الحنظل: 30 مليار دولار تتحرك في السوق العراقية ولم تودع في أي مصرف

رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: لدينا 52 مصرفًا محليًا و22 فرعًا لبنوك عربية وغربية

نجحت جهود البنك المركزي العراقي بتخصيص 450 مليون دولار أميركي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب..(وفي الإطار) وديع الحنظل («الشرق الأوسط»)
نجحت جهود البنك المركزي العراقي بتخصيص 450 مليون دولار أميركي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب..(وفي الإطار) وديع الحنظل («الشرق الأوسط»)
TT

الحنظل: 30 مليار دولار تتحرك في السوق العراقية ولم تودع في أي مصرف

نجحت جهود البنك المركزي العراقي بتخصيص 450 مليون دولار أميركي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب..(وفي الإطار) وديع الحنظل («الشرق الأوسط»)
نجحت جهود البنك المركزي العراقي بتخصيص 450 مليون دولار أميركي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب..(وفي الإطار) وديع الحنظل («الشرق الأوسط»)

اختتمت في بغداد أمس أعمال «المؤتمر المصرفي العراقي الثالث» الذي أقامته رابطة المصارف الخاصة العراقية، بحضور ممثلين عن 12 مصرفًا عربيًا و10 مصارف غربية، بالإضافة إلى مشاركة 52 مصرفًا عراقيًا، وهو مجموع المصارف العاملة في العراق.
المؤتمر الذي أقيم في قاعة فندق «الرشيد» بالعاصمة العراقية، بحث، وعلى مدى سبع جلسات، قضايا تهم العمل المصرفي العراقي، مثل: المصارف العراقية والنظام المصرفي العالمي، ودور القطاع المصرفي في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، ودور التمويل في عملية التنمية وخلق فرص العمل، وتحسين البيئة التشريعية والتنظيمية لعمل المصارف، وواقع التكنولوجيا في عمل المصارف العراقية، والقطاع المالي غير المصرفي ودوره في الشمول المالي. وحاضر في ندوات ومحاضرات المؤتمر ما يقرب من 50 شخصية عراقية وعربية وغربية مختصة في العمل المصرفي وفي العلوم الاقتصادية.
وقال وديع نوري الحنظل، رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية الرئيس التنفيذي لـ«مصرف آشور الدولي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا المؤتمر أضحى اليوم تقليدا سنويا نتطلع إليه، نحن المصارف الخاصة، ليكون انطلاقة جديدة ليضع الأسس والاستراتيجيات ويرسم خارطة الطريق، منطلقا من طموحنا وأمانينا وما نصبوا إليه جميعا لتطوير القطاع المصرفي الخاص ليأخذ دوره الحقيقي في عملية التنمية الاقتصادية، وأن يكون داعما ومساهما مع القطاعات الاقتصادية الأخرى في الخروج من الوضع الاقتصادي الراهن»، مشيرا إلى «أننا حققنا الجزء الأكبر من توصيات المؤتمر الثاني الذي كان قد عقد العام الماضي ببغداد، ولعل أهم ما تم تحقيقه هو استجابة البنك المركزي العراقي بقبول مرشح رابطة المصارف الخاصة العراقية عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي». وأضاف الحنظل قائلا: «الدول المجاورة سبقتنا كثيرا في العمل المصرفي، خصوصا في مجالات التشريعات ونظم العمل. وبحثنا في هذا المؤتمر تطوير تشريعات وتكنولوجيا العمل المصرفي في العراق»، منوها بأن «رابطة المصارف الخاصة العراقية واصلت في هذا المؤتمر متابعتها لتوصيات المؤتمر السابق حول ما يتعلق بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال قروض ميسرة، حيث يعاني الشباب، خصوصا خريجي الجامعات من عدم إيجاد فرص عمل لهم، فطلبنا من الحكومة العراقية ممثلة بالبنك المركزي العراقي دعم هذه المشاريع لأن المصارف الخاصة، وعلى الرغم من استجابتها وتقديمها قروضا ميسرة للشباب كي لا يتورطوا بالانخراط في التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم (داعش)، لا تستطيع استيعاب كل الأعداد الكبيرة من طلبات التمويل، ولأن حجم المشكلة أكبر من أن تستوعبه هذه المصارف».
وأشار إلى أن «جهودنا أثمرت عن قيام البنك المركزي العراقي بتخصيص 450 مليون دولار أميركي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب، إضافة إلى ما خصصته المصارف الخاصة لهذا المشروع، ومنها مصرفنا (آشور الدولي) الذي كان أول من منح قروضا للشباب».
وكشف الحنظل أن «المؤتمر بحث كذلك موضوع نافذة (مزاد) بيع العملات الأجنبية (الدولار الأميركي) من قبل البنك المركزي العراقي، وطالبنا بإيقاف هذه العملية لما خلقت من تشويش وشك وريبة في عمل المصارف الخاصة؛ إذ كان من المفترض أن تدعم هذه العملية الاقتصاد العراقي، وتثبت سعر صرف الدولار، وتقوي من قيمة الدينار العراقي، لكن التصرفات غير الصحيحة لبعض المؤسسات المصرفية والمصارف الخاصة خلطت الحابل بالنابل، وخلقت شكوكا في عمل جميع المصارف الخاصة، مما دفعنا للمطالبة بغلق هذه النافذة، وتركيز عمل المصارف على تقديم الخدمات المصرفية، مثل الـ(ماستر كارد) والـ(فيزا كارد) وتقديم القروض لتمويل مشاريع صناعية وتجارية ومنح دراسية للطلبة العراقيين، وأن تكون خدمات هذه المصارف أسوة بالمصارف العربية والغربية».
وأوضح رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية أنه يوجد «في العراق اليوم 52 مصرفا عراقيا خاصا، وفروع لـ12 مصرفا عربيا، و10 مصارف عالمية، فالنظام العالمي، يؤكد على أن يكون لكل 40 ألف نسمة فرع مصرفي, مشيرا إلى «أننا وبناء على ما نشاهد ونلمس من بعض المصارف الخاصة التي لا تقدم خدمات مصرفية صحيحة، يمكن أن نطلق عليها وصف (دكاكين) وليست مصارف». وقال: «نحن بحاجة ماسة إلى وعي مصرفي حقيقي، فهناك ما لا يقل عن 30 مليار دولار أميركي تتداول في السوق العراقية غير مودعة في أي مصرف، بل تتحرك بين التجار، ويتم إيداعها عندهم وبطرق بدائية دون أن يضعوها في أي مصرف لعدم وجود وعي أو ثقة بالمصارف، وهذا رقم كبير جدا بصراحة».



الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك» تبدأ المفاوضات مع «يونيكريديت»

شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
TT

الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك» تبدأ المفاوضات مع «يونيكريديت»

شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)

اجتمعت الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك»، بتينا أورلوب، مع مصرفيين من «يونيكريديت»، افتراضياً، صباح يوم الجمعة، وفقاً لمصادر مطّلعة، حيث بدأت المفاوضات بين البنك الألماني والمشتري الإيطالي.

ويسعى البنك الإيطالي الثاني للاندماج، بعد حصوله على حصة في «كوميرتس بنك»، في وقت سابق من هذا الشهر، بينما يبذل «كوميرتس بنك» جهوداً لتعزيز دفاعاته في إطار استراتيجيته للحفاظ على استقلاله. ولم يتضح بعدُ أي من التنفيذيين من «يونيكريديت» حضر الاجتماع، وفق «رويترز».

أورلوب، التي عُيّنت مديرة جديدة للبنك، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت، في مؤتمر مالي بلندن، يوم الخميس، أن البنكين سيلتقيان «لتبادل الآراء»، بعد أن أصبح «يونيكريديت» مستثمراً في البنك.

وفاجأ «يونيكريديت»، «كوميرتس بنك» عندما استحوذ على حصة 9 في المائة، وأعلن نيته شراء مزيد من الأسهم، حال حصوله على الموافقات التنظيمية، بينما يضغط لإجراء مناقشات لاستكشاف إمكانية الاندماج.

وتداولت أسهم «كوميرتس بنك» بارتفاع 0.5 في المائة، في فرنكفورت، بعد زيادة تُقارب 7 في المائة، يوم الخميس، بينما انخفضت أسهم «يونيكريديت» بنسبة 0.8 في المائة، بعد ارتفاع يُقدر بنحو 5 في المائة، في اليوم نفسه. وارتفعت أسهم «كوميرتس بنك» بنحو 30 في المائة منذ أن أعلن «يونيكريديت» حصته.

تُعدّ خطوة «يونيكريديت» الأكثر طموحاً حتى الآن نحو تحقيق اندماج مصرفي على مستوى أوروبا، لكنها تواجه عقبات سياسية كبيرة في ألمانيا قبل الانتخابات الوطنية. وقد أعربت إدارة «كوميرتس بنك» وموظفوه ومستشار الدولة، أولاف شولتز، عن معارضتهم إمكانية الاستحواذ، لكن هناك مستثمراً كبيراً وبعض قادة الأعمال الذين يدعمون إجراء المحادثات.

وقال أندريا أورسيل، الرئيس التنفيذي لثاني أكبر بنك في إيطاليا، الذي كان مهتماً، لفترة طويلة، بالشراكة مع «كوميرتس بنك»، هذا الأسبوع، إن هذه ستكون أفضل نتيجة.

وفي حديثها، يوم الخميس، أكدت أورلوب أن البنك منفتح على المناقشات، لكن ينبغي تقييم سرعة تحقيق التآزر والمخاطر المرتبطة بتنفيذ أي صفقة. وقالت: «أحياناً يكون الأمر منطقياً، وأحياناً لا، وهذا شيء يجب علينا اكتشافه معاً».

كما أفادت مصادر مطّلعة بأن وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، أبلغ وزارة الخزانة الإيطالية بمخاوفه بشأن أي استحواذ محتمَل على «كوميرتس بنك» من قِبل «يونيكريديت» الإيطالي، وذلك في إطار جهود برلين لوقف صفقة عدائية.

وقد أوضح كريستيان ليندنر موقفه لوزارة الخزانة الإيطالية، برئاسة جيانكارلو جيورجيتي، بالتزامن مع الانتقادات العلنية التي وجهها المستشار الألماني أولاف شولتز، هذا الأسبوع، تجاه تحرك «يونيكريديت» ليصبح أكبر مستثمر في مُنافِسه الألماني، وفق «رويترز».

وتسعى برلين إلى إبطاء الاستحواذ المحتمل على بنك يُعدّ محورياً في تمويل الشركات المتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني. ويأتي الضغط السياسي في أعقاب خطوة «يونيكريديت» للاستحواذ على نحو خُمس أسهم «كوميرتس بنك»، مما يمهد الطريق لعرض استحواذ محتمل.

وبينما كان ليندنر، من الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للسوق الحرة، أكثر تردداً في التعبير عن قلقه مقارنة بشولتز، إلا أن وزارته المالية تشعر بالإحباط مما تَعدّه سلوكاً عدوانياً من قِبل «يونيكريديت».

ويتعرض شولتز لضغوط من النقابات، التي تُعدّ عادة مؤثرة في حزبه الاجتماعي الديمقراطي، لاتخاذ موقف حازم لحماية الموظفين من تسريح العمال، وفقاً لمصادر مطّلعة.

أما ليندنر، الذي واجه حزبه انتكاسة في الانتخابات الإقليمية الأخيرة، ويواجه تراجعاً وطنياً في الدعم، فهو أيضاً حساس تجاه أي تداعيات قد تترتب على الصفقة. ويتهمه السياسيون المعارضون بالتسبب فيما وصفوه ببيع فاشل لجزء من حصة الحكومة في «كوميرتس بنك»، مما أتاح المجال لخطوة «يونيكريديت» المفاجئة. ومع ذلك فقد رفض ليندنر هذا الانتقاد، مؤكداً أن الحكومة لا يمكنها التمييز ضد أي مشترٍ.