خلال لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في الولايات المتحدة، المتعددة مع الرؤساء وكبار المسؤولين الأميركيين والسفراء والطلاب المبتعثين، التقى أيضًا سيدتين أقل نفوذًا بكثير: جاكي فوسكامب وجويس كريسمر، توأمتين تبلغان من العمر 86 عامًا من سان دييغو.
تعد التوأمتان ضيفتي شرف لدى الملك، واستضافهما مساء السبت في «أندرو ميلون أوديتريم».
يعد هذا اللقاء الأحدث في إطار علاقة فريدة من نوعها بين عائلات الأميركيين الرواد بصناعة النفط وملوك السعودية، وهي علاقة تمتد لقرابة سبعة عقود. عام 1947، التقت التوأمتان الملك الراحل عبد العزيز، بمدينة الظهران السعودية. وتم اللقاء داخل مجمع سكني للعاملين الأميركيين بصناعة النفط، حيث كان والدا التوأمتين، روي وبولين من بين الأسر التي تقطن المجمع. وكانا من بين مجموعة من الأميركيين شاركوا بمهمة استخراج النفط، مطلع ثلاثينات القرن الماضي، التي أصبحت فيما بعد شركة «أرامكو السعودية»، أغنى وأكبر شركة نفطية بالعالم.
خلال ذلك اليوم، رحب الملك بجميع عائلات العاملين و29 طفلاً، بينهما جاكي وجويس، اللتان كانتا في سن المراهقة آنذاك وارتدتا أثناء لقاء الملك فستانين متطابقين. وخلال الاحتفال ولقاء التوأمتين بالملك، سجل مصور مجلة «لايف»، ديفيد دوغلاس دنكان، لحظة اللقاء.
وخلال مقابلة مع «سان دييغو يونيو تريبيون»، وصفت جاكي لقاء عام 1947 بأنه كان غير عادي. وقضت التوأمتان اللتان ولدتا في لوس أنجليس، فترة إقامتهما في السعودية في تلقي دروس في اللغة العربية والسباحة والبحث عبر رمال الصحراء عن جواهر أو عملات ذهبية أو أي مواد أخرى تسقط من قوافل جمال البدو المارة عبر الصحراء، حسبما نشرته «يونيو تريبيون».
وفي نهاية الأمر، تزوجت الشقيقتان رجلين يعملان بالسعودية وأنجبتا هناك، وقضتا معظم شبابهما بالمملكة، قبل العودة إلى كاليفورنيا.
في مايو (أيار) 2008، تلقت جاكي وجويس دعوة للمشاركة في الاحتفال بالعيد الـ75 لإنشاء «أرامكو» في الظهران. ومن بين 29 طفلاً التقوا الملك عبد العزيز، عاد 25، واستقبلهم جميعًا الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وبحلول ذلك الوقت، كانت التوأمتان والآخرون باتوا يعرفون باسم «أطفال 47»، وقامت مجموعة من أطفال محليين بإعادة تمثيل مشهد اللقاء الأول، وكان بينهم توأمتان ارتدتا فستانين متطابقين ليشبها جاكي وجويس. وحصل الضيوف على حقائب مليئة بأساور ذهبية وعباءات مطرزة يدويًا. وفي تعليقها على الاحتفال، قالت جويس في لقائها مع «يونيو تريبيون»: «جرت معاملتنا مثل النجوم. ولست واثقة إن كنت قد هبطت على الأرض مجددًا منذ ذلك الحين».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ {الشرق الأوسط}