المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

ليبيا وتونس تتفقان على آلية لاستخلاص الديون العالقة

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش (الخارجية الجزائرية)
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش (الخارجية الجزائرية)
TT
20

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش (الخارجية الجزائرية)
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش (الخارجية الجزائرية)

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا.
وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا». مبرزا أنه «جدد لها حرص الجزائر على دعم استقرار ووحدة هذا البلد الشقيق، وتأييدها لكل ما من شأنه تحقيق التوافق بين أبنائه للمضي قدما في تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية».
ونقل البيان عن الوزيرين «ارتياحهما لمستوى التوافق في رؤى ومواقف البلدين الشقيقين»، مؤكدا حرصهما على الحفاظ على سنة التنسيق والتشاور السياسي، وتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز مسيرة التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
في سياق ذلك، كشفت وزارة الشؤون الخارجية التونسية والهجرة والتونسيين بالخارج، عن النتائج التي تمخضت عن زيارة المنقوش ووزير المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد الشهوبي، أول من أمس إلى تونس، بتأكيدها التوصل إلى التوقيع على محضر اتفاق مشترك، حول آلية خلاص الديون المستحقة لبعض المؤسسات التونسية في القطاعين العام والخاص، والاتفاق على التسريع في تنفيذ بنوده. كما اتفق الطرفان على تسهيل انسيابية السلع التجارية وحركة المسافرين في الاتجاهين، من خلال فتح ممرات جديدة في معبر رأس جدير الحدودي، الذي يعد أهم معبر يربط بين تونس وليبيا، إضافة إلى فتح خط بحري جديد بين ميناء جرجيس (جنوب شرقي تونس) وميناء طرابلس الليبي، وتسيير رحلات جوية تربط المطارات التونسية بالمطارات الليبية.
كما تناولت الجلسة، التي جمعت نبيل عمار، وزير الخارجية التونسية ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش، آفاق التعاون التونسي - الليبي في مجال تحقيق الأمن الطاقي، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، عبر تكثيف تبادل وفود أصحاب الأعمال والمستثمرين في البلدين، كما تمّ التأكيد كذلك على ضرورة تشجيع مساهمة الشركات التونسية في مشاريع تطوير البنية التحتية في ليبيا، في إطار برامج إعادة الإعمار، وذلك من خلال خلق شراكات بين مؤسسات تونسية وليبية.
في السياق ذاته، دعا الطرفان اللجان القطاعية والفنية المشتركة إلى الاجتماع في أقرب الآجال؛ تمهيداً لعقد اللجنة التحضيرية الوزارية، بما يهيّئ الأرضية لتنظيم اجتماعات اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي الحكومة في البلدين.
أما بخصوص الوضع السياسي والأمني في ليبيا، وسعي مختلف الأطراف لإجراء الانتخابات، فقد عبّرت تونس عن وقوفها إلى جانب ليبيا ومساندتها للجهود الرامية كافة إلى إنجاح المسار السياسي، برعاية منظمة الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، نوهت المنقوش بالموقف التونسي «الداعم لليبيا، ومساندة بلادنا لها في جميع المحافل الإقليمية والدولية، ومساهمتها الفعّالة في إنجاح المسار السياسي الليبي».
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد استقبل مساء الأربعاء الوفد الليبي بقصر قرطاج، وتحدث عن أهمية مواصلة تعزيز سنّة التشاور والتنسيق بين البلدين في كلّ المجالات، خاصة في قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن. كما جدّد التأكيد على موقف تونس الثابت الداعي إلى حلّ الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة تقوم على وحدة هذا البلد الشقيق. داعياً إلى تذليل الصعوبات التي تحول دون تطلعات الشعبين، وتجاوز بعض الإشكاليات المفتعلة التي تهدف إلى التشويش على علاقات الأخوة والتعاون بين تونس وليبيا.


مقالات ذات صلة

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا هل ليبيا مؤهلة لاستقبال لاجئين سودانيين راهناً؟

هل ليبيا مؤهلة لاستقبال لاجئين سودانيين راهناً؟

رغم تأكيدات عدد من المراقبين بمحدودية أعداد السودانيين الذين سيحاولون اللجوء للأراضي الليبية في محاولة للنجاة من الصراع الراهن ببلادهم، مقارنة بحصة دول أخرى، تصاعدت أصوات عدة بالساحة الليبية تدعو للتعامل بـ«حذر بالغ» مع ما قد يفرضه هذا الملف من تداعيات على بلادهم، وسط تساؤلات حول مدى جاهزيتها لاستقبال لاجئين جدداً. وفي حين أرجع البعض تلك التحذيرات لما تعانيه ليبيا بالأساس من أزمات سياسية وانعكاس الانقسام الحكومي الراهن سلباً على الأوضاع المعيشية بالبلاد، تخوف آخرون أيضاً من إمكانية اختراق عناصر من «الإرهابيين، أو المهاجرين غير النظاميين، وأغلبهم من دول الجوار الأفريقي حدود ليبيا الجنوبية؛ مما

جاكلين زاهر (القاهرة)

حديث لمسؤول مصري مع مرضى يُثير انتقادات

وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)
وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)
TT
20

حديث لمسؤول مصري مع مرضى يُثير انتقادات

وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)
وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)

أثار حديث نائب رئيس الوزراء المصري وزير الصحة، خالد عبد الغفار، مع مرضى، خلال زيارته مستشفى حكومياً في مركز «العدوة» بمحافظة المنيا (صعيد مصر) انتقادات واسعة على «السوشيال ميديا»، السبت.

وأظهر مقطع فيديو متداول لوزير الصحة وعدد من المسؤولين خلال تفقد «وحدة الغسيل الكلوي» بمبنى المستشفى المنشأ حديثاً، السبت، شكوى عدد من المرضى من طول فترة الانتظار اليومي، وعدم معاملتهم بـ«طريقة لائقة»، في وقت رد فيه الوزير على شكوى المرضى، بقوله: «عليكم تقديم الشكر للدولة على بناء المبنى وتجهيزه بدلاً من الانتقاد»، قبل أن ينهي حديثه مع المرضى من دون الاستماع لباقي المشاكل ويغادر المستشفى.

ولاقى مقطع الفيديو رواجاً عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات للوزير.

وبينما طالب البعض الوزير بالاعتذار عن تصريحاته مع «التأكيد على أن دور الحكومة مرتبط بخدمة الشعب، وأن ما يفعله المسؤول الرسمي هو من صميم مهام وظيفته». عد آخرون أن المشكلة تكمن في طريقة حديث الوزير مع المواطنين البسطاء والتعامل مع الموقف بصفته «سجالاً سياسياً».

لكن فريقاً ثالثاً رأى أن ما حدث لم يكن به مشكلة من الأساس، وأن الوزير المصري استمع لشكاوى المواطنين بشكل كافٍ.

كما دافع فريق رابع عن المسؤول المصري، مؤكدين تحركه لحل مشكلة المرضى بعد الاستماع إليها خلال الزيارة.

في سياق ذلك، شرح بعض المغردين جانباً من معاناة المرضى الذين يترددون على المستشفى للعلاج، مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً للخضوع لجلسات الغسل الكلوي.

وزير الصحة خلال جولته بـ«وحدة الغسيل الكلوي» بالمستشفى (وزارة الصحة)
وزير الصحة خلال جولته بـ«وحدة الغسيل الكلوي» بالمستشفى (وزارة الصحة)

وبحسب بيان وزارة الصحة، عقب تداول الفيديو، فإن الوزير استجاب لشكاوى المرضى التي تمحورت حول طول مدة الانتظار خلال جلسة الغسل الكلوي، فضلاً عن وجود عجز في أعداد الفرق التمريضية بالمستشفى.

ووجَّه الوزير بمضاعفة أعداد التمريض في «وحدة الغسيل الكلوي»، والعمل على خفض فترة انتظار المرضى لتلقي الجلسات.

عضو «لجنة الصحة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إيرين سعيد، انتقدت رد فعل الوزير خلال الجولة، ووصفت رده بـ«غير الدبلوماسي»، حيث لم يمنح المريض فرصة عرض شكواه ليتم فحصها والتأكد منها.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» ضرورة أن يكون لدى أي مسؤول القدرة على التعامل مع المواطنين والمرضى وفهم مشاكلهم والعمل على حلها، وهو ما لم يحدث في هذه الواقعة.

المسؤول المصري زار المستشفى خلال جولة تفقدية (وزارة الصحة)
المسؤول المصري زار المستشفى خلال جولة تفقدية (وزارة الصحة)

لكن عضو مجلس النواب، سعودي عبد الرحمن، الذي رافق وزير الصحة في الجولة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الموقف لم يتجاوز المداعبة بين الوزير والمواطنين، ووزير الصحة حرص بعد استماعه لشكوى المرضى على مراجعة الأعداد الموجودة من التمريض والأطباء بالمستشفى لبيان ما إذ كان هناك عجز أم لا، وسبب طول فترة الانتظار في «وحدة الغسيل الكلوي».

وأكد عبد الرحمن أن وزير الصحة طلب الاطلاع بشكل يومي وبتقارير مصورة عما يستجد بـ«وحدة الغسيل الكلوي» وتقليل فترات الانتظار للمرضى للحد الأدنى، عادَّاً أن الأمر جرى تضخيمه بصورة مغايرة لما حدث، خصوصاً أن المبنى الجديد بالمستشفى «لا يزال في إطار العمل التجريبي».