3 محاور لتضييق الخناق على الحوثيين مع قرب ساعة الصفر في صنعاء

مصدر يمني لـ«الشرق الأوسط»: تغيير في الخطة العسكرية وتحريك اللواء 15 نحو ميناء المخا لتحريرها

يمنيون يشيرون بعلامة النصر للتعبير عن فرحهم وامتنانهم للعلاج الذي تلقوه من مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان (أ.ف.ب)، جندي إماراتي مصاب في مستشفى زايد العسكري لتلقي العلاج أمس (أ.ب)
يمنيون يشيرون بعلامة النصر للتعبير عن فرحهم وامتنانهم للعلاج الذي تلقوه من مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان (أ.ف.ب)، جندي إماراتي مصاب في مستشفى زايد العسكري لتلقي العلاج أمس (أ.ب)
TT

3 محاور لتضييق الخناق على الحوثيين مع قرب ساعة الصفر في صنعاء

يمنيون يشيرون بعلامة النصر للتعبير عن فرحهم وامتنانهم للعلاج الذي تلقوه من مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان (أ.ف.ب)، جندي إماراتي مصاب في مستشفى زايد العسكري لتلقي العلاج أمس (أ.ب)
يمنيون يشيرون بعلامة النصر للتعبير عن فرحهم وامتنانهم للعلاج الذي تلقوه من مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان (أ.ف.ب)، جندي إماراتي مصاب في مستشفى زايد العسكري لتلقي العلاج أمس (أ.ب)

كشف مصدر يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن القيادة العسكرية العليا للجيش اليمني بصدد إصدار قرار عاجل في الساعات القليلة المقبلة، يقضي بإرسال اللواء 15 الذي يترأسه العميد عبد الله الصبيحي، وكتائب المقاومة إلى ميناء المخا المطل على البحر الأحمر، الذي يتبع إداريا لمدينة تعز، لتحريرها وفرض سيطرة الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي على المدينة تمهيدا للتحرك نحو صنعاء مع قرب موعد الهجوم البري والجوي.
وقال المصدر، إن اللواء 15 سيتحرك، فور صدور الأمر من القيادة العليا، بعد أن حرر أجزاء كبيرة من مكيراس، وفرض سيطرته على «هضبة ثره» نحو البيضاء باتجاه الميناء الذي يعد موقعا استراتيجيا مهما لقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية، لربط المدن الكبرى الثلاث الحديدة وتعز وعدن.
وبحسب المعلومات العسكرية التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن الخطة الحربية التي وضعت لهجوم صنعاء، طرأت عليها تغييرات جوهرية، لتضييق الخناق على الحوثيين تتمثل في تحريك المقاومة الشعبية مدعومة بطيران التحالف من مأرب إلى صنعاء، والمحور الثاني السيطرة على صعدة بعد تحرير البقع، في حين يمثل المحور الثالث التحرك السريع من البيضاء إلى ذمار التي تبعد عن صنعاء قرابة 90 كيلومترا، ويأتي هذا التغيير مع إنزال مظلي من قوات التحالف العربي في منطقة مأرب.
وبحسب آراء عسكريين ميدانيين، فإنه في حال سقوط ميناء المخا في قبضة القوات الموالية للشرعية، سينتج عن ذلك استعادة القوة الجغرافية والاقتصادية لإقليم الجند، كذلك كسر الحصار المفروض من ميليشيا الحوثيين على مدينة تعز، خاصة أن ميناء المخا يمثل الميناء الوحيد المطل على دول القرن الأفريقي، وتحريره يمد «تعز وإب» بما تحتاجانه من معونات وأغذية، وأن سقوط الميناء بداية لسقوط تعز بالكامل في قبضة المقاومة الشعبية.
ويأتي هذا التحرك وفقا للمصدر، بالتزامن مع تسليح الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، للقبائل في منطقة البيضاء، بأحدث أنواع الأسلحة المتوسطة، وذلك بهدف قطع الإمدادات العسكرية التي تمدها العاصمة اليمنية صنعاء للانقلابيين، لافتا إلى أن هذه الخطوات ستسهل على المقاومة التحرك بشكل سريع وفي وقت قياسي، على حد وصفه، نحو «ذمار» التي ستكون مركزا لانطلاق العمليات لتحرير صنعاء.
في المقابل تترقب الأوساط العسكرية وقبائل تهامة، تنفيذ الخطة التي وضعت لتحرير إقليم تهامة، بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، التي تنقسم إلى عدة محاور تتمثل في قطع الإمدادات عن الحوثيين، ومهاجمة الثكنات العسكرية، وتحرير الموانئ الرئيسية في الإقليم، خاصة أن تحرير إقليم تهامة مهم لتحرير صنعاء ولتضييق الخناق على صعدة وعمران أهم معاقل الحوثيين بعد تراجعهم من المدن المحررة.
وفي سياق متصل، توعدت المقاومة الشعبية، التي تقوم بحسب ما توفر لها من أجهزة حديثة تمكنها من تعقب تحركات ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، بأخذ الثار لشهداء الإمارات والسعودية في موقعة «مأرب»، من خلال استهداف القيادات العسكرية في المدن التي تسيطر عليها، وقد جمعت بعض المعلومات عن تحركات الحوثيين وتغير مواقعهم في إذ تقوم الميليشيا، بحسب المعلومات الاستخباراتية التي رصدتها المقاومة الشعبية، بالتنقل من شرق إلى غرب صنعاء، ومن ثم إلى حي الجرف في الشمال من المدينة، للتمويه على طيران التحالف، وستعمل المقاومة على استهدافهم في وقت قصير جدا.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء «15» وقائد عملية تحرير عدن، لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية في مكيراس و«هضبة ثره» تسيطر على الوضع العسكري ووفقا للخطة التي وضعت من قبل القيادة العليا وما زالت المقاومة تقوم بهجمات نوعية تختلف في الطريقة حسب موقع ونوع تحصين ميليشيا الحوثيين، لافتا إلى أن المقاومة تمكنت من السيطرة على هضبة «عقبة ثره» أحد أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية التي تكشف الكثير من المديريات المحررة لارتفاعها أكثر من 1100 قدم عن سطح البحر، والذي يمكن ميليشيا الحوثيين من استهدف هذه المديريات بشكل كبير.
وأضاف العميد الصبيحي، أنه في حال استمرار وتيرة المواجهات العسكرية على نفس هذا الحال، ستكون المقاومة الشعبية على مشارف صنعاء في وقت قياسي من خلا سيطرتها على ذمار التي تبعد عن صنعاء نحو 90 كيلومترا، وهي مسافة بسيطة جدا يمكن من خلالها إعادة ترتيب الأوضاع وتوزيع الأدوار في حسم المعركة الكبرى، موضحا أن التقدم باتجاه الشمال الغربي من مكيراس ومن ثم البيضاء يعد منطقيا للقضاء على ما تبقى من جيوب الميليشيا في هذه المديريات.
وأشار العميد الصبيحي، إلى أن «هناك تحركا سريعا على الأرض، وتغيرا في بعض محاور الخطة العسكرية التي تعتمد على من ثلاثة محاور رئيسية، للتوجه إلى صنعاء وتحريرها من ميليشيا الحوثي، تتمثل في السيطرة على مأرب ومن ثم التحرك نحو صنعاء، كذلك تحرير بقع والتحرك نحو صعدة، والآخر في توجيه اللواء الذي أقوده نحو ميناء المخا القريب من تعز ويعد مركزا استراتيجيا في شكل مثلث بين الحديدة وتعز وعدن».
وتوعد العميد الصبيحي، الذي قدم التعازي لحكومات السعودية، والإمارات، والبحرين، في شهداء الواجب والدفاع عن الشرعية في اليمن، بتلقين ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح درسا موجعا في الساعات المقبلة، وسيتم استهداف قيادتهم بشكل كبير ثأرا لإخواننا في قوات التحالف العربي ودول الخليج الذين قدموا كل ما لديهم للحفاظ على اليمن.



غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)

حذّر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من مخاطر التصعيد في اليمن، وقال إن ذلك سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، وأبدى أمله في أن يؤدي إبرام «هدنة في غزة» إلى عودة مسار السلام بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية.

وكان المبعوث يتحدث قبل الأنباء التي تداولت إعلان الهدنة، إذ جاءت تصريحات المبعوث خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، صباح الأربعاء (بتوقيت نيويورك)، وسبقتها نقاشات أجراها ضمن رحلاته المكوكية إلى مسقط وصنعاء وطهران والرياض.

وتأتي التحركات الأممية في إطار مساعي غروندبرغ للحفاظ على التهدئة اليمنية الهشة القائمة، وفي سياق المساعي للضغط على الحوثيين لإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية وموظفي البعثات الدبلوماسية.

وإذ أشار المبعوث إلى حملة اعتقالات الحوثيين الجديدة، فإنه قال إن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.

وحضّ المبعوث على وقف هجمات الجماعة في محافظة البيضاء، في إشارة إلى أعمال التنكيل التي ارتكبوها ضد سكان قرية «حنكة آل مسعود»، كما دعا الجماعة إلى الإطلاق الفوري لجميع الموظفين المحتجزين تعسفياً، وشدّد على الحاجة لخفض التصعيد؛ لأن 40 مليون يمني ينتظرون السلام، وفق تعبيره.

وفي حين أشار غروندبرغ إلى أن الهجمات الحوثية على الملاحة تقوض فرض السلام في اليمن، فإنه جدّد عزمه على مواصلة العمل لتحقيق السلام في اليمن. وقال إن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيكون بصيص أمل للوضع في اليمن الذي يشهد تصعيداً بين الطرفين المتحاربين على جبهات كثيرة.

غروندبرغ التقى في الرياض رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن مبارك (الأمم المتحدة)

وأضاف أن تصاعد الهجمات والهجمات المضادة في اليمن يقوض آفاق السلم والاستقرار الاقتصادي، مشيراً إلى أن التصعيد يؤكد أن الاستقرار النسبي، وكذلك تحسن الأوضاع الأمنية القائم منذ الهدنة قد يتبددان.

وعلى النقيض من آمال غروندبرغ في إحياء عملية السلام في اليمن بعد «هدنة غزة»، تسود مخاوف يمنية من أن الحوثيين يعدون لتفجير الحرب ضد الحكومة اليمنية، مستغلين التعاطف الشعبي مع فلسطين الذي مكّنهم من تجنيد عشرات الآلاف خلال العام الماضي.

ولعل هذه المخاوف هي التي دفعت غروندبرغ للقول إنه يشعر بالقلق من أن الأطراف «قد تعيد تقييم خياراتها للسلام، وترتكب حسابات خاطئة بناءً على افتراضات خاطئة». في إشارة إلى إمكانية عودة الحرب على نطاق واسع.

الحديث عن التصعيد والمعتقلين

وتطرق إلى أضرار التصعيد الحوثي والضربات الإسرائيلية والغربية، وقال: «لقد ألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة أضراراً بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي»، وأشار إلى الضرر الذي لحق بالميناء، والقوارب القاطرة العاملة في تفريغ المساعدات الإنسانية.

وأوضح أنه كرر دعواته خلال زيارته صنعاء للإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً من الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والدولية والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص.

كما حضّ الجماعة على إطلاق سراح سفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها المكون من 25 فرداً، الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني لأكثر من عام الآن.

المبعوث الأممي إلى اليمن طلب من إيران الدعم لإطلاق سراح المعتقلين لدى الحوثيين (الأمم المتحدة)

وأبدى المبعوث قلقه إزاء التقارير التي تفيد بموجة جديدة من الاعتقالات الحوثية، وتحدّث عن التصعيد على طول كثير من الخطوط الأمامية، وقال: «يجب على الأطراف اتخاذ خطوات ملموسة بشكل عاجل نحو تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد».

وتحدث غروندبرغ عن جهود مكتبه بشأن القضايا الاقتصادية والعسكرية، وقال: «استكشفنا كيف يمكن للتعاون بين الطرفين أن يفتح الباب أمام تحقيق مكاسب السلام الحاسمة. ويشمل ذلك توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات الوقود الأحفوري، والدفع الكامل لرواتب القطاع العام».

وكان المبعوث قبل إحاطته التقى مسؤولين عمانيين في مسقط، وقادة الجماعة الحوثية في صنعاء، قبل أن يلتقي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، ووزير الخارجية شائع الزنداني.

يُشار إلى أن اليمنيين كانوا مستبشرين في نهاية 2023 بالبدء في تنفيذ خريطة طريق للسلام توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن انخراط الجماعة الحوثية في الصراع الإقليمي ضمن ما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، وشنّ الهجمات على السفن أدى إلى جمود هذه المساعي حتى الآن.

وخلال جلسة إحاطة غروندبرغ، تحدثت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، وقالت إنه حان الوقت للرد على تهديدات الحوثيين، مؤكدة وجوب مساءلة إيران عن هجماتهم على الملاحة.
وأشارت المندوبة الأميركية إلى حملات الحوثيين لاعتقال الموظفين الأمميين، وموظفي البعثات الدبلوماسية، داعيةً لحرمان الجماعة من مواردها المالية المستخدمة في شن الهجمات، وتسليط الضوء على علاقتها مع حركة «الشباب» الصومالية، والتخادم معها في تهريب الأسلحة.
وفي الجلسة نفسها، أكد المندوب اليمني عبد الله السعدي، أن الوضع الإنساني والاقتصادي في بلاده لا يحتمل، وقال إن الحكومة حريصة على التعاطي مع كل الجهود للتوصل إلى تسوية سياسة، داعياً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لتطبيق قراراته بما يكفل إنهاء الانقلاب الحوثي وفق المرجعيات الدولية المتفق عليها.
وحمّل السعدي المجتمع الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، وأوضح أن غياب الإرادة الدولية إزاء الحوثيين هي التي ساعدت في تحويل الحديدة إلى قاعدة لتهديد الملاحة والأمن الإقليمي.