الشركات الألمانية لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة

إمدادات الكهرباء «آمنة» الشتاء المقبل

مارة أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)
مارة أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)
TT

الشركات الألمانية لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة

مارة أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)
مارة أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)

ترغب الشركات الألمانية في زيادة الاستثمار بالخارج، حتى إن كان هذا على حساب ألمانيا كموقع اقتصادي.
ووفقاً لاتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، فإن الحراك نحو الاستثمار قوي بشكل خاص في الولايات المتحدة، على خلفية برنامج الإعانات الأميركية الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، وفق النتائج الأساسية لمسح أجراه الاتحاد على شركات ألمانية، وفق وكالة الأنباء الألمانية، السبت.
ومع ما يسمى قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة، ترتبط الكثير من الإعانات والائتمانات الضريبية بمدى استخدام الشركات المستفيدة للمنتجات الأميركية أو إنتاجها بنفسها في الولايات المتحدة. وأعربت اتحادات اقتصادية وساسة بالفعل في ألمانيا عن مخاوفهم من أن الشركات ستستثمر الآن في الولايات المتحدة أكثر من أوروبا وألمانيا. ومن خلال برنامج صناعي أخضر يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف جهوده لتعزيز التقنيات الصديقة للمناخ.
ووفقاً لتقييم اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية، فإنه بالإضافة إلى عوامل الموقع المميزة، مثل انخفاض أسعار الطاقة، يجذب قانون خفض التضخم الذي وضعته الحكومة الأميركية أيضاً استثمارات إضافية. ووفق المسح، ذكرت 17 في المائة من الشركات الألمانية أنها ستوسع استثماراتها في الولايات المتحدة.
وستأتي هذه الاستثمارات على حساب ألمانيا كموقع اقتصادي. وبينما تتحفظ الشركات الصناعية في استثماراتها في ألمانيا، تريد توسيع استثماراتها في الولايات المتحدة، وأيضاً في كندا والمكسيك.
ووفقاً للاتحاد، تعتزم الشركات الألمانية النشطة في الخارج زيادة استثماراتها في تلك المواقع خلال الاثني عشر شهراً المقبلة أكثر مما كانت تخطط له في الخريف الماضي. ووفقاً للمسح الذي شمل 5100 فرع لشركات ألمانية في جميع أنحاء العالم، فإن 36 في المائة من الشركات تخطط الآن لزيادة استثماراتها، بينما تخطط 17 في المائة فقط لخفض ميزانيات الاستثمار.
وقال رئيس شعبة التجارة الخارجية بالاتحاد، فولكر ترير، إنه في ضوء الحاجة الهائلة للحاق بالركب، خصوصاً بسبب أزمة «كورونا» وصدمة التضخم، فإن هذا في الواقع تطور متأخر، وأضاف: «من اللافت للنظر أن حراك الاستثمار في الشركات الألمانية أعلى كثيراً في جميع أنحاء العالم مقارنة بالداخل، وأنه قوي بشكل خاص في أميركا الشمالية».
وفي المقابل، كانت خطط الاستثمار الألمانية في الصين حذرة للغاية، حيث قال ترير: «الكثير من الشركات الألمانية التي يوجد مقرها في الصين بصدد إنشاء ركائز جديدة في مناطق أخرى... تقليل المخاطر وتنويع سلاسل التوريد هما العامل الأساسي للاقتصاد الألماني الدولي».
وفي غضون ذلك، قالت «وكالة الشبكة الاتحادية» إن ألمانيا لن تواجه أي مشكلات في إمدادات الكهرباء في الشتاء المقبل. وقال رئيس الوكالة كلاوس مولر في بيان: «إمدادات الكهرباء في الشتاء المقبل مستقرة كما اعتدنا سنوات عدة».
وأوضح أن التحديات التي واجهت استقرار النظام لم تأتِ من الفترات التي كان يجري فيها إنتاج كمية محدودة من الطاقة من الرياح أو الطاقة الشمسية نتيجة الافتقار إلى الرياح أو ضوء الشمس، ولكن من الشبكة نفسها.
وقال مولر إن الطلب المرتفع المحتمل على الطاقة في جنوب ألمانيا، موطن حصة كبيرة من الصناعة، عندما تكون هناك كمية كبيرة من إنتاج الطاقة المتجددة في الشمال، حيث توجد حدائق الرياح البحرية، يمكن أن يسبب مشكلات للشبكة بحالتها الحالية.
وأضاف مولر: «هذا يظهر مجدداً أن التوسع السريع في الشبكة ضروري لانتقال الطاقة (إلى الطاقة المتجددة) وزيادة أمن الشبكة».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.