأورام الخبيثة، مثل سرطانات الرئة. وفى الأغلب يكون الحظ الأوفر من هذه الأمراض للرضع المولودين في شهور الخريف وبداية الشتاء، ولكن حتى هذه اللحظة ليست هناك أدلة مؤكدة على أن توقيت الولادة يحمل آثارا مستديمة.
والدراسة الحالية قامت بعمل مسح لعينات من الحامض النووي DNA samples الموجود في جينات الأطفال المولودين في جزيرة وايت، على الساحل الجنوبي لإنجلترا. وهذه الدراسة المسحية قامت بدراسة نشاط الجينات الذي قد يؤدى إلى تغير في صفات البروتين الذي يحمل الشفرة الجينية، مما يؤدي إلى تغير في صفات الجين نفسه، وهذه التغيرات كانت مرتبطة في هؤلاء الأطفال البالغ عددهم 367 بفصل الولادة.
وعلى سبيل المثال، فإن فرص الإصابة بحساسية الجلد في الأطفال المولودين في فصل الخريف أكثر من أقرانهم من المولودين في فصل الربيع. وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من نتائج دراستهم فإنهم لا ينصحون الأمهات أو الأطباء بتعديل مواعيد الحمل، وبالتالي ميعاد الولادة، خاصة أنه حتى إن كانت هناك الكثير من الدراسات تشير إلى أهمية فصل الولادة، فإنها ما زالت تفتقر إلى الدليل العلمي الذي يحتم تغيير ميعاد الحمل وتجنب الولادة في فصول بحد ذاتها.
وبطبيعة الحال يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات للظروف المحيطة التي يمكن أن تلعب دورا في تأثير فصل الولادة على صحة الإنسان، مثل حرارة الجو أو أشعة الشمس أو الرطوبة وغيرها، حتى يمكن الحكم بوضوح من خلال تحييد هذه الظروف، ومن ثم يكون عامل فصل الولادة هو العامل الوحيد المتحكم في قابلية الإصابة بأمراض معينة، ومن ثم يكون تغيير ميعاد الولادة ضرورة طبية.

نشاط الجينات

وأشار الباحثون إلى أن التغير في نشاط الجين فقط دون التغيير في ترتيبه يمكن أن يغير من صفات الجين، وأن العلامات الجينية Epigenetic marks الملتصقة على الحامض النووي لأي خلية DNA يمكن من خلال تغير نشاطها أن تقوم بتغير نشاط الخلية بشكل كامل في الجسم، وتنقل هذه الصفات للخلايا الأخرى، وعلى الرغم من أن تغير نشاط الجين يعتبر عملية طبيعية تحدث باستمرار في الجسم، فإنها في بعض الأحيان تحدث بشكل غير سليم يؤدى إلى خلل في وظائف الخلية، وتعتبر دراسة العلامات الجينية من أهم الطرق لفهم الكثير من الأمراض حاليا، وقد بدأت دراستها منذ عدة عقود في محاولة لمعرفة نشاط الخلايا السرطانية وكيفية نشأتها.
وأوضح الباحثون أن هذه التغيرات الجينية تؤدى إلى ظهور خصائص جديدة للجين، وتؤثر في عمله gene expression، وقد يمتد أثرها ليشمل الجيل التالى. وفى الدراسة الحالية، وجد العلماء أن تغير خصائص الجين ارتبط بفصل الولادة، وامتد أثره لمدة 18 عاما كاملة، كما تمكن الباحثون من معرفة أن التغير الجينى المرتبط بفصول السنة، خصوصا الخريف والشتاء، يرتبط أيضا بقابلية الإصابة بالحساسية بشكل عام ليس فقط الإكزيما في الجلد، ولكن قابلية الإصابة بحمى القش، وهو الأمر الذي يفسر إصابة البعض بحمى القش، أو حساسية الأنف، مع تغير الفصول على الرغم من أن الجميع يتعرضون لنفس المؤثر، وهو تغير الجو أو حبوب اللقاح. ولكن في الأغلب الذين تمت ولادتهم في فصول الخريف والشتاء أكثر معاناة من الآخرين. ويأمل الباحثون من خلال هذه الدراسة في إمكانية إحداث تغيير في الشفرة الجينية بشكل يمكن أن يساهم في علاج المصابين بهذه الأمراض، بدلا من تغيير ميعاد الحمل.

* استشاري طب الأطفال



للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
TT

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

حذَّرت دراسة جديدة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

وحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة التابع لجامعة جنوب فلوريدا، ومعهد سرطان مستشفى تامبا العام، بتحليل 162 عينة ورم من مرضى سرطان القولون.

ووجد الباحثون أن الأورام تحتوي على «عدد زائد» من الجزيئات التي تسبب الالتهاب و«نقصاً» في الجزيئات المختصة بالشفاء.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور تيموثي ييتمان، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا: «من المعروف أن المرضى الذين يتبعون أنظمة غذائية غير صحية يعانون من زيادة الالتهاب في أجسامهم. وتشمل هذه الأنظمة زيوت الطهي النباتية التي تستخدم على نطاق واسع».

وأضاف: «لقد وجدت دراستنا صلة كبيرة بين الالتهاب الذي قد تتسبب فيه هذه الزيوت، وبين ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون. هذا السرطان يشبه الجرح المزمن الذي لن يلتئم مع نقص الجزيئات المختصة بالشفاء في الجسم. فإذا كان جسمك يعيش على هذه الزيوت يومياً، فإن قدرة هذا الجرح على الالتئام تقل بسبب الالتهاب، وقمع الجهاز المناعي الذي يسمح في النهاية للسرطان بالنمو».

وبالإضافة إلى «زيوت البذور المسببة للالتهابات»، أشار ييتمان أيضاً إلى أن هناك بعض الأطعمة التي قد تتسبب في هذا المرض، مثل السكريات المضافة، والدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة.

وفي دراسات سابقة، وجد فريق الدراسة نفسه أن «النظام الغذائي غير المتوازن» يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض ألزهايمر، والسكري.

وأوصى الباحثون بالابتعاد عن الزيوت النباتية والأطعمة غير الصحية، والانتقال إلى تلك الغنية بالألياف وأحماض «أوميغا 3» الدهنية، والفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، وذلك لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والخرف وكثير من الأمراض الأخرى.