«الأمعاء الخاوية»: تاريخ طويل من الإضرابات الجماعية والفردية

«الأمعاء الخاوية»: تاريخ طويل من الإضرابات الجماعية والفردية
TT

«الأمعاء الخاوية»: تاريخ طويل من الإضرابات الجماعية والفردية

«الأمعاء الخاوية»: تاريخ طويل من الإضرابات الجماعية والفردية

يستخدم الأسرى الفلسطينيون الإضراب عن الطعام أو ما يعرف بـ«معركة الأمعاء الخاوية»، سلاحا أخيرا في مواجهة إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، سواء للاحتجاج على ظروف وإجراءات معينة أو لتحسين ظروف الاعتقال، وهو عادة خيار أخير، باعتباره سلاحا قد يكلف الأسير حياته، ناهيك من المخاطر الجسيمة، الجسدية والنفسية، للأسير المضرب.
الإضراب المفتوح عن الطعام هو امتناع المعتقل عن تناول جميع أصناف المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى، باستثناء الماء وقليل من الملح في محاولة للحفاظ على حياته، وقد لجأ كثيرون في تصعيد خطير إلى الامتناع حتى عن تناول هذه الأملاح.
ويسجل للأسير خضر عدنان الذي قضى بعد إضراب طويل استمر 87 يوما، أنه مفجر الإضرابات الفردية بعدما خاض 6 منها، انتصر في 5 ورحل مع الأخير، لكن تاريخ الإضرابات الجماعية قبل عدنان، طويل وزاخر بالتحديات، وقد أدت تلك الإضرابات إلى وفاة 6 أسرى، قبل أن ينضم إليهم عدنان.
رئيس نادي الأسير قدورة فارس، قال إن «الشيخ خضر عدنان، أوّل فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام فرديا، لكنه السابع الذي يتوفى خلال معارك الإضراب عن الطعام».
يذكر أن الأسرى خاضوا مواجهات لا يمكن حصرها من الإضرابات الجماعية عن الطعام، لكن يمكن تسجيل أهمها، بدءا من التجربة الأولى التي كانت في سجن نابلس أوائل عام 1968؛ حيث خاض المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر ثلاثة أيام، احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية. ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.
* أبرز معارك «الأمعاء الخاوية»
- إضراب سجن الرملة عام 1969، واستمر11 يوماً، للمطالبة بتحسين وزيادة كمية الطعام وإدخال القرطاسية ورفض مناداة السجان بكلمة (حاضر سيدي)، ورفض منع التجمع لأكثر من أسيرين في الساحة وكذلك زيادة وقت الفورة (استراحة في باحة السجن). وانتهى الإضراب بقمع الأسرى وعزلهم وتعريضهم للإهانة.
- إضراب السجينات الفلسطينيات في سجن «نفي ترستا» عام 1970 واستمر تسعة أيام، وحقق تحسين التهوية وزيادة وقت الفورة وإدخال بعض المستلزمات الخاصة بالنساء عبر الصليب الأحمر.
- الإضراب المفتوح في 1970 في سجن عسقلان.
- إضراب سجن نفحة في 1980 واستمر لمدة 32 يوماً، وكان من أشهر الإضرابات، نكل الإسرائيليون خلاله بالمضربين، فقضى الأسيران راسم حلاوة وعلي الجعفري.
- إضراب سجن جنيد سبتمبر (أيلول) عام 1984 واستمر لمدة 13 يوماً.
- إضراب سجن نفحة عام 1991.
- إضراب 1992 الذي شمل معظم السجون. شارك فيه نحو سبعة آلاف أسير، واستمر 15 يوماً. واعتبر هذا الإضراب من أنجح الإضرابات التي خاضها الأسرى الفلسطينيون من أجل الحصول على حقوقهم. فقد تم تحقيق كثير من الإنجازات الضرورية، مثل إغلاق قسم العزل في سجن الرملة ووقف التفتيش العاري، وإعادة زيارات الأقسام وزيادة فترة زيارة الأهل والسماح بالزيارات الخاصة، وإدخال بلاطات الطبخ إلى غرف المعتقلات وشراء المعلبات والمشروبات الغازية وتوسيع قائمة المشتريات في الكانتينة.
وتوالت الإضرابات بعد ذلك، وقضى 7 في محصلتها، وهم عبد القادر أبو الفحم عام 1970، خلال إضراب سجن عسقلان، وراسم حلاوة وعلي الجعفري عام 1980 خلال إضراب سجن نفحة، ومحمود فريتخ إثر إضراب سجن جنيد عام 1984، وحسين عبيدات عام 1992 في إضراب سجن عسقلان، ثم خضر عدنان في إضرابه الفردي عام 2023.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد الإضراب الأول للأسير خضر عدنان، خاض كثير من الأسرى الفلسطينيين إضرابات فردية، تجاوز معظمها الـ100 يوم، لكنها كانت محل نقاش، باعتبار أنها تترك الأسير وحيدا في مواجهة مصيره، بخلاف الإضراب الجماعي الذي يمكن أن يشكل ضغطا أكبر. كما أن الإضرابات الجماعية تستهدف إنجازات جماعية، أما الفردية فكانت موجهة عادة ضد الاعتقال الإداري للأسير المضرب، أو ضد اعتقاله من الأساس.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.