هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

عقب دعوة عمرو موسى لإعداد المواطنين لمستقبل «صعب»

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على «فيسبوك»)
جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على «فيسبوك»)
TT
20

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على «فيسبوك»)
جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على «فيسبوك»)

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية.
وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأزمات».
كانت الجلسة الافتتاحية لجلسات «الحوار الوطني» قد انطلقت (الأربعاء)، بحضور حكومي ضم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وعدداً من الوزراء والسفراء ورؤساء الأحزاب السياسية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والاتحادات والنقابات العامة والمجتمع المدني وصحافيين وإعلاميين، وعدداً من الشخصيات العامة.
وأكد الرئيس السيسي، خلال كلمة مسجلة بُثت في بداية الجلسة، أن «(الحوار الوطني) يرسم ملامح الجمهورية الجديدة»، مجدداً القول إن «الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية». وأضاف أن «أحلامنا وآمالنا تفرض علينا أن نتوافق».
ولاقت كلمة عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، ورئيس «لجنة الخمسين» التي تولت صياغة الدستور المصري الحالي، في الجلسة الافتتاحية، تجاوباً «واسعاً»، وتصدر اسمه محركات البحث خلال الكلمة وبعدها، إذ أشار إلى «قلق المصريين في هذه المرحلة». وطرح موسى الكثير من التساؤلات التي أشار إلى أن «المواطن المصري يطرحها في كل مكان، منها: «أين فقه الأولويات في اختيار المشروعات؟ وأين مبادئ الشفافية؟ وما حالة الديون وكيفية سدادها لأن الاقتصاد متعب ومرهق؟»، إضافةً إلى تساؤلات أخرى عن «الحريات وضمانتها، وعن البرلمان وأدائه، وعن الاستثمار وتراجعه». وقال موسى إن الإجابة عن جميع الأسئلة «يجب أن تكون صريحة وأمينة، ولو كانت صادمة يجب إعداد الناس لمستقبل صعب، وهذا واجب ومسؤولية مؤسسات الدولة كافة، ومنها مؤسسة (الحوار الوطني)».
وحسب بيان لإدارة «الحوار الوطني»، فإن فعالياته «ستذاع على الهواء مباشرةً وبحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، لتأكيد حق الرأي العام في المعرفة والمتابعة».
من جانبه، رأى الدكتور طلعت عبد القوي، عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني»، وعضو مجلس النواب المصري، الحوار «فرصة لتوضيح جميع الحقائق للرأي العام المصري»، مشيراً إلى أن المصريين في كثير من الأحيان «كانوا يطرحون الكثير من التساؤلات ولا يتلقون إجابات، أو يحصلون في أحيان أخرى على معلومات منقوصة وغير دقيقة».
وأوضح عبد القوي لـ«الشرق الأوسط» أن «جلسات الحوار ستُجرى بمنتهى الوضوح والشفافية، وستتيح الفرصة لكل الأفكار والآراء أن تُطرح ولجميع التيارات أن تقدم رؤيتها»، لافتاً إلى أن ذلك «يسهم في تهدئة الرأي العام»، مؤكداً أن توضيح الحقائق والتعرف على جميع أبعاد الموقف الراهن «وسيلة فعّالة للمشاركة المجتمعية في صناعة القرار وتقبله والتجاوب معه».
واتفق الدكتور أحمد عبد المجيد، الخبير الاستراتيجي والباحث في شؤون الاتصال السياسي والمؤسسي، مع الرأي السابق، مشيراً إلى أن توضيح الحقائق وتحسين قنوات التواصل بين مؤسسات الدولة وجميع قطاعات المواطنين «يمثل وسيلة لتحقيق الصبر المجتمعي على الإجراءات الجاري تطبيقها لمواجهة الأزمات».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المجتمع المصري يواجه الكثير من التحديات التي تشغل المواطنين». وتابع أن حالة الحوار ستوفر إطاراً لتفهم المصريين طبيعة وحدود تلك الأزمات، والإجراءات المتخَذة للتعامل معها، مشيراً إلى أن حالة الحوار «ستكون في اتجاهين، من الدولة إلى المواطن عبر توضيح الحقائق، ومن المواطنين إلى الدولة عبر تقييم مدى كفاءة السياسات والإجراءات المتَّبَعة ومدى رضا الرأي العام عنها».
وشدد على أهمية أن يتم إطلاع المصريين على كل مجريات النقاش، ليتأكد الجميع من أنه «لا يوجد ما تتم مناقشته في غرف مغلقة»، معتبراً أن ثقة المواطن وإدراكه لتجاوب الدولة مع ما يطرحه من مشكلات وتساؤلات «يسهم في تحسين المزاج الشعبي، ويجعل المواطنين أكثر تقبلاً وتفاعلاً مع الشأن العام»، وهو ما يصفه بأنه «ضرورة لبناء أي مجتمع ديمقراطي».
كان السيسي قد دعا خلال حفل إفطار رمضاني في 26 أبريل (نيسان) من العام الماضي، إلى إجراء «حوار وطني» حول مختلف القضايا، وعقد مجلس أمناء الحوار الوطني، الذي يضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وعدداً من الشخصيات المحسوبة على قوى المعارضة، اجتماعات على مدار عام كامل للاتفاق على محاور الحوار، خلص إلى 3 محاور رئيسية؛ سياسية ومجتمعية واقتصادية، على أن تتولى إدارة المناقشات في كل محور مجموعة من اللجان الفرعية، تتناول 113 موضوعاً مطروحاً للنقاش.


مقالات ذات صلة

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من قلق المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من قلق المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة»: هل بدأ عد تنازلي نحو «انفراجة» قريبة؟

رئيس مجلس الوزراء القطري (يمين) خلال مؤتمر صحافي الأحد في الدوحة مع وزير الخارجية التركي (أ.ف.ب)
رئيس مجلس الوزراء القطري (يمين) خلال مؤتمر صحافي الأحد في الدوحة مع وزير الخارجية التركي (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: هل بدأ عد تنازلي نحو «انفراجة» قريبة؟

رئيس مجلس الوزراء القطري (يمين) خلال مؤتمر صحافي الأحد في الدوحة مع وزير الخارجية التركي (أ.ف.ب)
رئيس مجلس الوزراء القطري (يمين) خلال مؤتمر صحافي الأحد في الدوحة مع وزير الخارجية التركي (أ.ف.ب)

وسط تأكيدات من الوسطاء على حدوث «تقدم جزئي» في موقف الأطراف بشأن استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال التقديرات أن الاتفاق بين «حماس» وإسرائيل لا يزال «صعباً»، خصوصاً في ظل عدم وجود اتفاق على «كيفية إنهاء الحرب».

وقال رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في غزة «أحرزت بعض التقدم، لكن لا يزال الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صعباً». وتابع: «شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها».

وأفاد المسؤول القطري البارز بأن «(حماس) مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع». لكنه أضاف أن إسرائيل تريد من «حماس» إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب. وأشار إلى أنه «عندما لا يكون هناك هدف مشترك بين الأطراف، أعتقد أن فرص (إنهاء الحرب) تصبح ضئيلة للغاية».

من ناحيته، قال فيدان إن المحادثات التي أجراها مسؤولون أتراك مع «حماس» أظهرت أن الحركة ستكون أكثر انفتاحاً على اتفاق يتجاوز وقف إطلاق النار في غزة، ويهدف إلى حل دائم للأزمة مع إسرائيل بما في ذلك حل الدولتين.

رؤية شاملة

في المقابل تتحدث «حماس» عن دعم «إنجاح الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق» تريده «شاملاً»، وسط ضغوط نفاد المساعدات الإغاثية بالقطاع ودعوات لعصيان مدني في إسرائيل.

وتستبق تلك التطورات زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، المقررة بعد نحو أسبوعين إلى المنطقة، تشى بأن «العد التنازلي نحو تحقيق تهدئة قريبة باتت فرصها أكبر بكثير عن أي مرة سابقة»، كما يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مرجحين أن تحسم الضغوط الأميركية قبل الزيارة الاتفاق المحتمل، وسط تباين بشأن هل يكون شاملاً أم مؤقتاً.

ووفق مصدر مطلع بـ«حماس» تحدث لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، فإن الحركة «قدمت عبر الوسيط المصري، خلال لقاء السبت، رؤيتها الشاملة لإنهاء الحرب، متضمنة مبادرة متكاملة»، لافتاً إلى أن «تلك المبادرة التي طرحتها (حماس) عبر مصر، وعرضت على قوى إقليمية عدة، حظيت بترحيب واسع».

رجل فلسطيني يحمل طفلاً بين الأنقاض يوم الأحد بعد غارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط غزة (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل طفلاً بين الأنقاض يوم الأحد بعد غارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط غزة (أ.ف.ب)

وتنص تلك المبادرة على «تنفيذ صفقة تبادل تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين الإغاثة العاجلة للشعب الفلسطيني، والقبول بهدنة طويلة الأمد تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، والالتزام بالرؤية المصرية لإدارة قطاع غزة من خلال (لجنة إسناد مجتمعي)، مع تأكيد (حماس) على عدم مشاركتها في هذه الإدارة ودعم جهود إعادة الإعمار، وتقديم ضمانات واضحة وقابلة للتنفيذ بما يسهّل تطبيق الاتفاق»، بحسب المصدر المطلع.

وجاءت زيارة «حماس» إلى القاهرة للمرة الثانية خلال أسبوع بعد زيارة لتركيا الأسبوع الماضي، ولقاء وزير الخارجية التركي، وتلاه تأكيد مصدرين من الحركة لـ«الشرق الأوسط»، وقتها، أن الحركة تريد دعماً من تركيا، لنقل رؤيتها إلى إدارة ترمب بشأن «الصفقة الشاملة»، في ظل «العلاقات الجيدة بينهما».

فرصة كبيرة

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن «هناك فرصة كبيرة لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات بسبب قرب حضور ترمب للمنطقة الشهر المقبل مع سعيه لتكرار اتفاق مماثل لما فعله عشية تنصيبه قبل 3 أشهر»، مرجحاً أن «تكون هناك أنباء جيدة في الطريق عن إنهاء الحرب، وليس مجرد هدنة إنسانية أو مؤقتة فقط».

كما يعتقد السفير الفلسطيني الأسبق لدى القاهرة، بركات الفرا، أن «العد التنازلي نحو انفراجة قريبة بات أمراً مؤكداً خصوصاً بعد استنفاد (حماس) خياراتها بهذه الصفقة المطروحة»، مستبعداً أن «تكون الصفقة المقبلة شاملة حالياً؛ لكن مؤقتة على أن تشمل مفاوضات بشأن اتفاق شامل».

وبحسب تقديرات المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، فإنه «بعد مبادرة الحركة وجديتها، فالكرة باتت بالكامل في الملعب الإسرائيلي»، متوقعاً أن «يواصل الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة المراوغة ورفض التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي».

سيدة فلسطينية تقف يوم الأحد بين أنقاض المنازل المدمرة في مخيم البريج وسط غزة (أ.ف.ب)
سيدة فلسطينية تقف يوم الأحد بين أنقاض المنازل المدمرة في مخيم البريج وسط غزة (أ.ف.ب)

ويرجح المدهون أن «تصرّ حركة (حماس) على موقفها الثابت الرافض لأي حلول جزئية أو مؤقتة هشة تتيح للاحتلال العودة مجدداً إلى القتل والتدمير»، لافتاً إلى أن «احتمال التوصل إلى اتفاق جزئي يبدو مستبعداً في ظل موقف (حماس) الحازم».

ولم تعلق إسرائيل على المقترح المثار من «حماس» وسط استمرار العد التنازلي لزيارة ترمب للسعودية، وقطر، والإمارات، في الفترة من 13 إلى 16 مايو (أيار) المقبل، حسب إعلان البيت الأبيض أخيراً، وبينما تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطاً بالمظاهرات المطالبة بوقف الحرب والتلويح بعصيان مدني، تخشى الحركة من تداعيات نفاد المساعدات بغزة.

عصيان مدني

ودعا رئيس الشاباك السابق، عامي أيالون، إلى عصيان مدني سلمي، واعتبره واجباً للحفاظ على إسرائيل، وذلك في تصريحات نقلتها قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية، السبت، على هامش مشاركته في مظاهرات ضمت آلاف الإسرائيليين ضد حكومة نتنياهو للمطالبة بإعادة الرهائن.

ومع إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة، منذ مطلع مارس (آذار) الماضي، واستئناف إسرائيل حربها على القطاع، أكد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال، في تصريحات صحافية، الأحد، نفاد الإمدادات.

ويرى أنور أن الضغوط الإسرائيلية الداخلية تتزايد وقد تسفر ضغوط ترمب عن قبول نتنياهو باتفاق، فيما يؤكد المدهون أن «تدخلاً أميركياً جدياً وحاسماً قد يغيّر المعادلة». ويرجح الفرا أنه في «ظل هذه الضغوط ربما يسهل قرب زيارة ترمب من إحداث انفراجة قريبة والتوصل إلى اتفاق جزئي أولاً، ثم شامل بعد ضغوط أميركية جادة وحقيقية حرصاً على مصالحها بالمنطقة».