مصر تُكرس لاستقرار الأوضاع الأمنية في سيناء بحفل جماهيري

أحياه محمد منير في العريش

جانب من الحفل الجماهيري في مدينة العريش بسيناء (فيديو الحفل)
جانب من الحفل الجماهيري في مدينة العريش بسيناء (فيديو الحفل)
TT

مصر تُكرس لاستقرار الأوضاع الأمنية في سيناء بحفل جماهيري

جانب من الحفل الجماهيري في مدينة العريش بسيناء (فيديو الحفل)
جانب من الحفل الجماهيري في مدينة العريش بسيناء (فيديو الحفل)

فيما بدا تكريساً لاستقرار الأوضاع الأمنية في سيناء، أحيا الفنان المصري محمد منير حفلاً جماهيرياً، مساء الجمعة، بمدينة العريش، تحت عنوان «وطن واحد»، وهو الحفل الأول من نوعه في المدينة التي عانت لسنوات من آثار «الإرهاب».
وشهدت مصر، في 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، انطلاق شرارة الاحتجاجات، والتي أفضت إلى إسقاط حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتواكبت تلك المظاهرات مع انفلات أمني في شبه جزيرة سيناء، حيث نفّذت مجموعات «إرهابية» عمليات ضد قوات للجيش والشرطة ومدنيين، قبل أن تعلن مصر «نجاحها في مواجهة الإرهاب».
وقال اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، في إفادة رسمية، إن «الحفل يأتي ضمن فعاليات احتفال محافظة شمال سيناء بعيدها القومي، وذكرى تحرير سيناء الـ41»، معلناً «افتتاح عدد آخر من المشروعات التنموية في شتى القطاعات، بهذه المناسبة، في مختلف مراكز ومدن المحافظة، خلال الأسبوع المقبل».
أقيم الحفل الجماهيري، الذي نظّمه «مجلس قبائل العائلات المصرية» في سيناء، على المسرح المكشوف بجامعة سيناء، وحضره نحو 5 آلاف مواطن سيناوي، وفق البيانات الرسمية، إلى جانب وزراء الثقافة، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية.
بدوره، أشار الفنان محمد منير، في كلمته، خلال الحفل، إلى أن «هذه هي زيارته الثانية لمحافظة شمال سيناء، حيث سبق أن زارها في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، عندما كان مجنَّداً بالجيش». موجهاً التحية لكل من أسهم في عودة الأمن لشمال سيناء.
وعلى مدار ما يقرب من 10 سنوات، اقترن اسم سيناء بالعمليات «الإرهابية»، وفرضت السلطات المصرية حظراً في بعض المناطق، في ظل تنفيذ عمليات عسكرية لدحر «الإرهاب»، حتى أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، «تطهير نسبة كبيرة من أراضيها». وقال، في كلمته خلال الاحتفال بعيد الشرطة، في يناير الماضي، إنه «لأول مرة منذ عام 2013، تهبط طائرة في مطار العريش، على متنها رئيس الوزراء، ومجموعة من الوزراء؛ لبدء مسار التنمية»، كما أشار الرئيس المصري، في كلمته، خلال الاحتفال بعيد تحرير سيناء، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن «التضحيات والبطولات، التي قدَّمها رجال القوات المسلحة، والشرطة المدنية، خلال الحرب على الإرهاب في السنوات العشر الماضية، ستتحاكى عنها الأجيال لأزمنة طويلة مقبلة، بفخر وكبرياء». وقال إن «إرهابيين وتكفيريين، من كل حدب وصوب، حاولوا فصل سيناء عن الوطن».
من جانبه، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحفل الجماهيري، الذي أحياه محمد منير، إلى جانب مهرجان الهجن، يكرِّس استقرار الأوضاع الأمنية في سيناء، ويأتي استكمالاً لإشارات أكبر بشأن عودة الأمور إلى طبيعتها في المنطقة»، مشيراً إلى «إفطار السيسي مع الجنود والضباط ومشايخ سيناء، ليكون أول رئيس مصري يفطر في سيناء مع الجنود والضباط».
وأوضح فرج أن «مثلث رفح والعريش والشيخ زويد ظلّ، لسنوات، مثلث موت لكل من يحاول الحركة فيه، وفرض فيه حظر التجول، قبل أن تستقر الأوضاع، وتتمكن القوات المسلَّحة المصرية من دحر (الإرهاب)»، مشيراً إلى أن «المنطقة لم تشهد عمليات إرهابية، على مدار العامين ونصف العام الماضية». لكن هذا «لا يعني أنها لا يمكن أن تحدث مستقبلاً»، وفقاً لفرج، الذي يؤكد أن «الإرهاب لا وطن ولا دين له، ومن الممكن أن ينفّذ أتباعه عملياتهم الإجرامية في أي وقت»، لكن الخبير العسكري عاد وشدد على أن مصر «استعادت السيطرة الكاملة على سيناء، وبدأت مسار التنمية والتعمير».
وفي الأول من أبريل (نيسان) الحالي، تناول الرئيس المصري الإفطار مع عدد من الضباط والجنود ومشايخ سيناء، خلال تفقُّده الارتكازات الأمنية في شرق قناة السويس، وقال إن «ما تمّ في سيناء، في الفترة الماضية، من محاربة الإرهاب، يضاهي ما تمّ في حرب أكتوبر»، مؤكداً أنه «سيكون هناك احتفال وتكريم يليق بما تحقق من جهد في سيناء».
وكان السيسي قد أكد، أكثر من مرة، نجاح بلاده في القضاء على «الإرهاب»، وأعلن إطلاق التنمية في سيناء، مستهدفاً زيادة المساحة المأهولة بالسكان بنسبة 12 في المائة، وشهد، في فبراير (شباط) الماضي، عملية اصطفاف للمُعدات المشارِكة في تنمية وإعمار سيناء، لكنه حذَّر أيضاً، في سياق تصريحاته، من «الإرهاب»، مؤكداً أن «الحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ بعد».
وجاء الاحتفال الجماهيري في ختام «سباق الهجن»، الذي استضافته محافظة شمال سيناء، بمشاركة 560 جملاً مثلت عدداً من المحافظات المصرية المهتمة برياضة الهجن، إضافة إلى وفود من دول السعودية والأردن والسودان، وفقاً للبيانات الرسمية. وأعرب الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، عن سعادته بعودة إقامة مهرجانات وبطولات الهجن مرة أخرى إلى العريش.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».