«الرئاسي» الليبي لدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

توتر أمني محدود في العاصمة طرابلس

اللافي (الثاني من اليمين) مجتمعاً مع أعضاء بالمجلس الاجتماعي ببني وليد (المجلس الرئاسي)
اللافي (الثاني من اليمين) مجتمعاً مع أعضاء بالمجلس الاجتماعي ببني وليد (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي» الليبي لدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

اللافي (الثاني من اليمين) مجتمعاً مع أعضاء بالمجلس الاجتماعي ببني وليد (المجلس الرئاسي)
اللافي (الثاني من اليمين) مجتمعاً مع أعضاء بالمجلس الاجتماعي ببني وليد (المجلس الرئاسي)

وسط توتر أمني مفاجئ في العاصمة الليبية، أبدى المجلس الرئاسي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وطالب بضبط الخارجين عن القانون.
وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس.
ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس.
ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها، بين الميليشيات المحسوبة عليها في العاصمة.
وتوقعت مصادر غير رسمية وصول بعض قيادات الأجهزة الأمنية والكتائب الموالية للحكومة إلى القاهرة، من دون توضيح مزيد من التفاصيل.
وكان نائب رئيس «المجلس الرئاسي» عبد الله اللافي، قد تجاهل صمت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة الدبيبة، حيال الوضع الأمني في مدينة الزاوية الذي يشهد توتراً منذ الأسبوع الماضي، وأكد لدى اجتماعه مساء السبت برئيس وأعضاء «المجلس الاجتماعي لمدينة بني وليد»، دعمه مطالبة محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية للحكومة: «بتلبية مطالب شباب الزاوية، بالتصدي للظواهر السلبية، وحاملي السلاح، وإعداد خطة للمجاهرة بالأمن».
واعتبر أن هذه المطالب «مشروعة، وعلى الجهات المعنية تنفيذها»؛ لكنه انتقد «الأصوات الداعية لإغلاق المؤسسات الشرعية، ومن بينها الجهات الأمنية والخدمية في الزاوية».
وأكد اللافي، بحضور عميد بلدية الزاوية وبعض حكمائها ومشايخها، وبعض وجهاء قبيلة ورفلة، ضرورة «نبذ الخلافات لتعزيز الوحدة والاستقرار».
واستنكر منسق تنسيقية «حراك تصحيح المسار» بمدينة الزاوية، سنان جربوع، صمت حكومة الدبيبة بعد مرور 4 أيام على إغلاق مديرية أمن المدينة، وعدم الرد على مطالب سكانها. وتساءل عن «قدرة الحكومة في المقابل، على السيطرة» خارج العاصمة طرابلس.
وأبلغ وسائل إعلام محلية: «إن لجنة عسكرية باشرت مهامها لتحديد أوكار ومواقع التهريب والجريمة، ووضع دراسة عسكرية وأمنية لمداهمتها، ووضع حل نهائي للجنسيات الأجنبية وتنظيم وجودها، ومحاسبة المخالفين والمتورطين منهم».
وتجاهل عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة تطورات الزاوية؛ لكنه بحث في المقابل في اجتماع عقده مع بعض مدراء الأمن، نتائج الخطة الأمنية لتأمين العاصمة طرابلس وطوقها ضمن مرحلتيها الأولى والثانية.
وشدد الطرابلسي على ضرورة «رفع وتيرة العمل، وتسخير كافة الجهود لضمان تحقيق أهداف الخطة الأمنية»، داعياً إلى «تقيد مأمور الضبط القضائي بالتعليمات والنظم القانونية، في عمليات الضبط والإحضار، وعدم مخالفتها، وسرعة إحالة الموقوفين إلى النيابات لاستكمال الإجراءات القانونية».
بالإضافة إلى ذلك، نفى «مجلس الدولة»، اعتزام رئيسه خالد المشري الاجتماع مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في القاهرة. وقال بيان مقتضب للمجلس، إن مساعي المشري «تنصب حول تنفيذ المسار الانتخابي وإنجاحه، وتذليل كافة الصعوبات لـلجنة «6+6» المكلفة بالتوافق واقتراح القوانين الانتخابية».
وكان مقربون من صالح أكدوا في المقابل أن اجتماع المشري وصالح في القاهرة بمثابة «أمر محتمل».
بدوره، اتهم محمد صوان رئيس «الحزب الديمقراطي»، وأحد قيادات تنظيم «الإخوان» الليبي، البعثة الأممية بـ«عدم الجدية في حسم الأزمة الليبية»، وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية: إن «أسوأ مرحلة لهذه الأزمة هي الحالية».
في غضون ذلك، نفى اللواء خالد البسطة مدير أمن مدينة البيضاء بشرق البلاد، وجود شبهة «عمل إرهابي وراء انفجار شاحنة بالمدينة»، وأكد إضرام بعض الأشخاص النار في السيارة بسبب خلافات عائلية، قرب المدينة وليس داخلها.
وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت عن مصدر مسؤول، استهداف إحدى الشاحنات القديمة بقذيفة نتيجة أعمال تخريبية لمجموعة خارجة عن القانون شمال المدينة، نافياً ما تردد عن العثور «على مفخخات بنية القيام بأعمال إرهابية».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«الوحدة» الليبية تدافع عن عمليتها العسكرية في الزاوية وسط انتقادات

صورة وزعتها منطقة الساحل الغربي العسكرية لانتشار قواتها في مدينة الزاوية
صورة وزعتها منطقة الساحل الغربي العسكرية لانتشار قواتها في مدينة الزاوية
TT

«الوحدة» الليبية تدافع عن عمليتها العسكرية في الزاوية وسط انتقادات

صورة وزعتها منطقة الساحل الغربي العسكرية لانتشار قواتها في مدينة الزاوية
صورة وزعتها منطقة الساحل الغربي العسكرية لانتشار قواتها في مدينة الزاوية

دافعت القوات الموالية لحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عن عمليتها العسكرية التي دخلت يومها الثاني على التوالي، في مدينة الزاوية بغرب البلاد، وسط انتقادات محلية بتسريب معلومات عنها مبكراً إلى المستهدفين، ما أدى إلى إخفاقها.

وحذّرت منطقة الساحل الغربي العسكرية التابعة للحكومة، الأحد، سائقي شاحنات الوقود من التعامل مع «مهربي الوقود»، وهدّدت في بيان، بأن الشاحنات المتورطة «ستكون أهدافاً مشروعة للإجراءات الصارمة».

وكانت منطقة الساحل الغربي، قد أعلنت شن طيرانها المُسيّر ضربات جوية استهدفت، الأحد، موقعاً يُستخدم لبيع المحروقات بطرق غير قانونية، كما تم استهداف، ليلة السبت، موقع آخر لتجارة المخدرات، بالتزامن مع دخول القوات إلى مناطق وأحياء المدينة وتمركزها فيها.

كما ناشدت المدنيين مجدداً «الابتعاد عن الأماكن والأوكار المشبوهة؛ نظراً لاستمرار العمليات العسكرية»، ودعتهم إلى «التعاون والتواصل معها للإبلاغ عن أي أوكار مشبوهة أو مجموعات خارجة عن القانون، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها».

وكانت المنطقة العسكرية أكدت دخول قواتها مدينة الزاوية، في إطار المرحلة الأولى من هذه العملية، مشيرة في بيان مساء السبت، إلى أنه «تمت إزالة عدد من الأوكار، فيما يجري العمل على استهداف أوكار أخرى وملاحقة المطلوبين».

كما أكدت انتشار القوات المسلحة في عدة تمركزات، من بينها مدخل الزاوية الشرقي، ومناطق جنوب الساحل، لافتة إلى أن العمليات «تجري بشكل شامل ودقيق»، مع تأكيدها «عدم التراجع حتى تحقيق الأهداف المرسومة والمتمثلة في فرض الأمن والقضاء على الجريمة».

ولم تقدم المنطقة، أي إحصاءات حول عدد من اعتقلتهم، أو الأوكار التي داهمتها، لكنها دعت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى «تحرّي الدقة في نقل المعلومات ونشر الأخبار».

بدورها، قالت رئاسة أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة»، إن العملية التي تتم بناء على تعليمات من الدبيبة وزير الدفاع ووكيله، بالتنسيق معها، «شهدت مداهمة وحدات تابعة لمنطقة الساحل، بالتعاون مع مديرية أمن الزاوية، أوكار المجرمين، وإزالة عدد من المخالفات بالمدينة».

وكانت وسائل إعلام محلية، تحدثت عن «فشل هذه العملية»، بعد علم شاغلي تلك الأماكن بالعملية وإخلائها مسبقاً، وانضمام تجار الممنوعات أيضاً لصفوف القوات المقتحمة لأوكارهم، «ما أفشل العملية سريعاً، وجعلها عُرضة للسخرية».

ونفى صلاح النمروش آمر المنطقة، خلال لقائه، بحضور خالد المشري، المتنازع على رئاسة «مجلس الدولة»، مع أعيان الزاوية وأعضائها بمجلسي النواب و«الدولة»، وجود أي أهداف سياسية وراء العمليات العسكرية الحالية في الزاوية.

وأعلن المشري، في بيان مشترك مع أعضاء مجلسي النواب و«الدولة» الدعم الكامل للعملية العسكرية، والتشديد على «ضرورة النأي بها عن التجاذبات السياسية، وتصفية الخصوم السياسيين على حساب أمن المنطقة».

الدبيبة في افتتاح مستشفى العيون بطرابلس (حكومة الوحدة)

وتجاهل الدبيبة، هذه التطورات ولم يعلق عليها، لكنه حث عاملي مستشفى العيون في العاصمة طرابلس، لدى تكريمهم مساء السبت، على «معاملة الشعب جيداً»، وقال إنه (الشعب) «لم يعتد على من يعامله معاملة طيبة»، لافتاً إلى أنه «عانى أيضاً من حروب وظلم وتهجير وسنوات عجاف».

بدوره، أدان «المجلس الاجتماعي الأعلى لطوارق ليبيا»، اقتحام منطقة سبها العسكرية ومقراتها بمدينة أوباري، من قبل قوات تابعة لـ«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وطالب في بيان، من لجنة «5 + 5» العسكرية المشتركة، «التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها»، مشيراً إلى أن هذه التصرفات «استهدفت قيادات عسكرية بعينها من الطوارق».

بدورها، قالت حكومة أسامة حماد، المكلفة من مجلس النواب، إن اجتماعها مساء السبت في مدينة بنغازي بشرق البلاد، ركّز على خططها الاستراتيجية للعام الجديد، واستعراض التحديات والعراقيل التي تواجه الوزارات في سبيل تحقيق أهدافها، مشيرةً إلى أن الوزراء قدموا حصيلة سنوية حول أهم أعمال وزاراتهم خلال العام الماضي، وخطط الوزارات المستهدف العمل بها العام الحالي.

اجتماع السايح مع مسؤولي الانتخابات في بنغازي (المفوضية الوطنية)

في شأن مختلف، واستعداداً للمرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، عدّت المفوضية العليا للانتخابات أن اجتماع رئيسها عماد السايح، في بنغازي مع مسؤولي الإدارة الانتخابية بالمنطقة الشرقية، «خطوة حاسمة في مسار التحضير للانتخابات المقررة في النصف الثاني من الشهر الحالي».

وعدّ السايح، «الاستعداد الجيد والتعاون الوثيق بين مختلف الجهات المعنية، المفتاح لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية»، معرباً عن ثقته في أن هذه الانتخابات «ستكون علامة فارقة في مسيرة الديمقراطية المحلية».