«التضخم» يرفع سخونة اجتماع «المركزي} الأوروبي

عاود الارتفاع في أبريل مع انخفاض لـ«الأساسي»

متسوقون يشترون الأسماك الطازجة في سوق مارافيا في العاصمة الإسبانية مدريد (أ.ب)
متسوقون يشترون الأسماك الطازجة في سوق مارافيا في العاصمة الإسبانية مدريد (أ.ب)
TT

«التضخم» يرفع سخونة اجتماع «المركزي} الأوروبي

متسوقون يشترون الأسماك الطازجة في سوق مارافيا في العاصمة الإسبانية مدريد (أ.ب)
متسوقون يشترون الأسماك الطازجة في سوق مارافيا في العاصمة الإسبانية مدريد (أ.ب)

ارتفع التضخم العام في منطقة اليورو الشهر الماضي للمرة الأولى منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن التضخم الأساسي تراجع للمرة الأولى في 10 أشهر، ما يعطي مزيدا من المبررات لأن يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بشكل طفيف في اجتماعه يوم الخميس، لكن ذلك يدعم في الوقت ذاته إبطاء أجرأ حملة رفع لأسعار الفائدة في تاريخ المركزي الأوروبي.
وتباطأ التضخم العام بشكل حاد من قراءات في خانة العشرات في أواخر العام الماضي، لكنه لا يزال مرتفعا بشكل كبير، ما يجعل رفع أسعار الفائدة مجددا ضرورة، ويكون محل النقاش فقط هو حجم هذا الرفع، إذ تتراوح تقديرات صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي لحجم الرفع بين 25 و50 نقطة أساس.
وأفاد مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) يوم الثلاثاء بأن إجمالي الزيادة في الأسعار في دول منطقة اليورو العشرين ارتفع إلى نحو سبعة بالمائة في أبريل (نيسان) الماضي، من 6.9 بالمائة في مارس (آذار) السابق عليه، وذلك بالتماشي مع توقعات خبراء اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم.
لكن في ذات الوقت، فإن التضخم الأساسي بمنطقة اليورو تباطأ للمرة الأولى منذ 10 أشهر، حيث ارتفعت أسعار المستهلك التي تستبعد العناصر المتقلبة- مثل الوقود وتكاليف الغذاء- بنسبة 5.6 بالمائة في أبريل على أساس سنوي، منخفضة بذلك عن قمتها القياسية لشهر مارس البالغة 5.7 بالمائة، وبما يتماشى مع متوسط تقديرات الاقتصاديين في استطلاع أجرته «بلومبرغ».
وشرع البنك المركزي في مسار الرفع الحالي منذ يوليو (تموز) 2022، عندما رفع سعر الفائدة الرئيسي من سالب 0.5 بالمائة إلى الصفر، قبل أن يستمر في سلسلة الرفع حتى بلغ معدل الفائدة الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي حالياً 3 بالمائة. وتوقع استطلاع أجرته «بلومبرغ» الأسبوع الماضي أن يصل سعر الفائدة على الإيداع، البالغ حالياً 3 بالمائة، إلى 3.75 بالمائة في يوليو.
وعلى الرغم من الزيادة المستمرة في معدل التضخم، فإن التضخم لا يزال أعلى من مستهدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 بالمائة. وأشارت التقديرات التي نشرها صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي إلى أن التضخم الرئيسي لن يقترب من هدف البنك المركزي الأوروبي حتى عام 2025، بحسب «بلومبرغ».
لكن في تقرير آخر أقل تشاؤما، رجح محللو «كومريتس بنك» أن ينخفض معدل التضخم في منطقة اليورو بوتيرة أكبر بمرور الوقت استجابة للانخفاض الحاد في أسعار الطاقة، خاصة أن الدافع التضخمي من أسعار المواد الغذائية آخذ في التراجع أيضا، ولم يرتفع التضخم الأساسي أكثر من ذلك.
وأظهرت أرقام نشرها مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) في 28 أبريل، أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو ارتفع بنسبة 0,1 بالمائة في الربع الأول من 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الربع الأخير من 2022... وعلى الرغم من أن هذه النسبة تبقى متواضعة، رأى فيها مسؤولون أوروبيون دليلا على صمود اقتصاد التكتل في مواجهة أزمة الطاقة العالمية.
وحضّ مدير قسم أوروبا في صندوق النقد الدولي ألفريد كامر المصارف المركزية في القارة الجمعة على المضي قدما في رفع كلفة الاقتراض و«قتل وحش» التضخم. فيما يقول المحلل الاقتصادي في مجموعة «آي إن جي» كارستن برزيسكي إن «زيادة معدلات الفائدة بنسبة 25 نقطة مئوية أو 50 نقطة مئوية هما خياران مطروحان»، متحدثا عن جدل متزايد بين «الصقور» و«الحمائم» بشأن تأثير كل من الزيادتين على الوضع الاقتصادي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)
مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)
TT

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)
مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)

قال مسؤول تنفيذي كبير في «مؤسسة النفط الهندية»، كبرى شركات التكرير بالهند، اليوم الثلاثاء، إن «المؤسسة» أبقت على اتفاقها السنوي لاستيراد الخام من العراق عند 21 مليون طن لعام 2025.

وقال أنوج جين، رئيس الشؤون المالية بالشركة، للصحافيين: «الـ21 مليون طن هي نحو 12 مليون طن مشتريات ثابتة، و9 ملايين طن مشتريات اختيارية».

وتحصل الشركة على ما بين 55 و57 في المائة من احتياجاتها من النفط عبر صفقات سنوية مع كبار المنتجين.

وأضاف جين أن «(مؤسسة النفط الهندية)، مثل غيرها من شركات التكرير الهندية، تتطلع أيضاً إلى تعزيز وارداتها من النفط الروسي».

وكانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت، صباح الثلاثاء، أن إجمالي صادرات البلاد من النفط في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بلغ 103.1 مليون برميل.