تركيا ترجح انعقاد «رباعي موسكو» للتطبيع مع سوريا أوائل مايو

أكدت أن لا انسحاب عسكرياً قبل الاتفاق على الحل السياسي

دورية تركية ـ روسية في محافظة الحسكة الخميس الماضي (أ.ف.ب)
دورية تركية ـ روسية في محافظة الحسكة الخميس الماضي (أ.ف.ب)
TT

تركيا ترجح انعقاد «رباعي موسكو» للتطبيع مع سوريا أوائل مايو

دورية تركية ـ روسية في محافظة الحسكة الخميس الماضي (أ.ف.ب)
دورية تركية ـ روسية في محافظة الحسكة الخميس الماضي (أ.ف.ب)

رجحت تركيا عقد اجتماع رباعي لوزراء خارجتيها مع نظرائه الروسي والإيراني والسوري ضمن مسار تطبيع العلاقات مع سوريا في موسكو أوائل مايو (أيار) المقبل. وكررت رفضها الحديث عن انسحاب قواتها من شمال سوريا قبل تحقيق الحل السياسي في البلاد.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن روسيا اقترحت عقد الاجتماع خلال أول 10 أيام من مايو، وإن هذا الوقت يناسب تركيا، (انعقاد الاجتماع أول 10 أيام من مايو مرجح جدا).
ولفت جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة - السبت، إلى أن بلاده انخرطت في هذه المفاوضات إثر انسداد المسار السياسي في سوريا، موضحاً أن طريقة التغلب على هذا الانسداد هي ضمان إجراء انتخابات في سوريا في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، أو التفاوض على خريطة طريق بين النظام والمعارضة، وإلا فلن يكون من الممكن تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين.
وذكر أن رؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران وسوريا اجتمعوا 3 مرات، ووزراء الدفاع مرتين (الأولى من دون إيران في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي)، وعقد إلى جانب ذلك اجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية، في أوائل أبريل (نيسان) الحالي، وسيكون الاجتماع التالي على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع، و«سيعقد في موسكو، التي ستتحدث مع كل من إيران وسوريا بشأن تحديد الموعد النهائي وستبلغنا به».
وسبق أن أعلن جاويش أوغلو أن الاجتماع سيعقد في أوائل مايو (أيار)، وأنه سيتم خلاله إعداد خريطة طريق للقاء رؤساء الدول الأربع، وذلك قبل انعقاد اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات في موسكو الأسبوع الماضي، الذي جاء بشكل مفاجئ وتم خلاله الاتفاق على استمرار اللقاءات.
وبشأن اشتراط دمشق انسحاب تركيا العسكري من شمال سوريا قبل الحديث عن تطبيع العلاقات، أكد جاويش أوغلو ضرورة «خوض كفاح مشترك» ضد وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا، داعياً روسيا وإيران إلى دعم هذا الكفاح دون قيد أو شرط.
وحذر من أن الوحدات الكردية يمكنها ملء الفراغ، الذي سيتشكل في حال انسحاب القوات التركية من المناطق الآمنة في سوريا، وأن هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة الهجمات الإرهابية ومحاولات التسلل إلى الأراضي التركية. واعتبر أن انسحاب تركيا من المنطقة قبل التوصل إلى اتفاق حول المسار السياسي وتحديد خريطة طريق توحد البلاد سيتسبب في استمرار الاشتباكات والصراع الداخلي، وأن العديد من المهاجرين سيطرقون باب تركيا في حال اندلاع هذه الاشتباكات، وهو ما يحمل مخاطر كثيرة.
وأوضح أنه بعد تحقيق الاستقرار السياسي يجب توحيد جميع القوات الأمنية في البلاد وبسط السيطرة التامة هناك، أو «بعبارة أخرى، يجب تأسيس كيان قادر على تطبيق اتفاقية أضنة (المبرمة بين تركيا وسوريا عام 1998)، وإلا فإن الخطر على الأمن القومي سوف يستمر بالنسبة لنا، وبالتالي لا يمكننا الخوض في مثل هذه المخاطرة». وتسمح اتفاقية أضنة، التي كان تم التوصل إليها بوساطة مصر وإيران بعد أن كانت تركيا وسوريا على شفا حرب بسبب وجود زعيم حزب العمال الكردستاني في سوريا، للجيش التركي بملاحقة عناصر الحزب داخل سوريا بعمق 5 كيلومترات في حال عدم قدرة سوريا على منع التهديدات الإرهابية ضد تركيا. وأكد أن تركيا تحترم وحدة حدود وتراب سوريا.
وأشار جاويش أوغلو إلى أهمية ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم ومنازلهم بطريقة «آمنة»، وأن هذا يتطلب التعاون مع النظام السوري.
في السياق ذاته، جدد مرشح المعارضة للرئاسة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، أمام حشد من أنصار حزبه في قيصري (وسط تركيا) السبت، التعهد بإعادة السوريين إلى بلادهم بأمان عبر التفاوض مع الحكومة السورية وإعادة فتح السفارات، خلال عامين فقط حال فوزه بالرئاسة.
وأكد أن «السوريين مرحب بهم إذا أرادوا زيارة تركيا للسياحة أو لتناول الطعام أو لإقامة أعراسهم».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

أكد زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك الحوثي، اليوم (الخميس) استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل مهدداً بهجمات «أقوى وأكبر»، غداة بدء سريان وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال زعيم الحوثيين المدعومين من إيران في كلمة بثتها قناة «المسيرة» إنّ «العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة».

وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحوثي «آمل من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي أن ندرك مسؤوليتنا لنبذل الجهد ونستعين بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي».

وفي السياق ذاته، أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، مساء اليوم (الخميس)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضح التلفزيون أن الغارتين استهدفتا مديرية باجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.