الحوثيون ينهبون أموال الزكاة والأوقاف اليمنية بفتوى إيرانية

مظاهر الثراء الفاحش ظهرت على قياداتهم.. وأموال هربت إلى الخارج

الحوثيون ينهبون أموال الزكاة والأوقاف اليمنية بفتوى إيرانية
TT

الحوثيون ينهبون أموال الزكاة والأوقاف اليمنية بفتوى إيرانية

الحوثيون ينهبون أموال الزكاة والأوقاف اليمنية بفتوى إيرانية

تتزايد عمليات نهب المال العام في اليمن بحجة دعم ما يسمى «المجهود الحربي»، وقد كشفت مصادر شيعية عليمة النقاب أن ميليشيات الحوثي يقومون بسرقة الأموال الخاصة بالوقف السنوي وكل الهيئات والمساجد السنية، استنادا إلى فتوى إيرانية أصدرتها المرجعيات الدينية في قم عام 2011 تجيز من خلالها للشيعة استباحة أموال السنة.
وقد تجاوزت عمليات نهب الأموال والممتلكات في اليمن من قبل الحوثيين أموال المساجد والوقف إلى العامة، حيث يواصل المتمردون الحوثيون نهب الأموال من المؤسسات العامة والخاصة ومن رجال المال والأعمال وحتى من المواطنين البسطاء. وبحسب ما تسرب من معلومات، مؤخرا، من داخل حركة الحوثيين، فإن جزءا كبيرا من تلك الأموال يذهب إلى جيوب قادة الميليشيات الحوثية الذين ظهر عليهم، خلال قرابة عام (مدة الانقلاب)، ثراء فاحش تمثل في أموال وأصول وعقارات ضخمة في صنعاء وغيرها من محافظات الشمال، إلى جانب الحديث عن تهريب أموال طائلة إلى خارج البلاد.
ويستند الحوثيون في عمليات النهب التي يقومون بها إلى عدد من المرجعيات التي يعتقدون أنها دينية، منها فتوى المرجعيات الدينية، المشار إليها، والتي تستند إلى ما أورده الخميني في كتابه تحرير الوسيلة 352 / 1 في إيجاز استباحة الشيعة لأموال السنة على شرط أداء الخمس إلى نائب الإمام، حيث يقول: «والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم.. والظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه».
المصادر أضافت بأن ميليشيات الحوثي استندت على هذه الفتوى في سرقتها لأموال الزكاة وعوائد مشروعات الوقف في المساجد والتبرعات في اليمن واقتحامها للبنك المركزي اليمني في أبريل (نيسان) الماضي حين سطا الحوثيون فيها على 107 ملايين دولار بدعوى أن الأموال المسروقة والضرائب التي فرضها الحوثيون على موظفي الدولة تكرس لصالح ما سموه التعبئة الشعبية ودعم المجهود الحربي.
وقد جاء إصدار هذه الفتوى استجابة لأسئلة وجهت إلى مرجعيات قم من قبل قيادات لتنظيمات عراقية موالية لإيران، أبرزها عصائب أهل الحق، التي كانت المبادر للحصول على فتوى شرعية سعيا منها لرفع سقف مدخولها المادي لتمويل عملياتها العسكرية والمدنية، حيث أفرزت وحداتها القتالية عددا من عناصرها للانقضاض على الأهداف السنية في أنحاء العراق من مصارف وشركات تجارية ومحلات للصرافة.
كما يستند الحوثيون إلى فتاوى ومرجعيات دينية يمنية (زيدية) تبيح نهب أموال الشوافع (السنة)، وهي فتوى منسوبة إلى الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، الذي أصدرها عندما كان إماما لليمن (1054 - 1087هـ / 1644 - 1676م).
وشبه مراقبون الأحداث التي تجري في اليمن، حاليا، كالتي جرت وتجري في العراق وبلدان أخرى على يد الجماعات الموالية لإيران، وذلك في ما يتعلق بنهب الأموال العامة والخاصة ومنها أموال المصارف والبنوك، كما حدث طوال العام الماضي، وما يحدث، حاليا، من هجمة تستهدف شركات الصرافة في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية المعروفة بارتباطها بإيران.
تجدر الإشارة إلى أن غالبية سكان اليمن هم من الشوافع السنة وإلى أن المناطق الزيدية أقلية، ولكنها ظلت لأكثر من ألف عام تتحكم بمصير اليمن، ورغم أن الحرب الدائرة في اليمن لم تأخذ شكلا طائفيا في خطابها الإعلامي أو السياسي، فإن كثيرا من الزلات والإجراءات التي تتخذ، بينت بوضوح سعي الحوثيين إلى استخدام المذهبية كسلاح في الحرب، خصوصا في اجتياح المحافظات الأخرى، كالمحافظات الجنوبية وتعز ومحافظات إقليم تهامة، وجميعها مناطق شافعية وتمثل أغلبية سكان اليمن، ورغم وجود معارضين للحوثيين من أبناء المذهب الزيدي في صفوف قوات الشرعية، على مختلف الصعد، فإن أصواتهم تظل محدودة، في ظل تمكن الحوثيين من مخاطبة الأغلبية الزيدية من ذوي المستويات التعليمية المتدنية وإقناعهم، بصوابية خوضهم لهذه الحروب وتحريك الدوافع المذهبية، خصوصا في ما يتعلق بعمليات النهب التي لم يشهد اليمن لها مثيل منذ مئات السنين.
ولم تقتصر الانتهاكات الحوثية ضد أبناء المذاهب الأخرى على نهب الأموال والممتلكات من مؤسسات الدولة والمواطنين، بل تجاوزتها إلى استهداف دُور تحفيظ القران الكريم وتفجير المنازل والمساجد، وغيرها من الممارسات التي يجزم اليمنيون أنها عادات دخيلة عليهم ولم تحدث سوى في فترات محدودة من تاريخ اليمن، إبان النزاعات المذهبية.
يذكر أن كثيرا من المنظمات الإنسانية أكدت أنها تعمل على رصد وتوثيق كل الانتهاكات التي ارتكبتها وترتكبها الميليشيات الحوثية بحق اليمنيين، والتي طالت بعض المناوئين حتى في المناطق الزيدية، وأشارت تلك المنظمات والنشطاء العاملون فيها إلى أن قضايا النهب وكل الانتهاكات سوف تقدم إلى محاكم خاصة بعد انتهاء الانقلاب «لأن هذه الحقوق لا تسقط بالتقادم»، بحسب تأكيد البعض.



مصادر يمنية: ميناء الحديدة لا يتحمل أي ضربات إسرائيلية جديدة

رافعة في ميناء الحديدة تضررت من القصف الإسرائيلي (رويترز)
رافعة في ميناء الحديدة تضررت من القصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

مصادر يمنية: ميناء الحديدة لا يتحمل أي ضربات إسرائيلية جديدة

رافعة في ميناء الحديدة تضررت من القصف الإسرائيلي (رويترز)
رافعة في ميناء الحديدة تضررت من القصف الإسرائيلي (رويترز)

تتعاظم المخاوف في الأوساط اليمنية من رد إسرائيلي بالغ القسوة، بعد الهجوم بصاروخ تبنّاه الحوثيون على تل أبيب، الأحد، إذ تُوحي التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الرد، هذه المرة، سيكون أشدَّ من ضربات يوليو (تموز) الماضي، والتي أدت إلى تدمير خزانات النفط، ومنشآت في ميناء الحديدة، وهو ما دفع مصادر يمنية إلى التحذير بأن الميناء لا يحتمل ضربة أخرى.
وفي حين لا يزال أكثر من نصف مليون يمني، معظمهم في غرب البلاد، يعانون آثار الفيضانات التي جرفت المزارع والمساكن والطرقات، يخشى منصور عارف وهو موظف يمني في مناطق سيطرة الحوثيين، من أن يكون الرد الإسرائيلي، هذه المرة، أشد قسوة، ويعتقد أنه سيطول مناطق أبعد من الحديدة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، ويجزم بأن الملايين يدفعون ثمن معركة لا تعنيهم.

صاروخ أطلقه الحوثيون من مكان غير معروف (إعلام حوثي)

وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة قد أدت إلى مقتل ستة أشخاص، وإصابة 80 آخرين، وتدمير العشرات من خزانات وقود النفط والغاز، في حين يعتقد السكان أن الرد، هذه المرة واستناداً إلى تهديدات نتنياهو، سيكون مختلفاً، وربما يطول مواقع أو مراكز قيادية للحوثيين في مناطق مختلفة من البلاد.

ويؤكد عبد الرحمن، وهو عامل في ميناء الحديدة، أن أية ضربة جديدة للميناء ستؤدي إلى إخراجه عن الخدمة؛ لأنه يعمل حالياً بإمكانات بسيطة.

وتقول منظمات إغاثية إن أي هجوم على الميناء سيشكل كارثة على السكان في مناطق سيطرة الحوثيين؛ إذ تدخل عبره 70 في المائة من احتياجات السكان في مناطق سيطرة الجماعة من المواد الغذائية والوقود.

خدمة لإيران

يجزم الموظف الحكومي عامر سعيد بأن الحوثيين يقدمون اليمن «ثمناً للرغبة الإيرانية» في استهداف تل أبيب، حيث تجنبت طهران الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في أراضيها، وتسعى لإبرام صفقة سياسية مع الغرب، في حين تدفع أدواتها في المنطقة لتنفيذ مثل هذه الهجمات، وهي خطوة ستدفع البلدانُ والشعوب العربية أثماناً باهظة بسببها لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

ويتوقع سعيد أن يكون الرد الإسرائيلي عنيفاً، ويترك آثاراً كبيرة في الجوانب الاقتصادية والسياسية، خلافاً للرد السابق الذي اقتصر على تدمير مخازن الوقود وبعض آليات ميناء الحديدة.

حريق ضخم على أثر ضربات إسرائيلية استهدفت مخازن الوقود بميناء الحديدة اليمني (أ.ف.ب)

ومع أن الحوثيين يسعون، من خلال هذه العملية، إلى التغطية على الوضع المُزري الذي يعيشه السكان في مناطق سيطرتهم جراء الفقر وتوقف المساعدات، إلا أن المخاوف من الرد الإسرائيلي، والنتائج التي ستترتب عليه، من شأنها أن تعرقل الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلام باليمن، وفق ما أفاد به مصدر حكومي يمني.

ويرى المصدر أن الهجوم الإسرائيلي المتوقع، والذي لا يعرف مداه ولا أهدافه، قد يضاعف الأزمة الإنسانية التي يواجهها أغلبية سكان اليمن المحتاجين إلى المساعدة.

وكان برنامج الأغذية العالمي الذي أوقف توزيع المساعدات على المحتاجين في مناطق سيطرة الحوثيين، قبل نحو 11 شهراً، قد استأنف توزيع هذه المساعدات أخيراً، لكن التطورات الأخيرة ربما تُعقّد هذه الجهود.

ويزيد من هذه التعقيدات أن هناك توجهاً دولياً لوقف تمويل المساعدات التي تُوجَّه إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، رداً على اعتقالهم العشرات من العاملين لدى مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية ومحلية منذ نحو ثلاثة أشهر، وتجاهل الجماعة الدعوات الدولية المتكررة لإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.

إعادة النظر

جدَّدت الحكومة اليمنية، المعترَف بها دولياً، مطالبة المجتمع الدولي بإعادة النظر في طريقة التعامل المتبَعة مع تهديدات الحوثيين لممرات الشحن التجاري الدولي، وخصوصاً في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال سفير اليمن لدى النمسا، هيثم شجاع الدين، في كلمة بلاده أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن من بين الخيارات، التي يمكن اتباعها في التعامل مع هجمات الحوثيين مواصلة دعم المجتمع الدولي للمجلس الرئاسي والحكومة المعترَف بها، من أجل تمكينها من القيام بمهامّ حماية الملاحة الدولية في المنطقة.

سفينة تجارية بميناء الحديدة حيث لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)

وأعاد المسؤول اليمني تأكيد أن الهجمات البحرية للحوثيين تسببت بتفاقم حِدة الأزمة الإنسانية في اليمن، وضاعفت الأعباء الاقتصادية عليها وعلى كثير من دول العالم، من خلال الزيادة الملحوظة والكبيرة في تكاليف الشحن والتأمين.

وإذ جدَّد المسؤول اليمني رفض حكومة بلاده الكامل والمطلق للهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي «بدعم كامل من إيران»، أكد أنها تشكل تهديداً خطيراً للملاحة الدولية والسلم والأمن الدوليين.