شركات الأغذية العالمية تتسابق على أسواق الشرق الأوسط في «غلفود»

الشركات السورية تعاني وسط ارتفاع تكاليف الشحن وصعوبة التصدير

الشيخ حمدان بن راشد ووزير الاقتصاد الإماراتي والرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي («الشرق الأوسط»)
الشيخ حمدان بن راشد ووزير الاقتصاد الإماراتي والرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي («الشرق الأوسط»)
TT

شركات الأغذية العالمية تتسابق على أسواق الشرق الأوسط في «غلفود»

الشيخ حمدان بن راشد ووزير الاقتصاد الإماراتي والرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي («الشرق الأوسط»)
الشيخ حمدان بن راشد ووزير الاقتصاد الإماراتي والرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي («الشرق الأوسط»)

تتطلع شركات الأغذية العالمية لإيجاد منافذ جديدة لمنتجاتها في أسواق الشرق الأوسط والأسواق العربية، وسط تنام كبير في الشركات والصادرات الغذائية من الوطن العربي، عبر مشاركتهم في معرض «غلفود»، والذي انطلق يوم أمس في مدينة دبي الإماراتية.
وبحسب المنظمين لمعرض «غلفود 2016»، فإنه يتوقع أن يستقطب المعرض حضورًا تجاريًا قياسيًا يتجاوز 85 ألف زائر من أكثر من 170، في الوقت الذي يستضيف أكثر من 5 آلاف شركة عالمية من 120 دولة، و117 جناحا تجاريا وصناعيا، ويشغل مساحةً تتجاوز 1.29 مليون قدم مربعة.
وقالت تريكسي لوه ميرماند نائب الرئيس الأول في مركز دبي التجاري العالمي: «كمنصة استراتيجية للاستثمار، يربط غلفود العلامات التجارية، وصانعي السياسات المحلية، والشركات العالمية في صناعة الأغذية والضيافة، حيث يسهّل المعرض تعاملاتٍ تجارية بملايين الدولارات باجتماع أقطاب صناعة الأغذية العالمية وانخراطهم في الأعمال التجارية، واكتشاف منتجات جديدة في دبي».
ودشن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية معرض «غلفود 2016» بدورته الـ21 والذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة عدد من المسؤولين دوليين ومحليين.
ومع وصول واردات دول مجلس التعاون الخليجي إلى 53.1 مليار دولار، وفقًا لوحدة البحوث الاقتصادية التابعة لمجلة «إيكونوميست»، وشكّل المعرض عامل جذبٍ لأكبر عدد من الأجنحة العالمية المختصة بصناعة الأغذية.
وبلغ عدد الأجنحة المشاركة من بلدان وشركات نحو 117 جناحًا، بزيادة قدرها 5 أجنحة عن العام الماضي، وتشمل هذه الأجنحة مشاركة شركات من روسيا، وكوستاريكا، وبيلاروسيا، وموريشيوس ونيوزيلندا التي تعود للمرة الأولى بعد انقطاع دام ست سنوات.
وتتضمن قائمة المشاركين، تحت مظلة الأجنحة العالمية أو كشركات مستقلة، منتجي المواد الغذائية وتجار الجملة للمواد الغذائية غير المعبأة والمصدرين والموزعين إلى جانب أكبر مجموعة يقدمها المعرض من موردي معدات الضيافة.
في حين تشارك أكثر من 800 شركة متخصصة في الأغذية الحلال في معرض عالم الأغذية الحلال لعام 2016، بزيادة 15 في المائة عن العام السابق، وتتنافس للحصول على حصة من السوق التي من المتوقع أن تبلغ قيمته 2.537 تريليون دولار بحلول عام 2019، وذلك وفقًا لتقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي.
وبالعودة إلى ميرماند التي قالت: «بالنسبة لقطاعات التجزئة، وخدمات الأغذية والتموين والضيافة، يمثل المعرض فرصة لتقديم المنتجات الجديدة والابتكارات في مجال الصحة والحميات الغذائية الخاصة فضلاً عن مجموعة واسعة من المأكولات الخاصة والعرقية، ونتوقع اهتماما كبيرًا في منتجات الأغذية الحلال هذا العام مع سعي دبي لتطوير مكانتها كمركز للاقتصاد الإسلامي».
وفي شأن آخر وبحسب مصادر مطلعة أشارت إلى أن الشركات السورية المشاركة في المعرض أكدت أن الأحداث أثرت على حركة المنتجات الغذائية السورية، وذلك في ظل ارتفاع تكلفة الشحن بصورة كبيرة، ومع انحسار النقل البري بنسبة 80 في المائة وارتفاع تكلفته لم يتبق لهم إلا منفذ اللاذقية البحري أو التصدير من خلال تركيا، في الوقت الذي كان النقل البري يسهم بشكل كبير في نقل المنتجات السورية إلى دول المنطقة.
وأكدت المصادر إلى أن هذه المعوقات أثرت بشكل كبير على أرقام التصدير، في وقت تعتبر الصناعات المعدنية العادية أولى تلك الصادرات، في حين تأتي منتجات صناعة الأغذية في المرتبة الثانية، في الوقت الذي بدأت تعاني الشركات السورية في تصدير منتجاتها إلى الأسواق المجاورة.
وأشارت إحصائيات تابعة لوزارة الاقتصاد بالإمارات إلى أن واردات الإمارات من المأكولات سترتفع من مائة مليار دولار (367 مليار درهم) في 2014، إلى 400 مليار دولار على مدار السنوات العشر القادمة، وإن المنتجات الاستهلاكية وصناعات الألبان ستسهم بقسم كبير من هذا التقدم في قطاع الاقتصاد الإماراتي.
إلى ذلك أعلنت شركة علي وعبد الكريم التجارية التي تتخذ من عمان مقر لها وتعمل في مجال إنتاج التوابل عن افتتاح مصنع للمواد الغذائية في السعودية، في خطوة قالت الشركة إنها تأتي بهدف تحقيق مزيد من النمو والانتشار في المنطقة.
ولم تعلن شركة علي وعبد الكريم التجارية حجم الاستثمار، ولكن الدكتور كامل عبد الله، المدير التنفيذي للشركة قال إن «المصنع الجديد المشيد في المنطقة الصناعية بمدينة جدة، يستهدف تلبية احتياجات قاعدة عملاء الشركة الآخذة بالتوسع بشكلٍ مضطرد في دول مجلس التعاون الخليجي، وبلاد الشام، وأفريقيا، وآسيا وأوقيانوسيا».



سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.